جراح فرنسي يعيد الأمل للمختونات للاستمتاع بحياتهن
لا تتذكر عائشة من طفولتها سوى ذكريات مروعة، فذلك اليوم الذي وجدت نفسها فيه بداخل "دلو" كبير، فيما يتدفق شلال من الدماء من جسمها، وأبواها يحيطان بها دون اهتمام منهما بما يجري لها، هو نفس اليوم الذي تسبب لها في معاناة نفسية بالغة لم تستطع التخلص منها حتى اليوم، فعلى الرغم من أنها مولودة في فرنسا، إلا أن أبواها القادمان من موريتانيا أصرا على ختانها، وهو نفس ما يحدث لملايين النساء في جميع أنحاء العالم، إذ يتعرضن لإزالة "البظر" بدعوى الحفاظ على عفتهن من الأذى، حسبما يقول موقع "تايم الأمريكي".
وتقول عائشة "حتى مع الإحساس بالخواء، وفقدان الثقة في النفس، لازلت لا أقبل ما حدث لي"، ولكن شاءت الأقدار أن تسمع عائشة عن الطبيب الفرنسي بيير فولد، جراح المسالك البولية، الذي ابتكر طريقة تعيد بناء "البظر"، وهو ما حدث مع عائشة التي تمكنت بفضل مساعدة الطبيب من استعادة توازنها النفسي وإحساسها المفتقد من قبل بأنوثتها.
ويذكر فولد عن السبب الذي دعاه لابتكار هذه الطريقة أثناء عمله كطبيب في إفريقيا ضمن بعثة إغاثة: "كانت النساء يأتين بأعداد كبيرة ويشتكين من ألام ومشاكل كثيرة، لمئات السنين، درسنا "العضو الذكري" جيدا، لكن لم نعرف شيئا عن "البظر"، لذا كانت أول خطوة بالنسبة لي هي العودة لباريس ودراسته بصورة مستفيضة".
ويلفت فولد إلى أنه كان يقوم بعد عودته من إفريقيا بجراحات تجميلية فقط لتخفيف الألام التي تشعر بها المختونات، ولكنه اكتشف بعد فترة إمكانية إعادة بناء شبكة الأعصاب المحيطة بـ"البظر"، ليسمح له باستعادة وظائفه الجنسية.
كما يضيف فولد: "لقد استغرق مني الأمر أعواما لدراسة أفضل الطرق لتبسيط إجراء العملية، وجعل "البظر" يستعيد وظائفه بسهولة"، فيما تقول عائشة التي تمكنت من الزواج والإنجاب قبل بلوغها الخامسة والعشرين من العمر "لقد غيرت هذه العملية مجرى حياتي، أشعر بالثقة والسعادة، أشعر بأنني امرأة مكتملة الأنوثة".
فيما يرى فولد، الذي أجرى العملية، التي لا تستغرق أكثر من 30 دقيقة، "تأتي نساء من جميع أنحاء العالم لإجرائها وليس النساء فقط بل أطباء يأتون من أمريكا وإفريقيا وبريطانيا ليتعرفوا على هذه الطريقة حتى يتمكنوا من استخدامها في بلادهم".
ويتحدث فولد عن أثر العملية التي أصبحت طبيا معترف بها حسب دورية "لانست" الطبية المرموقة، أن 85% من النساء اللاتي أجرين العملية شهدن تغيرا جارفا في حياتهن، ولكن العملية لا تنتهي بالشق الجراحي منها فهناك شهور تليها من متابعة طبيب أمراض نساء وطبيب أمراض نفسية حتى تتأقلم المرأة مع "امتلاك شئ لم يكون موجودا لديها من قبل".
كما أجرى فولد دراسة لمتابعة السيدات اللاتي أجرى عليهن العملية منذ 1998 حتى 2009، إذ بلغ عددهن 866 سيدة، قالت 821 منهن أنهن أصبحن يشعرن بألام أقل فيما قالت 815 منهن بتزايد الإحساس بالمتعة الجنسية لديهن، بينما قالت 430 منهن أنهن شعرن بنشوة الجماع أثناء الممارسة.