ننفرد بنشر فصل من رواية "فستانيزم"لـ عدي إبراهيم
ننفرد في دوت مصر بنشر أحد فصول الرواية الأولي للصحفي "عدي إبراهيم" فستانيزم، وهو بعنوان ( "نغم" .. تركت الماء يسكن لترى نجومًا وقمرًا ينعكس في كيانها)، علماً بأن عنوان كل فصل هو حرف من حروف اسم الرواية.
كتب عدي:
يؤذن المؤذن معلنًا صلاة المغرب .. ومع الآذان، يدخل زين المحل راميًا السلام على خاله: مساء الفل يا خالو
مراد: مساء النور يا بتاع الفساتين
زين مستنكرًا: بتاع الفساتين! .. ليه بتحسسني إني ببيع بليلة يا خالو .. يا خالو أنا صاحب نظرية، أنا بقول كلام محدش يعرف يقوله.
مراد : في دي عندك حق بصراحة .. قول يا عم.
زين : قبل ما أقول .. انت مسألتش نفسك أنا ليه باجي أحكي في المحل هنا بالذات.
مراد : ليه بقى يا ابن اختي؟
زين : علشان المفروض هنا هو المكان اللي بيعمل لفة الهدية اللي بتنور الدنيا .. يعني المفروض المكان ده يكون مصنع سعادة، مش زي ما أنا شايفه كده مبهدل كئيب ومفهوش حتى كرسي نقعد عليه.
وبنبرة كئيبة تنم عن العجز يتحدث مراد: يا ابن اختي أنت لسه صغير، بكره تعرف يعني إيه تجهيز محل، سيبك بقى من كل ده وخلينا نكمل كلامنا.
زين : أولا اسمها النظرية "فستانيزم" يا خالو .. ثانيًا أنا مش بقول كلام أنا بس بثبتلك النظرية
مراد : طيب يا سيدي
زين: خالو انت عمر ماجتلك واحدة تفصل فستان وقلتلها اللون ده مش هيليق عليكي ؟
مراد : بصراحة لا يا زين
زين: طيب ليه يا خالو .. انت المفروض فنان بتلف الهدية صح . ولا انت مجرد مكنة لف؟
مراد : مكنة لف ! .. انت يا ابني بتكلم بتاع سجاير.
زين ضاحكًا : مقصدش يا خالو .. أصل المفروض يكون ليك وجهة نظر
مراد: هي بصراحة حصلت مرة ولا مرتين ..لما قلت للبنت نغم بنت عم جمال إن الفستان الأحمر يليق عليها أكتر من البني، أصلها سمرا والأحمر هيبقى عليها محصلش ..
زين : إيه ده يا خالو ..مش دي اللي كلنا رحنا فرح أختها .. أنا كنت هكلمك عنها
مراد : انت تعرفها يا واد ؟
زين : أيوه طبعا .. أخوها أصلا صاحبي وبنذاكر سوا .. وفاكر اليوم ده كويس.
على فكرة نغم أصلا بنت عنيدة جدا، بتعمل كل اللي يجي في دماغها، نمرودة بتعمل أي حاجة في مزاجها، محدش عاجبها أصلا .. دايما بحس إنها غير الناس، حتى يوم الفرح ده كانت غير الناس ..
مراد : إزاى يا عم زين قول .
زين : أقولك يا خال .
ويعتدل زين في جلسته ليبدأ الذوبان في كلماته عن فستان نغم .. نغم يا خالو فستانها كان مخليني حاسس إن ذراعاتها ممكن توصل آخر الدنيا .. طاقة جموح ملوش حدود .. حاجة كده ممكن تخليك حاسس إنك بتمشي على مية البحر والشمس موجودة بس انت مش حران ورجلك تطلع على الرمل بس مش حاسس بأي سخونة ..
الفستان لونه أحمر، قصير مش طويل.. زي ما يكون معمول عشان يقول أد إيه البنت دي جميلة قوية جريئة، الفستان كان مخليني حاسس إن لونه كان أبيض لكن اللون الأحمر ده علامة من علامات الطاقة الكبيرة اللي الفستان أداها لنغم ..
