سافر خبير التغذية ومدرب النجوم، هارلي باستيرناك، إلى البلاد الأكثر صحة حول العالم للتعرف على السبب وراء كون وجباتهم غنية بالمغذيات، من أجل كتابه The 5 Factor World Diet.

وخلال هذه الجولة تم تقديم العديد من الأطباق من مختلف المطابخ، والتي تختلف من حيث مكوناتها، ما بين المطبخ الياباني الذي يحرصون فيه على تناول مجموعات متنوعة من أعشاب البحر، إلى المطبخ الصيني الذي يحاولون فيه الجمع بين 5 ألوان على الاقل في كل وجبة، على عكس الأمريكيون الذين يتناولون كميات كبيرة من الطعام المضاف إليه الكثير من الملح والسكر.

ومن أجل التعرف على ما توصل إليه باستيرناك، نشرت صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية 5 وجبات غنية بالعناصر الغذائية، من أماكن مختلفة حول العالم وهي كالآتي:

حمية البحر الأبيض المتوسط

ما هي هذه الحمية؟

تتناول شعوب اليونان وإيطاليا وإسبانيا هذه الوجبة غالبا في المناسبات العائلية والاجتماعية، وهي تؤكد على فكرة الموسمية والمنتجات المحلية والإعدادات التقليدية.

مما تتكون؟

تتكون هذه الحمية من خضروات، فاكهة، حبوب كاملة، بقوليات، مكسرات وزيت زيتون، كما يمكن أن تحتوي على أسماك أو دواجن ونبيذ أحمر، ولا يكون هناك ظهور كبير للحوم الحمراء أو الملح أو السكر.

تم إجراء دراسات على هذه الحمية منذ سبعينيات القرن الماضي، ووجد الباحثون أنها قد تساعد الأشخاص الذين يحاولون إنقاص وزنهم والتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب الأوعية الدموية.

الحمية الشمالية الجديدة

ما هي هذه الحمية؟

تم تحديد هذه الحمية لتحتوي على لحوم أقل بنسبة 35% عن الحمية الدنماركية، وتحتوي على كميات أكثر من الحبوب الكاملة والمنتجات المحلية ومنتجات عضوية بنسبة 75%، وتتشابه مع حمية البحر الابيض المتوسط في اعتمادها على الحبوب الكاملة والخضروات والفاكهة والبيض والزيت والمأكولات البحرية، ولكنها تستخدم زيت بذر اللفت، بدلا من زيت الزيتون، وتؤكل في البلاد الشمالية مثل الدنمارك وفنلندا والسويد والنرويج وأيسلندا.

مما تتكون؟

حبوب كاملة  مثل الشوفان، وفاكة محلية وتوت وخضروات مثل البروكلي واللفت والبنجر، وزيت بذر اللفت والسمن النباتي، ولبن قليل الدسم ولبن مخمر وجبن، مع اللحوم التي قد تتنوع بين لحم البقر أو الخنزير أو الضأن والغزال، بينما قد تحتوي المأكولات البحرية على أسماك السلمون أو الماكريل، أما الحلوى وهي قليلة فتكون إما مخبوزات من نخالة الشوفان أو المربى التي يتم وضعها على الحبوب.

ذكرت دراسة حديثة نشرت في "المجلة الأمريكية للتغذية السريرية" أن هذه الحمية لها تاثير على الجينات في الدهون بمنطقة البطن، كما إنها ساعدت المشاركين في الدراسة على إنقاص وزنهم وخفض معدلات النوع الثاني من مرض السكري.

حمية أوكيناوا التقليدية:

ما هي هذه الحمية؟

بالرغم من قلة السعرات الحرارية فيها، إلا أنها مليئة بالعناصر الغذائية لاحتوائها على الخضروات والفاكهة، وتقل فيها نسب اللحوم والحبوب المكررة والسكر والملح واللبن عالي الدسم، حيث بدأ سكان جزيرة أوكيناوا اليابانية استخدامها عندما كانت واحدة من أفقر المناطق في اليابان، في أثناء الحرب العالمية الثانية.

مما تتكون؟

تتكون من الأرز ولكن ليس كما يتناوله أهل الحضر، والبطاطا والخضروات والفاكهة اخضراء اللون، والأطعمة المعتمدة على فول الصويا.

تقول دراسات إن هذه الحمية لها دور في طول العمر للأشخاص الذين نشأوا وهم يأكلون هذه الحمية ومعتادين على التقليل من السعرات الحرارية، وهم معروفين بأنهم يعيشون حياتهم بنشاط ولا توجد لديهم أي أمراض أو إعاقات، وأنهم يشيخون ببطء.

الحمية الآسيوية التقليدية:

ما هي هذه الحمية؟

ليست هناك حمية آسيوية معينة، ولكن تعاون مجموعة من خبراء التغذية في تسعينيات القرن الماضي جعلهم يخرجون بهرم للطعام الىسيوي، وهو يضع في الأولوية الأرز والنودلز والحبوب الكاملة والخضروات والفاكهة والبقوليات والحبوب والمكسرات، بينما تؤكل الدواجن والبيض بصفة أسبوعية.

مما تتكون؟

هناك العديد من الدول التي يتبع الطعام التقليدي فيها نموذج هذه الحمية، ولكن جميعها تتفق على تناول الأرز الأبيض بشكل أساسي.

أشار باحث بجامعة هارفارد الأمريكية إلى أن هناك أزمة صحة عامة ناشئة بسبب نسب الكربوهيدرات العالية والسكر في الدم في الحمية الصينية التقليدية وأسلوب الحياة غير النشط، أيضا من المعروف أن الدول الآسيوية لديها معدلات بدانة وأمراض قلب وأوعية دموية وأمراض سكري  منخفضة، بالرغم من وجود مؤشرات على تغير هذا الأمر بفضل الاقتصادات المرتفعة والتمدن.

طعام التناقض الفرنسي:

ما هي هذه الوجبة؟

الفرنسيون لديهم أعلى متوسط أعمار ونسب بدانة هي الأقل في العالم المتقدم، بالرغم من أن الأطعمة التي يتناولونها غنية بالسعرات الحرارية.

مما تتكون؟

تتكون هذه الوجبة من جبن وزبادي كامل الدسم، إضافة لخبز وزبد وكميات صغيرة معتدلة من الجبن والشوكولاتة.

يعتقد بعض الباحثين أن هذه الوجبة لها علاقة بأسلوب الحياة الذي يتبعه الفرنسيون، فالكميات التي يتناولونها ضئيلة، ولا يتناولون وجبات خفيفة، كما أنهم يمشون ويأكلون ببطء شديد، بينما يعتقد علماء آخرين أن استهلاكهم للنبيذ الأحمر والجبن الأزرق عوامل هامة في إحصائيات الصحة في فرنسا.