التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 11:37 ص , بتوقيت القاهرة

"رجالة في عربية الستات".. أهلا بك في دولة المترو

<p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span dir="RTL">المترو، علامة مميزة في  العواصم المزدحمة، ووسيلة مواصلات متحضرة، صنعت من الانتظار ثقافة، وحولت الوقت الضائع إلى وقت للاستمتاع بمشاهدة متاحف تحت الأرض، أو لوحات فنية، وأحيانا مكان جيد لفرق موسيقية "أندرجراوند"، ويعتبر المترو أسهل وأسرع وسيلة مواصلات يمكن استقلالها بهدوء مع الاستمتاع بالقراءة</span>.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span dir="RTL">ومؤخرا تطور المترو فهناك إذاعة داخلية تبث موسيقى، وشبكات إنترنت داخل العربات، وفي بعض المدن الكبرى يوجد فيديو وقنوات فضائية وصحف طبعت خصيصا للقراءة داخل المترو، وهناك كتاب المترو الذي يطلق عادة على طبعات الكتب الشعبية قليلة التكلفة كما في لندن.. لكن انتظر قبل أن تكمل قراءة هذا الموضوع، ثقافة المترو تلك ليست في مصر</span>.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/48230_660_smal1120113174026_1.jpg" /></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span dir="RTL">في مصر لا توجد رفاهية القراءة داخل المترو، وعوضا عن ذلك فإنك قد تجد في القاهرة أكبر العواصم وأكثرها ازدحاما ثقافة وأخلاقيات من نوع مختلف تسود ربما فقط داخل مترو الأنفاق</span>.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span style="color: rgb(255, 0, 0);"><span dir="RTL">متخبطش في كتفي</span></span></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span dir="RTL">ينتظر الركاب في محطات مترو الأنفاق، ليستقلوا العربات كل إلى وجهته، لكن احذر إن قررت ركوب المترو في ساعات الذروة، قد لا تحتمل دفع جسدك بين الآخرين، وستكون عربات المترو مكانا مفضل للروائح الكريهة والصدامات وتبادل الشتائم، ولن يراعي الركاب أماكن الصعود والنزول، فإن قررت النزول في وجهتك ستفاجأ بهجوم خارجي يدفعك مرة أخرى داخل المترو وربما لا تنجح في النزول وتفوتك المحطة</span>.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span style="color: rgb(255, 0, 0);"><span dir="RTL">وطي صوتك</span></span></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span dir="RTL">في القاهرة ستستمع إلى 10 مشكلات على الأقل يعاني منها الركاب المتواجدين في محيطك، قصص شديدة الخصوصية، عن علاقات زوجية فاشلة، وقصص طلاق، وأسعار مهور، وشجارات بين الجارات، ونوايا للسفر والهجرة، وقصص القادمين من الحج والعمرة، وحكايات البنات عن أحلام فستان الزفاف، وكذب وادعاءات غير موجودة، وبطولات عنترية ليلية للأزواج، ونصائح في الطبخ، وقد تستمع أيضا إلى نظريات سياسية ودينية، وحوارات وتنظير</span>.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/114916013-jpg_091753.jpg" /></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span style="color: rgb(255, 0, 0);"><span dir="RTL">نازل المحطة الجاية؟</span></span></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span dir="RTL">سؤال لابد أن تسمعه عشرات المرات داخل عربة المترو، فرغم أن المترو مزدحم ولا يوجد مساحة للتنفس أو الوقوف فعند كل محطة ستجد جميع من يقفون خلفك يسألونك نفس السؤال من أجل أن تسمح لهم بالمرور والوصول إلى باب العربة بصعوبة بالغة بعد أن تكون تسريحة شعرك قد فسدت، وملابسك أصبحت شبيهة بملابس البهلوان</span>.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/metro-pic-3.jpg" /></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span style="color: rgb(255, 0, 0);"><span dir="RTL">عربة الستات</span></span></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span dir="RTL">عربة السيدات تشهد دائما نزاعات بين متطفلين من الرجال والمراهقين، وتضطر السيدات غالبا للدفاع عن حقهن في الخصوصية داخل عربتهن المخصصة، وقد تندهش إذ تجد أما مسنة تصطحب نجلها وتدخل في مشادات مع السيدات بسبب رفضها أن يستقل الرجل العربات المخصصة للرجال، فتكرس بذلك هيمنة وسلطوية الرجل وعدم احترام المرأة</span>.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span style="color: rgb(255, 0, 0);"><span dir="RTL">مقاعد كبار السن</span></span></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span dir="RTL">لا تتعجب من مشهد شاب يجلس على المقاعد المخصصة لكبار السن، بينما يقف عجوز ينتظر دون أن يثيرمنظره رحمة هذا الشاب الذي يتظاهر بعدم الانتباه أو النوم حتى لا يضطر لترك مكانه</span>.