نغم للي يعرفها بنت تقريبا مش بتتكلم، دايما أعصابها مشدودة عصبية جدًا، إيديها مش بتخلى من السجاير، لكن في اليوم ده حسيت إني بشوف بنت تانية خالص .. عمري ما شفتها قبل كده، خطواتها ثابتة متمهلة مش متسرعة كعادة نغم، طلتها وسط الناس في الفرح، طلة بنت واثقة من نفسها لدرجة احتقار الآخرين، أصل اللي متعرفوش والناس متعرفوش برضه إن نغم عندها 33 سنة، لكن مع الفستان بقى عندها 25 بالكتير.
نغم تقريبًا أول مرة ترقص وتضحك مع الناس، حتى في أفراح أصحابها، أخوها نفسه جري عليها ورقص معاها وحضنها وكان مبسوط بيها أوي، واتصور معاها 20 صورة تقريبًا، كان فرحان بأخته جدًا لأنه لقاها، عارف متهيألى كل الناس لقت نغم اللي يعرفوها، معندهاش مشاكل ولا ضغط شغل، ولا فيه حاجة مقيداها، لكن كانت مقتنعة بنفسها بإنها "هدية" وعندها أجمل غلاف، فستان بلون الورد، اللون الأحمر لون شفايف البنت الجميلة، اللون اللي ممكن يحرك مشاعر أي حد، الكيان اللي يخلي أي بنت تخرج برة العالم القذر اللي عايشين فيه، العالم اللي البنت فيه بتتحامى من الإنسان في الكلب، اللي خلى البنات تكره نفسها..
بس عارف يا خالو .. نغم جواها بنت حلوة أوي، بس كانت محتاجة فرصة، الفرح مش هو الفرصة، لأنها حضرت أفراح كتير، الفرصة كانت الفستان، الفستان إللي دفع البنت اللي جواها إنها تخرج من القضبان، تكسر المجتمع، قبل ما تكسر عوايده وتقاليده، نغم في اليوم ده كانت أجمل من أي نغم في الفرح، نغم كانت بترقص لفرحتها برجوعها، مش لفرحتها بأختها، افتكر كويس .. هتلاقي إن نغم كانت نغم بجد .. السر في اللفة .. السر في الفستان .
مراد: لا يا شيخ .. طيب ما هو ممكن تلبس الفستان في البيت تحس بكل ده يعني عادي .. الفرح هو اللي عمل كل ده يا أبو نظرية فكسانة !
زين : لا يا خالو .. هقلك حاجة بسيطة.. لما تلبس البدلة في البيت حاجة .. وتلبسها في تكريم حاجة .. وتلبسها في الفرح حاجة تانية.. ولما تكون من جواك فرحان ده حاجة تالتة بقى خالص.. نغم لبست الفستان في الفرح.. كانت عايزة تثبت لكل الناس ولنفسها إنها رجعت بنت، فتحت شباك الدنيا عليها .. بتطل على الشمس.. وبتشم نسيم الدنيا.. الفستان وسط الناس خلاها تقول لنفسها: فلتذهبوا إلى الجحيم .. صدقني يا خالو الموضوع هنا مختلف تمامًا .
وبعدين .. هقولك حاجة .. مش كل واحد ليه دنيا خاصة بيه .. صدقني بقى يومها كان الفستان دنيا نغم، دنيتها كلها كانت الفستان .. الفستان زين دنيتها، خلاها تحس إنها لسة عايشة .. لأن الهدية من غير لفة بتتركن على رف .. لكن لما تتحط في لفتها بتفضل فيها جمال الهدية .. وده اللي حصل لـ "نغم " يا خالو .
يذكر أن الرواية صادرة عن دار "رهف" للنشر والتوزيع، وتدور أحداثها حول طفل أثناء عيد ميلاده العاشر، يرفض كافة الهدايا التي جاءت إليه من والديه، والتي يصل ثمنها إلى 5000 جنيه، في مقابل تمسكه بهدية خاله التي هي عبارة عن ميدالية لا يتعدى ثمنها 20 جنيها، وذلك بسبب تقديمها في شكل أكثر جاذبية وجمال عن هدايا والديه غير المغلفة، الأمر الذي غير من مفهومه للهدايا، إضافة إلي أن عدي صحفي وإذاعي سابق براديو حريتنا.