التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 01:44 م , بتوقيت القاهرة

1912.. مصر تنشئ أول محطة طاقة شمسية في العالم

على صفحتها على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، وضعت مجلة "اللطائف المصورة" صورة توضيحية قالت إنها لأول محطة طاقة شمسية في مصر. وقالت المجلة: إنه في يوليو من عام 1913، افتتحت مصر أول محطة لتوليد الطاقة الشمسية المركزة في العالم، في حي المعادي وتحديدا في "6 شارع 101"، حتى أن جمعية الطاقة الشمسية الحرارية الأسترالية قد احتفلت في يوليو عام 2013، بالذكرى المئوية لإنشاء مصر أول محطة شمسية في التاريخ قبل أن يسمع عنها أحد في العالم.



بداية العمل


البداية عندما قام مهندس أمريكي متخصص في مجال الطاقة يُدعي فرانك شومان، بتشييد محطه للطاقة الشمسية في القاهرة في خريف عام 1911، حيث كانت أول وحدة رفع طاقة شمسية بحجم صناعي في العالم بالمعادي، واحتوت علي خمس جامعات طاقة شمسية، كل منها بطول 62 مترا وعرض 4 أمتار وتفصل بينهم مسافه 7 أمتار، وكان تصميمها مُعدّل من محركات تم شحنها من تاكوني، وخامات تم إنتاجها في الموقع، واستمر تشغيلها لفترة أقل من عام.



بدأ العمل بها عام 1912 وانتهت الإنشاءات في عام 1913، وتم توفير الأرض والعمالة من مهندسين مصريين متخصصين. وأكد "شومان" لصحيفة "نيويورك تايمز" في عددها الصادر في 2 يوليو 1916، أن "مصر بلا شك هي أفضل مكان في العالم لإنشاء محطة طاقة شمسية، حتى يرى العالم المشروع ويقتنع بتشغيله"، حيث كان قد أكد على ضرورة تنفيذه في مصر عام 1911 نظرا لأهميتها كبلد في نشر الفكرة إلى العالم ولحجم إنتاجها الزراعي، ووافقت الحكومة المصرية عام 1911 على تنفيذ هذه التقنية الجديدة وتوفير كافة السبل لإتمامها.



وسافر شومان بعد ذلك إلى ألمانيا لعرض مشروع محرك الطاقة الشمسية الأول في البرلمان الألماني، وتحدث عنها العالم أجمع في ذلك الوقت، وفي عام 1914 عاد شومان إلى فيلادلفيا في إجازة لبضعة شهور احتفالا بنجاحاته في مصر وألمانيا، ليعرض على المجتمع الأمريكي مشاهد لمحطة الطاقة الشمسية المصرية عن طريق فيلم يتم عرضه بمسرح الحرية بتاكوني.


تقنيات متطورة


استخدم شومان في محطته أحواضا من قطع مكافئ لتشغيل محرك بقوة 60-70 حصانا لضخ 6000 جالون من الماء في الدقيقة من نهر النيل إلى حقول القطن المجاورة. وحقق نظامه العديد من التحسينات التكنولوجية، منها لوحات امتصاص مزدوجة مفصولة بمسافة بوصة. إلا أن اندلاع الحرب العالمية الأولى واكتشاف النفط الرخيص في الثلاثينات، خفف من أهمية اكتشافه وأخر نهوض استخدامات الطاقة الشمسية، فتعرضت اكتشافات شومان للإهمال.



وبالفعل، خرجت أول وحدة رفع طاقة شمسية بحجم صناعي فى العالم بالمعادي، بقوة 100 حصان، وتضخ 6 آلاف جالون من الماء في الدقيقة الواحدة، أي 27260 لترا، لري حقول القطن الذي ظل بدوره هو الآخر الأجود عالميا حتى منتصف القرن العشرين، كما احتوت المحطة على 5 جامعات طاقة شمسية، وكانت لفرانك شومان كلمة شهيرة قال فيها: "إن ما حدث في مصر هو انطلاقة لعصر جديد من الطاقة في التاريخ."


وأعيد احياء أفكاره وتصاميمه الأساسية ورؤيته في السبعينات، خلال فترة موجة الاهتمام بالطاقة الشمسية الحرارية.