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/13825075619256.jpg" /></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span style="color: rgb(255, 0, 0);"><span dir="RTL">امسك حرامي</span></span></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span dir="RTL">في قلب الزحام، وبينما ينشغل الجميع في التدافع بسرعة من أجل اللحاق بموطئ قدم داخل المترو، قد تمتد يد دون أن تشعر بها إلى جيبك، وعند وصولك إلى وجهتك لن تجد محفظتك، وبعكس الدول الأخرى التي تحتوي فيها محطات المترو على كاميرات مراقبة تسّهل اللحاق باللص، فإن اللصوص في مترو مصر يذهبون مع الريح ولا يمكن اللحاق بهم</span>.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span style="color: rgb(255, 0, 0);"><span dir="RTL">التخريب</span></span></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span dir="RTL">?من المشاهد المتكررة داخل المترو أن ينتظر الصبية والمراهقين بدافع التخريب وقذف الركاب بالحجارة، وقد ينتظر اللص قبل تحرك المترو لثواني فينتشل هاتفا من يد صاحبه ويلوذ بالفرار</span>.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span style="color: rgb(255, 0, 0);"><span dir="RTL">أوعى أيدك</span></span></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span dir="RTL">التحرش آفة يعاني منها المجتمع المصري، وهي ليست بعيدة عن المترو، خاصة وسط الزحام، والتحرش يتدرج من المعاكسة وحتى الألفاظ الخادشة وقد يتطور إلى اللمس و"مد اليد"، ومن المظاهر السلبية المصاحبة للتحرش الصمت واكتفاء ركاب المترو بالتفرج دون تدخل خوفا من "بلطجة" المتحرش، وقلما تجد شابا يتمتع بالشجاعة لحماية فتاة تتعرض لهذه الجريمة داخل عربات المترو</span>.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span style="color: rgb(255, 0, 0);"><span dir="RTL">الباعة الجائلين</span></span></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span dir="RTL">لا توجد في محطات المترو في مصر "مولات للتسوق"، لذلك ينتهز بعض الباعة الجائلين الفرصة لعرض بضاعتهم داخل العربات، والتي تتنوع ما بين المناديل وأدوات التجميل الرخيصة، والجوارب وغيرها، وقد يبتكر بعض الباعة طرقا مختلفة للنداء ولفت النظر لبضاعتهم تتنوع بين الغناء، وابتكار جمل منمقة مليئة بالسجع</span>.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span style="color: rgb(255, 0, 0);"><span dir="RTL">فن التسول</span></span></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span dir="RTL">لا تندهش من وجود المتسولين في المترو، فهو المكان المفضل لجمع مبلغ جيد من المال، ويتميز بعض المتسولين بالخيال الخصب، فستستمع لقصص مأساوية منهم، وسيعرض عليك أحدهم "روشتة" دواء، بينما يخبرك آخر بأنه بحاجة إلى إجراء جراحة عاجلة لإزالة ورم خبيث، وأخرى ستوزع على الركاب بطاقات متهالكة تحمل آيات قرآنية، دون مراعاة اختلاف عقائد وديانات الركاب</span>.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span style="color: rgb(255, 0, 0);"><span dir="RTL">حملات انتخابية وتبشير</span></span></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span dir="RTL">ستجد في عربات المترو ملصقات إعلانية تحمل وظائف شاغرة، وملصقات أخرى تحمل عبارات وعظ وآيات قرآنية على غرار"هل صليت على النبي اليوم". وفي عربات السيدات ستجد ملصقات لدعوة الفتيات للحجاب مثل "أختاه حجابك سر جمالك"، وفي مواسم الانتخابات ستجد ملصقات تحمل صور المرشحين ورموزهم الانتخابية، وأحيانا يروج لهم بتوزيع كتيبات ومطبوعات تحمل برامجهم الانتخابية، وأجنداتهم</span>.</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/cairo_metro_sadat_plathome.jpg" /></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span style="color: rgb(255, 0, 0);"><span dir="RTL">قضا أخف من قضا</span></span></span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span dir="RTL">ورغم شكوى البعض من مشكلات المترو في مصر فإن بعض الدول تعاني من غياب الشرطة والأمن بعد ساعات محددة كما في بعض الولايات الأمريكية، ما قد يشكل بيئة جيدة لارتكاب جرائم أبشع من السرقة قد تصل للقتل، وتلك هي الميزة الوحيدة في مصر "بلد الأمان</span>".</span></p><p style="text-align: justify;"><span style="font-size:14px;"><span dir="RTL">تلك بعض سلبيات المترو في عاصمة عالمية مثل القاهرة، ورغم أن الجميع يعرف ما سبق ذكره، لكن للزحام والانفجار السكاني مشكلاته الأخلاقية التي تنتظر الحل</span>.</span></p>