ما هي الروايات التي تنافس على البوكر 2015؟
تتنافس على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) ترشيحات اختارتها لجنة التحكيم، التي ترأسها الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، بالإضافة إلى الشاعرة البحرينية بروين حبيب، والأكاديمي المصري أيمن أحمد الدسوقي، والأكاديمي العراقي نجم عبد الله كاظم، وكاورو ياماموتو المترجمة اليابانية.
-حياة معلَّقة (عاطف أبو سيف – فلسطين)
"حياة معلقة" تتحدث عن موت نعيم، صاحب المطبعة الوحيدة في المخيم، برصاص الجيش، نعيم الذي اعتاد أن يطبع بوسترات الشهداء في المخيم، يرفض ابنه أن يتم طباعة بوستر له، في نقاش عميق حول مفهوم البطولة والجدل حول الاشتراك مع الحياة أو نفيها، لكن هذا الموت يغير الكثير من تفاصيل الحياة الهادئة الواقعة على تخوم المخيم، حيث ترقد التلة التي بنى نعيم عليها بيتا، فالحكومة تريد أن تستغل التلة وتبني عليها مخفرا للشرطة ومسجدا.
وحيث أن التلة تحظى بمكانة خاصة في وعي الناس، عارض سكان المخيم المشروع وقاوموه، حتى وصل الأمر للصدام مع الشرطة، تكشف الرواية الكثير من تفاصيل الحياة في غزة، كما يتم استدعاء يافا موطن اللاجئين عبر استرجاعات زمنية ومفارقات سردية وحكايات متداخلة، ترسم بصورة مفصلة عالما مدهشا تتفاعل شخوصه وتتجادل وتصارع لإعادة تركيب لمفهوم الهوية والبطولة والحياة.
-ألماس ونساء (لوينا هويان الحسن – سوريا)
رواية "ألماس ونساء" تقدّم عالما مليئا بالشخصيات والأحداث، وهو تجسيد يقوم على الحقيقي والمتخيل لحياة عرب المهجر، لاسيما السوريين، وتحديدا في باريس وساو بولو، في بدايات القرن العشرين وامتدادا بعد ذلك إلى سبعينياته وثمانينياته، وعبر جيلين للمهاجرين.
بطلة الرواية "الماظ" شاهدة على مرحلة مهمة من مراحل التاريخ الاجتماعي والسياسي للعرب في العصر الحديث، وكل ذلك من خلال الكشف عن أسرار تلك المرحلة، للمجتمع المخملي للعرب المهاجرين، وأدوارهم في المجتمعات التي يكونون فيها، وتحديدا في دمشق، وباريس، وساو باولو.
-طابق 99 (جنى فواز الحسن – لبنان)
تمتد أحداث الرواية بين لحظة مفصلية في مجزرة صبرا وشاتيلا 1982 وبين نيويورك عام 2000، ويقع "مجد"، الشاب الفلسطيني الذي يحمل ندبة المجزرة في جسده بحب "هيلدا" المسيحية المنحدرة من عائلة إقطاعية تمتعت بنفوذ اليمين المسيحي، في أثناء الحرب الأهلية، يبدأ الصراع حين تقرر الفتاة التي تتعلم الرقص وتمتهنه في نيويورك، العودة إلى قريتها في جبل لبنان لإعادة اكتشاف ماضيها.
يجد مجد نفسه بين تصوره للعدو القديم وخوفه من خسارتها، مضطرا إلى استعادة أحداث مؤلمة أودت بحياة والدته وجنينها، وحولت والده من مدرس إلى بائع ورد في حي "هارلم" الشهير في أمريكا، وتبدو هوية "مجد" الفلسطينية، من مكتبه الواقع في الطابق 99 في أحد مباني نيويورك، ملتبسة، خصوصا كونه ولد في الشتات ولم يمتلك يوما تجربة حية في موطنه الأصلي.
تضع أحداث الرواية جيل ما بعد الحرب في مواجهة مع أسلافه، لطرح الأسئلة حول جدوى المعارك القديمة، وإن كانت قد انتهت فعلا، وتأملات حول مقدرة الحب على تطهير الأحقاد والعداوات.
- شوق الدرويش (حمور زيادة – السودان)
تعرض الرواية جانبا من الصراع الاجتماعي بين الثقافة المسيحية والثقافة الصوفية الإسلامية في السودان، في ظل انهيار نموذج الدولة الدينية، وتطرح الرواية بقوة تأملات في الحب والدين والغدر والصراع السياسي، وذلك في حقبة حساسة من تاريخ السودان الحديث.
يطلق سراح "بخيت منديل" من السجن، ويعزم على الانتقام من كل من تسبب في سجنه بعد حياة من عذابات العبودية والأسر والسجن والاستغلال الجسدي، يقترن حدث إطلاق سراح بخيت بالواقعة التاريخية الرئيسة المتمثلة بدخول قوات مصرية مدعومة بالإنجليز، نهاية القرن 19 وهزيمة الدولة المهدية وهرب المهدي وأعوانه.
-الطلياني (شكري المبخوت – تونس)
أحداث رواية "الطلياني" هي رحلة في حياة طالب يساريّ، كان فاعلا وشاهدا، في الجامعة التونسية وخارجها أواخر عهد بورقيبة وبداية عهد بن عليّ، على أحلام جيل تنازعته طموحات وانتكاسات وخيبات، في سياق صراع ضارٍ بين الإسلاميّين واليساريين ونظام سياسيّ ينهار، وفي سياق تحوّلات قِيَميّة خلخلت بنيان المجتمع التونسيّ.
فتكشف الرواية، من خلال إطلالة الطلياني على عالم الصحافة، آليّات الهيمنة والرقابة بقدر ما تكشف، من خلال علاقته بزينة طالبة الفلسفة الطموحة، هشاشةَ الشخصيّات وتواريخها السرّيّة وجراحها الباطنيّة.
-ممر الصفصاف (أحمد المديني – المغرب)
"ممر الصفصاف" حكاية تنبثق من مدينة مغربية قديمة، مدينة تحفل بناسها، وعيشها، كما تتقلب في أسرارها، هي قصة بشر يحاولون العيش ما استطاعوا، إلى جوار بعضهم البعض، وتحت رحمة أشخاص سلوكهم البطر والطغيان، بجوارهم كائنات حيوانية، لكن بروح الإنسان، تسعى بدورها للعيش في أمان.
تجسد هذه الرواية قصة الصراع الذي يخوضه حارس مبنى يتشيّد، وصراع جماعة تتشبث بنسبها إلى أرضها وإلا تفنى؛ بوصفها رمزا لحق الفرد في الوجود، في بلاد تُنتزع فيها الحياة بالمحنة، مثلما يكبر فيها العُتاة على حساب محنة المغلوبين، هذه الرواية هي متوالية من الحكايات والأحداث الفريدة، ممتلئة بالمغامرة، ومقمّطة في اللغز، كلما تقدمت فيها، كلما بهرك واقع أغرب من الخيال.