التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 08:32 ص , بتوقيت القاهرة

حوار| أماني التونسي: المرأة المصرية هانم ليست "حلاوة روح"

"ليدز فيرست" أو "السيدات أولا".. مجلة نسائية بالعامية المصرية، للوهلة الأولى تعتقد أنها تنحاز للنساء دون الرجال، ولكن بتصفحها تجد أنها تختص بالنساء في المرتبة الأولى، ويأتي الرجال بعد ذلك في المرتبة التالية لهن، وتعتبر المجلة نوعا جديدا على الصحافة المصرية، ولكن عندما كنت أتصفحها وجدت أنها تختلف كثيرا عن المجلات الأخرى، فتبادرت إلى ذهني العديد من الأسئلة حولها، ما أثار فضولي لمعرفة ما وراء هذه المجلة، ولكي أجد إجابات على أسئلتي، رافقتني عدسة كاميرا "دوت مصر" لإجراء حوار مع صاحبة فكرة ومؤسسة مجلة "ليدز فيرست"، أماني التونسي لمعرفة المزيد عن هذه التجربة.



- من أين جاءتك فكرة المجلة؟


لم أجد في السوق مجلة نسائية تعبرعن السيدات، وتناقش الموضوعات التي تخص المرأة بشكل مختلف، ولكن كل المجلات تتحدث عن الموضة وبعض الأحاديث التى لا تفيد المرأة.


- ما وجه الاختلاف بين "ليدز فيرست" وباقي المجلات؟


المختلف في "ليدز فيرست" عن باقي المجلات، أنها بالعامية المصرية وبالإنجليزية والفرانكو، بالاضافة إلى روح الحماسة والحب للمجلة بين فريق العمل، ما أدى إلى وصول شعورهم للقراء، والمجلة تقدم موضوعات مختلفة وغير تقليدية في شكلها وأسماء أبوابها مختلفة: "مبقتش عيشة، أم العيال، يا خراشي، شدي حيلك، حياتك أحلى،- على رأي المثل، عربية السيدات".


- من هم القائمون على المجلة، وهل وافقوا جميعا على الكتابة بالعامية؟


المجلة وراءها فريق عمل كبير يبلغ ثلاثين من الفتيات والرجال، وتابعت ضاحكة: "لا مكانوش موافقين على الكتابة بالعامية ولا على اسم المجلة، كانوا عاوزين الاسم يكون "بنات وبس"، لتكون امتداد للإذاعة، ورأوا أن العامية سيكون شكلها ركيك وغير لائق، ولن تؤخذ على محمل الجد".



 


- ألم تخشي من الفكرة رغم أنها الأولى في الصحافة المصرية؟


"اللي هيخاف مش هيشتغل ومش يعمل حاجة".


- ما الهدف من تأسيس المجلة؟


هدفي هو خلق صحافة مقروءة مختلفة تعيد القارئ للمجلات المطبوعة، ولذلك قررت أن أخاطب القاريء في عام 2015 بنفس أسلوبه ومعيشته، ونحن شعارنا "مجلة لبنات وهوانم مصر"، سعيا منا لإرجاع صورة المرأة المصرية، التي تستحق أن تعامل كـ"هانم".


- ماذا كان حافزك الأساسي لعمل المجلة؟


أنا أعمل في مجال المرأة منذ إنشائي إذاعة على الإنترنت تدعى "بنات وبس"، وكانت ومازالت منصة يجتمعن عليها النساء والفتيات للتعبير عن آرائهن والفضفضة، وطلب حلول لمشاكلهن وتوصيل صوتهن للعالم كله، فالإذاعة شعارها "صوت البنت في الوطن العربي"، ولقد حصدت الإذاعة العديد من الجوائز الدولية لتميزها وتفردها ولسبق الفكرة، وأردت أن أكملها بالصحافة الجديدة من خلال مجلة "ليدز فيرست".



- ما الصعوبات التي واجهتك عند إصدار المجلة؟


من الصعوبات التي واجهتني، البحث عن فريق عمل يتفق معي على أسلوب فكرة وعمل المجلة، والبحث عن مصممين لديهم القدرة على إخراج المجلة بالشكل المختلف الذي كنت أرسمه لها، إلى جانب الصعوبات المادية وصعوبة الوصول إلى مطبعة تستطيع إخراج المجلة بالجودة المطلوبة.


ومن المشكلات أيضا التي واجهتنا حين قررنا أن نوزع المجلة في عربة السيدات كانت نظرة الناس لنا ونحن نوزع المجلة في المترو، وعلى رصيف المترو وداخل العربات، وكذلك صعوبة استخراج التصاريح الأمنية لتوزيعها، ولكن بعد قراءة المجلة واتضاح أنها بعيدة كل البعد عن السياسة تفهموا أننا مجموعه من الشباب والفتيات الطموحات اللاتي يريدن أن يوصلن أصواتهن إلى أبعد مدى.


