التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 01:39 م , بتوقيت القاهرة

"شندلر المسلم".. كيف أنقذ المسلمون يهود باريس من المحرقة

كثير منا لا يعلم قصة " شندلر"  المسلم الجزائري الذي أنقذ أكثر من 500 فرد  من اليهود والمقاومة  طبقاً لوزارة الداخلية الفرنسية  وأكثر من 1700 طبقاً  لمصادر أخرى.

 

وقصتنا اليوم مرتبطة بشكل واضح بما حدث من أعمال إرهابية استهدفت جريدة "شارلي إيبدو"  الفرنسية وكتابها، واستهدفت في المقام الأول حرية التعبير بُغية إسكاته، ولكن العالم لم يسكت ولن يسكت.. وإن كان الإرهابيون يظنون أنهم بقتل بعض الرسامين سيتنهي وجود فكر معاد لفكر آخر فهم واهمون وأغبياء، فمعظم صحف العالم  نشرت الرسوم وكثير من الرسامين حول العالم تضامنوا بالطبع مع زملائهم ونشروا رسوما أكثر حدة بجانب تعرض المساجد في فرنسا لهجمات، ناهيك عن شعور بعض المسلمين في مختلف دول العالم.


 


قصتنا تدور أحداثها في باريس خلال الحرب العالمية الثانية عندما كانت المدينة تحت سيطرة النازيين وكان هتلر يقتل كل يهودي يقع في طريقه، في الحي اللاتيني هناك يوجد المسجد الكبير للعاصمة باريس، كان إمام المسجد وعميده "سي قدور بن غبريط "  يأخذ الضباط النازيين وزوجاتهم في جولات بين حدائق المسجد بينما كان هناك عالم آخر تحت أقدام هؤلاء الضباط، كان سي قدور يستخدم  أنفاق المسجد في إخفاء اليهود وأبطال المقاومة الشعبية الفرنسية معرضاً حياته للخطر.



كان "سي قدور" يقوم بتزويد هؤلاء ببطاقات هوية إسلامية كي لا يتم القبض عليهم ومن ثم قتلهم على يد النازيين، ومن أبرز الشخصيات التي تم إنقاذها كان المغني الجزائري ذو الأصول اليهودية سيمون هلالي والذي منحه بن غبريط  إسم "سالم" وأصبح بعد ذلك واحداً  من أبرز المغنيين العرب في أوروبا.


 


وفي كتابه "من بين الشرفاء: قصص منسية من الهولوكست" يحدثنا "روبرت ساتلوف"  مدير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى عن هذه القصة حيث استضاف إمام مسجد باريس الحالي "دليل بوبكر" الذي أكد القصة وعرض على الكاتب نسخا ورقية من السجلات الحكومية هناك تبين شك النازيين في أن مسجد باريس الكبير وإمامه يقدمون العون لليهود ويساعدوهم على تغيير هوياتهم.


 


هذه القصة ألهمت المخرج "إسماعيل فروخي" لصناعة فيلمه "الرجال الأحرار"  الذي قام ببطولته الممثل الكبير "مايكل لونسديل"، وعن الفيلم يقول فروخي "إنه يظهر حقيقة أخرى، وهي أن المسلمين واليهود عاشوا جنبا إلى جنب في سلام، يجب أن نتذكر هذا وبفخر ".


 


 


 


لازال المسجد موجوداً والقصة مازالت موجودة في السجلات وكتب التاريخ، ويمكنكم زيارة أحد المقاهي الموجودة في المسجد الكبير واحتساء الشاي الساخن بالنعناع مع بعض الحلويات العربية والتفكير في هذه النقطة البيضاء وسط السواد الحالك لهذه الأيام.


 



 

مصادر يمكن الإطلاع عليها: http://fr.wikipedia.org/wiki/Si_Kaddour_Benghabrit

http://en.wikipedia.org/wiki/Salim_Halali