التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 03:32 ص , بتوقيت القاهرة

حوار| مدير دار "ن" للنشر: علينا رعاية المواهب قبل أن تموت

حسام حسين، مدير عام دار "ن" للنشر، واحد من رعاة الشباب الذين فتحوا الباب وأعطوا الفرصة للكثير من المواهب الشابة، وساندوا البعض في تجربتهم الأولى من خلال نشر أعمالهم.


حسين قال إنه اختار أقلام متميزة، وكانت له رؤية، وعمل على التميز بتيمة الرعب في الأعمال الأدبية التي يشرف عليها.


ومع اقتراب موسم معرض القاهرة الدولي للكتاب في 28 من الشهر الجاري، التقى "دوت مصر"، حسين، واستمع إلى استعداداته لمعرض الكتاب ومشكلات النشر والتزوير والأقلام النسائية وأدب الرعب في الحوار التالي:



كيف تستعدون لاستقبال موسم معرض القاهرة الدولي للكتاب بعد أيام؟


مستعدون بشكل مختلف، وبصحبة مجموعة كبيرة من الكتّاب وعدد كبير من الشباب المتميز على الساحة الأدبية، مثل أحمد عبدالمجيد، ومحمد الصفتي، وهالة البشبيشي، ومحمد الجيزاوي، ومحمد عصمت، وحسن الجندي، وعمرو المنوفي وحرية سليمان، وكوكبة من الأدباء المتميزين ونتمنى أن يكون لهم صدى جيد ليساهموا في صنع طفرة ثقافية.


معروف عن دار "ن" تبنيها المواهب الشابة، ما هي المعايير والشروط التي ينبغي توافرها في كاتب ينوي النشر معكم؟


أشجع الشباب في أول أعمالهم وأعطيهم الألولوية والفرصة، حتى لو لم تكن كتاباته تروق للوسط الثقافي والنقاد.


المهم أن تكون لدى الكاتب موهبة وحاسة، وعليّ أن أساند الشباب، لأن ظروفهم صعبة وأغلبهم لا يتحملون تكلفة النشرعلى حسابهم. هؤلاء الموهبين لا يمكن خسارتهم، وعلينا أن نرعى المواهب قبل أن تموت.



ألا تخاف من المجازفة بأعمال قد تفشل؟


الرزق على الله، ونحن نسعى في الخير وأثق في الله، ولنا رؤية، ونعطي الموهبين فرصة، ولو لم نخاطر لن تخرج المواهب إلى النور، وهناك كتّاب كبار لا تنجح أعمالهم، في النهاية هي رؤية متلقي.


مشكلة "قراصنة" الكتب والتزوير تواجه جميع الناشرين حاليا، كيف يمكن التصدي لها؟


هي ظاهرة ولا بد أن تتضافر مؤسسات الدولة جميعا لمحاربتها، لأنها تحولت إلى ظاهرة تتم في العلن، وكان المزّور في القديم يشعر بجريمته، فتجده يجلس على المقهى ويناور لتسليم الكتاب.


 التزوير اليوم موجود على الأرصفة بدون خوف، وأصبح المركز الرئيسي للمزورين في سور الأزبكية، وشارع النبي دانيال في الإسكندرية، وهما أكثرالأماكن التي تدمر صناعة الكتاب في مصر.


وينبغي على كل المؤسسات الثقافية أن تجتمع لمحاربة تلك الظاهرة إضافة إلى وزارة التجارة والصناعة، لأن الكتاب صناعة، والمشكلة تخص وزارة الثقافة، وتخص هيئة الرقابة على الصادرات والواردات، وأطالب بتغليظ القوانين، واتحاد الناشرين مسؤول أيضا.


ولا بد من وضع بتشريع جديد على المزورين، وأنا كناشر لا يمكن أن أحاربهم بمفردي، وقمنا بعمل محاضر والتبليغ لكن دون جدوى.



كيف تقيم اكتساح الأقلام النسائية ومنافسة المرأة للرجل؟


ظاهرة نسائية مبشرة سعيد بها جدا، والسيدات اكتسحوا في كل المجالات وليس في الكتابة فقط، المرأة كانت مضطهدة ولم يكن لها دور، وكانت مهمشة، عندما نالت مساحة من الحرية أبدعت،  وفي الثورة المرأة كان لها الدور الأكبر حتى في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، المرأة مقبلة بقوة، ومعظم كتّابنا من العنصر النسائي ويمتلكن أقلام جيدة.


هل تبدع المرأة في الكتابة الرومانتيكية أم التاريخية، أم السياسية، أم الأدب الساخر؟


المرأة تبدع في مجالات شتى، النساء يكتبن ولديهن أفكار ولا يمكن تصنيف أقلام نسائية ورجالية، المرأة مثل الرجل لديها عقل وقادرة على الكتابة في كل مكان وزمان وأي مجال.



ما هي حكاية "دار نون" مع أدب الرعب؟


كنت أبحث عن تيمة لنتميز بها، ولاحظنا أن أدب الرعب مظلوم، وهناك مجموعة كتابّ متميزين في هذا اللون من الأدب، فجمعتهم لكي نعطي إضافة، ولست أقلد دور النشر ولا أنافسهم لأن لهم جمهور ووزن وقيمة كبيرة.


 وكتابات أدب الرعب هي الأعلى قيمة في العالم كله، وتحقق أعلى المبيعات، إضافة إلى كتابات الخيال العلمي وما وراء الطبيعة، فلماذا لا نتبنى هذا الأدب في مصر، ولماذا نستورد هذا الأدب من الخارج ونترجمه في حين لدينا كتاب متميزين في هذا اللون؟ وأنوي نقل الترجمة المصرية لأدب الرعب للغات أخرى قريبا.


ماهي رسالة أدب الرعب؟


بعد ثورة 25 يناير شعر الناس بالملل من السياسة وبرامج التوك شو، وأصيب الشعب بالملل والاكتئاب، وأدب الرعب أخرج الناس من تلك الحالة، وساعد الشباب على أن تسرح بخيالها لأماكن أخرى خارج الواقع، وهذا النوع من الأدب يساعد على توسيع الآفاق والمدارك لدى القارئ ويساعده على الإبداع.