عُرف عن المخرج الراحل  يوسف شاهين، مخاطرته باكتشاف الوجوه الجديدة، وإعطاؤها الفرصة بأدوار رئيسية ومحورية في أفلامه، لكنه في الوقت ذاته، كانت لديه رؤية وتمكن من إعادة اكتشاف، وتوليد شخصية أخرى مخفية بداخل كل فنان عمل معه.

يتصور المشاهد لأفلام يوسف شاهين، التي تظهر فيه وجوه جديدة، بأنها وجوه احترفت التمثيل، لكنه كان يبحث عن زوايا مفقودة وإمكانيات الفنان التي لا يمكن أن يراها غيره.

أعاد يوسف شاهين اكتشاف هند رستم في فيلم "باب الحديد"، ليصر على أن تظهر كبائعة لعصير الليمون في محطة السكة الحديد.. فتاة فقيرة ترتدي جلبابا مهترئا طوال مدة الفيلم، عكس صورة الفتاة الأنيقة الفاتنة التي تميزت بها، وإن كان دورها لم يخف إثارتها، التي عمد على إبرازها من خلال الأداء.

شاهين قدم نجمات كثيرات بوجوه مختلفة، لم تعتد بعضهن على تقديمها، أو مثّلن لمرة واحدة فقط أدوارا ناجحة مثل المطربة التونسية لطيفة في فيلم "سكوت هنصور"، ومن قبلها  اللبنانية ماجدة الرومي في "عودة الابن الضال".

في "إسكندرية كمان وكمان" ظهرت لأول مرة نهلة سلامة ككومبارس صامت. ومثلت يسرا أدوارا أكثر عمقا بصحبة يوسف شاهين، وكانت نقطة انطلاق نحو الشهرة والجماهيرية، مثل دورها أفلام "إسكندرية ..ليه؟" و"حدوتة مصرية" بصحبة ماجدة  الخطيب، وكذلك "المهاجر".

من أهم الأدوار النسائية التي قدمتها أفلام يوسف شاهين، محسنة توفيق في فيلم "العصفور"، حين قدمت شخصية بهية، التي عكست من خلالها مصر بكل مراحلها، وكان الدور علامة بارزة في مشوار محسنة توفيق، كما كان الفيلم علامة مهمة في تاريخ السينما المصرية.

في فيلم "الأرض"، ظهرت نجوى إبراهيم لأول مرة على شاشة السينما، وصنّف الفيلم ضمن أفضل 10 أفلام في تاريخ السينما المصرية.

وكانت فاتن حمامة، أهم وجه سينمائي في أفلام يوسف شاهين، خاصة في أعمالهما الأولى بخمسينيات القرن الماضي، حيث قدمت فيلمين من أهم الأعمال السينمائية، أمام النجم عمر الشريف وهما "صراع في الوادي" و"صراع في الميناء"، وكانا نقطة تحول في تاريخ الاثنين، حيث كونا ثنائيا مهما بعد ذلك.