- ما مصادر تمويل المجلة؟


المجلة تمول مني أنا شخصيا، إلى جانب تمويل غير مباشر من فريق العمل، وذلك بعملهم بدون مقابل مادي.



- ما أبرز التعليقات على المجلة سواء السلبية أو الإيجابية؟


التعليقات السلبية كانت تساؤل القراء حول: لماذا "ليدز فيرست"؟ لماذا يأتي تصميم المجلة من اليسار إلى اليمين؟ لماذا يوجد بالتصميم ألوان كثيرة؟ وفي بادئ الأمر كانوا يظنون أن المجلة منحازة للنساء دون الرجال، أما عن الإيجابية فكانت بعد أن حازت الفكرة على إعجاب القراء كرجال ونساء وفتيات في سن يبدأ من الثانية عشر عاما حتى الخمسين عاما.


- ما تعليقك على خبر ترشح سما المصري في الانتخابات المقبلة؟


من حق كل مواطن أن يترشح، طالما أنه يرى أن موقعه سيخدم بلده، ومن حق كل مواطن آخر أن يختارالمرشح الذي يمثله، وأبناء منطقة سما المصري، إذا وجدوا أنها هي التي ستمثلهم سينتخبوها، ولو كانت في دائرتي، كنت سأقرأ برنامجها الانتخابي وأفكر فيه أولا.


- هل المجلة تنتهج الأسلوب الساخر؟


لا أسلوب المجلة ليس ساخرا ولا إخباري، المرأة ستجد نفسها في أشياء كثيرة في المجلة، ففي المجلة ستجد رجلا يشكو من حياته مع زوجته، أو واحدة طُلقت أو فتاة خُطبت وتجهز لحفل زفافها، وهناك باب لقصص رعب حقيقة موجود في المجلة، وهذا ليس موجودا في المجلات الأخرى.


- لماذا يعطى المجلة الاهتمام الاول للسيدات؟


المجلة لبنات وهوانم مصر، أنا سافرت بلاد كثيرة عربية وأوروبية، وأرى أن المرأة المصرية أكثر امرأة مُهانة سواء في عملها، وحتى حقوق المرأة أخذتها بمهانة وسخرية، كما أن الدراما دائما تجسدها كسلعة يتاجر بها أو عليها "حلاوة روح" يعني، ولكن لا بد أن تعامل كهانم.



- ما رؤيتك لدور المرأة في البرلمان السابقة؟


البرلمان السابق كانت نتيجة لسنوات عديدة من الانغلاق الفكري، وعدم وجود وعي سياسي كشعب وليس كسيدات فقط، وأعتبره تجربة سيئة وخرجنا منه بدروس مستفادة، وأعتقد أن البرلمان القادم سيكون عكسه تماما.


- ماذا تريدين من ممثلين المرأة في البرلمان القادم؟


أريد ممن تمثل المرأة أن تمثلها جديا، لا تمثل عليها، وأن لا تتعامل مع دورها في البرلمان على أنه وظيفة، ولا تكون كـ"أم أيمن" لأنها لن تمثل أي امرأة مصرية.


- ما أهم القضايا النسائية الواجب طرحها في البرلمان القادم؟


أول قضية يجب سن قوانين رادعة للتحرش، بالإضافة إلى قوانين الطلاق والنفقة والخلع، ولا ننكر مهما اختلفنا أو اتفقنا مع سوزان مبارك أنها صنعت كيانا قانونيا للمرأة، ولا يصح الرجوع للخلف، كما كانوا يفعلون في البرلمان السابق.


ويجب أن يقوم كل من الأزهر والبرلمان  بدوريهما دون خلط للأدوار، وأن تسن القوانين طبقا للشريعة الإسلامية، ولكن مع الأخذ في الاعتبار لما تحتاجه البلد، وعدم التطرق إلى التفاهات، وتناول موضوعات مثل الختان، لأن ليست هذه أكبر المشكلات التي تخص المرأة.


- ما طموحك للإذاعة والمجلة في الفترة المقبلة؟


أتمنى أن تكون "بنات وبس" إذاعة أرضية، وتصل إلى كل المحافظات، أما بالنسبة لطموحي للمجلة، فأتمنى أن تصل إلى المحافظات والوطن العربي.


- ما رأي الصحفيين المتخصصين في المجلة الذي وصل إليكِ؟


المتخصصون يرون أن المجلة سبقا جديدا في عالم الصحافة المصرية، وأنها كسرت كل القواعد المعتادة في المجلات.