التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 01:04 م , بتوقيت القاهرة

نسبة الهيدروجين في الجسم.. العدو الخفي وراء تدهور صحتك

تشير درجة الحامضية pH أو نسبة الهيدروجين إلى قياس تركيز أيون الهيدروجين في الجسم، ويتراوح مقياس الحامضية على تدريج بين 1 إلى 14، وتكون نقطة المنتصف المحايدة بين الحامضية والقلوية هي 7، وعندما يكون الرقم الهيدروجيني أقل من 7 فهذا يشير إلى زيادة الحامضية، بينما يشير إلى زيادة القاعدية أو القلوية عندما يزيد عن 7، والرقم الهيدروجيني المثالي للجسم البشري يقع بين 7.3 إلى 7.45، وهو قلوي قليلا. 


لذا فإن الأمر المهم لعودة الحيوية إلى الجسم، كما يرى خبراء التغذية، هو التغلب على حامضية الجسم وجذبه تدريجيا كي يصبح أكثر قلوية، لأنه المفتاح لتحقيق التوازن بين جميع الأنظمة الأخرى داخل الجسم، وتقوم أجسامنا بتنظيم مستويات الحامضية للحفاظ على صحة الأعضاء الحيوية والخلايا، كما يحافظ الدم البشري على مقياس مستقر له عند 7.4، فالتذبذب في درجة حامضية الجسم يؤدي إلى عواقب صحية خطيرة، فالإنزيمات تتطلب مستوى محدد من الحامضية لكي تعمل بكفاءة، فالزيادة أو النقصان في درجة الحامضية تفسد الإنزيمات، وتعطل عمليات التمثيل الغذائي الهامة، كما تؤثر بالسلب على جميع عمليات الجسم الحيوية.


حامضية الجسم طريق سريع للأمراض


عندما يصاب الجسم بمستوى عال من الحموضة، فقد يتطور الأمر إلى حالة الحماض Acidosis، والتي تشمل أعراضه الأرق والصداع واحتباس المياه داخل الجسم وانخفاض ضغط الدم وصعوبة البلع وظهور البثور على اللسان وحساسية الأسنان وانخفاض درجة حرارة الجسم والتهابات المعدة وجفاف الجلد وهشاشة الأظافر.


ويحدث الحماض بسبب التناول المفرط للمشروبات الغازية، والكافيين والكحوليات، والدهون داخل الوجبات السريعة والطعام الجاهز واللحوم الحمراء، وكذلك الحبوب والألبان ومعظم المكسرات بخلاف البندق، والتي تكون شديدة الحامضية، ويمكن قياس حامضية الجسم عن طريق قياس حموضة الدم التي تعكس إلى حد كبير حالة الجسم بالكامل، وذلك باستخدام أشرطة خاصة تباع لدى الصيدليات.


وتؤثر الحامضية بشكل كبير في جميع الأجهزة الحيوية داخل الجسم، ففي الجهاز الهضمي، ترجع معظم الاضطرابات، مثل عسر الهضم والغثيان والانتفاخ وارتجاع المعدة، إلى الحمض الزائد في منطقة المعدة وعدم كفاية المعادن القلوية في الأمعاء، كذلك يصاب البنكرياس بالإرهاق، ما يؤدي إلى زيادة ارتباك الجهاز الهضمي والتهابه.



كما أن الحامضية الزائدة هي سبب رئيسي لأمراض القلب، حيث تصاب الشرايين بالتجلطات نتيجة البيئة الحمضية الداخلية، التي يكون الجسم على إثرها الطبقات الدهنية بالأوعية الدموية لمنع حدوث تسريب دموي يهدد الحياة، ويؤدي ذلك في النهاية إلى إرهاق القلب بسبب ضيق تدفق مسار الدم ليصل الأمر إلى ما يعرف بالأزمة القلبية.


وفي نظام المناعة، فإن البيئات الحامضية تمثل بيئة خصبة لمسببات الأمراض، في حين أن المستويات العالية من الهيدروجين داخل سوائل الجسم تبقي البكتيريا الضارة غير نشطة، لذلك فإن نشاط البكتيريا الضارة والعوامل المسببة للمرض تتوقف على نسبة حموضة الخلايا.


