وفقا لخبراء، أصبح الصدر البارز والمؤخرة الكبيرة، من سمات الجمال الأمثل للمرأة في الوقت الحالي، لكن ذلك لم يكن هو السائد عبر التاريخ، فعلى مر العصور والمجتمعات، اختلف تقدير جمال المرأة بشكل ملحوظ. وكان لكل عصر مقاييسه الخاصة التي ربما لا تشبه غيره.

نشر موقع "Buzz Feed" الأمريكي فيديو، يقدم تصوّرا لمقاييس الجمال المثالي للمرأة خلال 3 آلاف عام، عبر جميع الحضارات، من خلال فريق من عارضات الأزياء، الذين استعرضوا مراكز جمال المرأة في كل مجتمع، بداية من الحضارة الفرعونية وحتى العصر الحديث، من الجسد المليء بالمنحنيات في عصر النهضة في إيطاليا، إلى الجسد الصبياني في أمريكا بداية القرن العشرين.

• عند الفراعنة: الشعر والعيون السوداء والكتفان الضئيلتان

بدأ الفيديو بعرض مقاييس جمال المرأة في المجتمع الفرعوني، في مصر القديمة، حيث تمتعت النساء بالعديد من مظاهر الحرية التي ربما نحتاج آلاف السنين كي تحصل عليها المرأة مجددا، وكان المجتمع المصري ينظر إلى الجنس نظرة أكثر تفتحا، وللمرأة ممتلكات مستقلة عن زوجها،  ويمكنها أن ترث الألقاب، وكذلك المطالبة بالطلاق دون شعور بالعار.

ومثّل الشعر المضفر  ملمحا مهما من جوانب الجمال الأنثوي عند الفراعنة، إضافة للوجه المتناسق والعيون السوداء والخصر العالي والكتفين الضئيلتين،  ما استلزم أن تكون المرأة نحيلة في المجمل نحيلة.

• العصر اليوناني: المرأة الممتلئة والبشرة اللامعة

اختلفت مقاييس جمال المرأة في المجتمع اليوناني القديم، عنها في مصر الفرعونية، فعلى الرغم من النظر للمرأة خلال هذه الفترة على أنها "النسخة المشوهة" من الرجل، وأن جسم الرجل أكثر مثالية وكمالا، فإن المرأة الممتلئة ذات الجسم الأنثوي الكامل، التي تتمتع ببشرة لامعة، كانت المفضلة للمجتمع آنذاك.

• الحضارة الصينية: الشعر الأسود الطويل والبشرة الشاحبة والأقدام الصغيرة

أما في الحضارة الصينية، فكانت المرأة الرائعة هي التي تتمتع بشعر أسود طويل، وبشرة شاحبة، وشفاه حمراء، وأسنان بيضاء، وأقدام صغيرة.

• عصر النهضة: جسم دائري وصدر بارز

وكان لعصر النهضة في إيطاليا، مقاييسه الخاصة، واعتبر المرأة المثالية هي التي تملك جسما ممتلئا ودائريا، إضافة لفخذين ممتلئين وصدر بارز. وظهر الجلد الشاحب والشعر الأشقر والجبهة العالية كأفضل سمات الجمال عند المرأة في هذه الفترة.

• الحقبة الفيكتورية: الأعضاء البارزة والخصر النحيف

من العصور التي وضعت مقاييس خاصة لجمال المرأة، كانت الحقبة الفيكتورية في بريطانيا، تحت قيادة الملكة فيكتوريا، التي كانت مثالا للمجتمع في هذه الفترة، حيث تزوجت في سن صغيرة، وأصبحت أما في وقت مبكر، الأمر الذي جعل الأمومة والعائلة من أعلى القيم التي قدسها المجتمع الفيكتوري.

وارتبطت مقاييس الجمال في هذه الفترة بوضع الأم في المجتمع، فأصبحت المرأة المثالية، ذات الجسم الممتلئ والأعضاء البارزة والخصر النحيف، ما دفع النساء لارتداء حزام وسط قوي، للحصول على الشكل المثالي الذي يشبه الساعة الرملية.

• بعد الحرب العالمية الأولى: المظهر الصبياني

خلال العشرينيات، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وحصول النساء على مزيد من الاستقلالية، والتمتع بالحق في العمل، ظهرت مقاييس مختلفة تماما للجمال عند المرأة، حيث كانت النساء تفضل الخصر النحيف وارتداء حمالات صدر تمنع بروز صدورهن، لذا كانت المرأة ذات الهيئة الصبيانية هي الأفضل خلال هذه الحقبة.

عصر هوليود الذهبي: الصدر البارز والخصر النحيف

جاء عصر هوليود الذهبي في الفترة بين 1930 إلى 1950 ليضع نهاية للمظهر الصبياني للمرأة، فظهرت مقاييس جمال جديدة، تمثلت في الجسم ذي المنحنيات، والخصر النحيف والصدر البارز، وجسّدت جميع هذه الصفات، النجمة الشهيرة مارلين مونرو.

• الستينيات: الطويلة النحيفةممشوقة القوام

ستينيات القرن المنصرم، التي تميزت بحركات التحرير وتزايد اقتحام المرأة سوق العمل، شكلت مقاييس جديدة لجمال المراة، أهمها أن تكون نحيفة وطويلة  وممشوقة القوام، وتتمتع بساقين نحيفتين، وجسم مراهق.

• الثمانينيات: النموذج الأفضل للمرأة

وُصفت فترة الثمانينيات بأنها "النموذج الأفضل للمرأة"، حيث أدخلت الممثلة الأمريكية جين فوندا بدعة التمارين الرياضية، ومثّلت سيندي كروفورد القالب المثالي لجسم المرأة آنذاك، الذي اتسم بالطول والنحافة والصدر البارز، مع الحرص على ممارسة الرياضة.

• التسعينيات: عودة المظهر الصبياني

عاد المظهر الصبياني مرة أخرى خلال التسعينيات، فأصبحت مقاييس جمال المرأة هي النحافة وشحوب البشرة واختفاء الصدر تقريبا.

• الألفينات: الصدر البارز والمؤخرة الكبيرة

بداية من عام 2000، وحتى اليوم، تغيرت مقاييس الجمال بشكل كبير، فأصبحت المرأة الأفضل هي التي تتمتع بجسد ناعم، وصحة جيدة، وكذلك صدر بارز، ومؤخرة كبيرة، وكي تحقق النساء هذا المظهر، لجأ بعضهن إلى عمليات التجميل.