قال الكاتب البريطاني روس كلارك، إنه على الرغم من إدانة الهجوم على صحفيي شارلي إبدو، إلا أن الشعار الذي تم رفعه للتضامن مع الضحايا استعار شعار جورج بوش في الحرب على الإرهاب، "من ليس معنا فهو ضدنا".

وأشار الكاتب في مقاله المنشور بصحيفة "سبيكتاتور"، البريطانية، أن الهجوم على مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية أمر يستحق الشجب العالمي، وهو عمل إرهابي لا يختلف عن أحداث 11 سبتمبر، أو تفجيرات لندن، إلا أن التحركات التضامنية استلهمت شعارا يخيرك إما أن تكون مع "شارلي إبدو" أو مع الإرهابيين. 

وقال الكاتب "تخيل شخص مسلم لا يميل للعنف أو التطرف الديني، ولكنه مع ذلك يشعر بالإهانة بسبب رسومات "شارلي إبدو" ما الذي يمكن أن يكون عليه موقفه؟"، مشيرا إلى أن هذا الشخص سيشعر مثل كثير من الليبراليين أيضا أن المجلة تخطت حدود اللياقة، وأنه يجب إيقافها بشكل أو بآخر إما عن طريق القانون أو من خلال الضغط الاجتماعي. فهل يكون إرهابيا في هذه الحالة؟.

وأعرب روس عن خشيته من أن هذا "المسلم" قد لا يجد له مكانا في فرنسا في الوقت الحالي، لأنه ليس أمامه سوى خيارين، إما أن يتخذ صف مجلة "شارلي إبدو" التي يعارض ما نشرته، وأن يوافق على حق رساميها في السخرية من دينه، أو أن تتم معاملته وكأنه يقف في صف الإرهابيين.

وقال الكاتب "أنني أدافع عن حق "شارلي إبدو" في نشر الرسوم، بل وأرى أن من حق أي شخص أن ينظم مظاهرة لمعارضة زواج المثليين وإنكار الهولوكوست، وإنه  ليس من حق الدولة أن تفرض نظرتها للتاريخ، وأن الحقائق تظهر نفسها بنفسها. وهي الأمور التي أزعم أنه ليس كل من يدافعون عن شارلي إبدو لديهم الاستعداد لتوسيع مدى حرية الرأي والتعبير لقبولها".

وأضاف "لكن بالنسبة للمسلمين الذين يفرض عليهم دينهم مستوى أقل من حرية التعبير، والذين تمت إهانتهم بسبب تلك الرسوم التي تتهكم على دينهم والذين يرغبون في التظاهر بسلمية، فإنهم لا يستحقون أن يتم التعامل معهم وكأنهم يتغاضون عن الإرهاب"، مشيرا إلى أن ذلك لن يسهم سوى في تأجيج التطرف وليس هزيمته.