تعرف على "رومانسيات" الشيخ زكريا أحمد
قدم الملحن زكريا أحمد العديد من الأغاني الرومانسية، خاصة من خلال تعاونه مع الفنانة أم كلثوم، الذي بدأ عام 1931، ولحن لها "اللي حبك يا هناه" عام 1931 من أشعار أحمد رامي، و"عادت ليالي الهنا" عام 1939.
كما لحن لأم كلثوم الكثير من أغاني أفلامها مثل "الورد جميل"، و"غني لي شوي شوي"، و"ساجعات الطيور"، و"قولي لطيفك"، ولحن لها في الأربعينيات عددا من الأغاني الكلاسيكية الطويلة، التي صارت علامات فارقة في تاريخها مثل "أنا في انتظارك"، و"الأمل"، و"حبييي يسعد أوقاته"، و"أهل الهوى".
لكن نشب خلاف بين زكريا أحمد وأم كلثوم استمر منذ عام 1947 حتى عام 1960، حيث لحن لها آخر روائعه "هو صحيح الهوى غلاب"، فيما غنى له كبار المطربين، وقدم للمسرح عشرات "الأوبريتات"، كما قدم العديد من الألحان للسينما، وسجل بصوته عددا من الألحان منها لحنين للتليفزيون عام 1960، أثارا إعجاب الجمهور بسبب أدائه المتفرد.
ولم يتوقف إنتاج زكريا أحمد للأغاني الرومانسية عند أم كلثوم فقط بل لحن كلمات بيرم التونسي، حيث صنع من كلماته الشعبية صورا فنية مميزة، يصعب تصور تلحينها بواسطة غيره من الملحنين.
وسجل بعض ألحانه بصوته مثل "ياللي بهواك"، و"قلبي يميل"، و"أنت يا عيني"، و"يا جريح الغرام"، ومن أغانيه الشهيرة "الورد جميل "، و"يا صلاة الزين" التي غناها بنفسه للتليفزيون المصري عام 1960، بعد تسجيلها بصوت أم كلثوم بنحو عشرين عاما، وبعد مسيرة فنية طويلة توفي "شيخ الملحنين" كما لٌقب في 14 فبراير 1961.
يذكر أن زكريا أحمد أحد عمالقة الموسيقى العربية في مصر، ولد في 6 يناير 1896 لأب حافظ للقران، وهو الشيخ أحمد حسن، وأم من أصل تركي، كان يهوى سماع التواشيح، فاكتسب الحس الموسيقي المتميز الخاص به، ودخل الكتَّاب ثم درس بالأزهر، وذاع صيته بين زملائه كقارئ ومنشد صاحب صوت مميز.