في الجهاز التنفسي، عندما تزداد حامضية الأنسجة والأعضاء يحدث خنق لانتقال الأكسجين، ما يعني اختناق الخلايا وعدم تنفسها بشكل سليم، فكل خلية داخل الجسم تحتاج إلى تنفس الأكسجين والتخلص من ثاني أكسيد الكربون الحامضي كي تعمل بشكل سليم، وعندما تزداد نسبة الحامضية يتراكم المخاط والالتهابات والفيروسات الحامضية داخل الرئتين، الأمر الذي يسبب نزلات البرد والتهابات القصبة الهوائية، والربو، وغيرها من أمراض الجهاز التنفسي.


كما يرتبط التهاب المفاصل الروماتويدي وهشاشة العظام بعدم توازن وتراكم الترسبات الحمضية في المفاصل والمعصمين، حين يترسب حمض اليوريك في صورة بللورية في القدمين واليدين والركبتين والظهر، فيؤدي إلى تآكل الغضاريف مسببة حالة من جفاف والتهاب المفاصل، كما تحدث التهابات الجلد أو البشرة، وتظهر القروح والطفح الجلدي كالبثور، حيث يصبح الجلد أقل قدرة على أداء عمله كحاجز طبيعي ضد العدوى.


كذلك تضعف الحموضة الجهاز العصبي من خلال حرمان خلاياه من الطاقة، ويعرف ذلك بحالة نقص الطاقة العصبية enervation، ويؤثر ذلك بالضعف على الحالة الجسدية والعقلية والحسية العامة للجسم.


وفي الجهاز البولي، تقوم الكليتين بتنقية الدم من السموم، وعند زيادة حامضية الدم يسحب الجسم المعادن القلوية من العظام ويضخها في الدم لموازنة حامضيته، وبمرور الوقت تتراكم المعادن في الكلى على شكل حصوات مؤلمة.


وعندما تزداد الحموضة في خلايا العضلات، فإن ذلك يعوق تكسير الجلوكوز والأكسجين خلال عملية التمثيل الغذائي وتحويلهما إلى طاقة، ما يعني أداء ضعيف للعضلات في تلك البيئة الحمضية.


ويرى العديد من خبراء الصحة أن الحامضية الزائدة تسبب اضطرابات عديدة في الصحة الإنجابية للمصابين بها، مثل تقليل الإثارة الجنسية لدى الذكور والإناث منهم، وتقليل الاستمتاع الجنسي، خاصة لدى الإناث، والتأثير على الخصوبة وزيادة الميل إلى الإجهاض، بالإضافة إلى أمراض أخرى مثل تكون المياه الزرقاء أو اعتام عدسة العين، هشاشة العظام، النقرسن السرطان، الصداع النصفي، الإمساك، الغثيان الصباحي، السكتة الدماغية، الحساسية، السكري والسمنة.



حارب الحامضية بالتين والعسل وعصير الخضروات


وإذا كان الجسم حامضيا، فإنه يجب تناول المزيد من الأطعمة القلوية للمساعدة في تحقيق بعض من التوازن المطلوب، وتشمل الأطعمة القلوية الأفوكادو، التينن العسل، الذرة، الزبيب، جوز، الهند، الفواكه، الخضروات الطازجة ومنتجات الصويا، وكذلك الامتناع عن تناول السكريات المصنعة وتناول الفاكهة باعتدال كبديل عنها، وتناول عصائر الخضروات الطازجة دون أي إضافات صباحا، وتجنب الدهون واستبدالها بزيت جوز الهند، والتوقف عن استخدام الصابون التجاري والشامبو ومزيلات العرق والكريمات ومعاجين الأسنان وغسول الفم، ليس فقط لأنها تمثل حملا كيميائيا يزيد من حامضية الجسم، لكنها تؤثر على وظائف الجسم الطبيعية مثل العرق الذي يساعد على القضاء على الحامض، ما يجعل الحامض يندفع مرة أخرى إلى الغدد الليمفاوية فيضعف الجهاز المناعي، كما أن حمامات الشمس صباحا يوميا تلعب دورا هاما في الحفاظ على توازن حامضية الجسم خاصة إذا تم الاستحمام قبل وبعد حمام الشمس لتطهير الجسم من السموم.