التوقيت الثلاثاء، 11 فبراير 2025
التوقيت 12:27 م , بتوقيت القاهرة

لأول مرة.. الأمم المتحدة المعنية بالمفقودين تقوم بزيارة دمشق

كارلا كينتانا
كارلا كينتانا
زارت كارلا كينتانا، مساعد امين عام الامم المتحدة ورئيسة المؤسسة المستقلة للامم المتحدة المعنية بالمفقودين سوريا، للمرة الأولى وذلك لتسليط الضوء على دور المؤسسة في دعم جهود التعاون الدولي والعمل جنبًا إلى جنب مع الحكومة والمجموعات المحلية، بما يضمن أن مستقبل البلاد يصنع أولاً وقبل كل شيء من قبل الشعب السوري. يجب أن يتم هذا العمل في جميع أنحاء البلاد لدعم السوريين في بناء ذاكرة مشتركة وتعزيز التعافي المبكر. وعلى المجتمع الدولي الالتزام بمرافقة هذه العملية باحترام.
 
ووفق بيان المؤسسة الأممية كانت زيارة المؤسسة المستقلة، التي أنشأتها الجهود الدؤوبة لعائلات المفقودين السوريين، أمراً لا يمكن تصوره من قبل. بعد مرور شهرين من واقع جديد ومفعم بالأمل في سوريا، حيث بدأت تظهر فرص البحث عن عشرات الآلاف من المفقودين والشروع في البحث عن الحقيقة. طوال الزيارة، قيل للفريق مرارا وتكرارا: كل شخص في سوريا يعرف مفقودًا. جميعنا لدينا شخص مفقود".
 
التقى فريق المؤسسة المستقلة، برفقة خبراء دوليين في الطب الشرعي والعلوم الجنائية وأفراد من أسر المفقودين، بالجهات الفاعلة الرئيسية، بما في ذلك السلطات السورية والعائلات ومنظمات المجتمع المدني والهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
 
والتقت كينتانا بوزير الخارجية والمغتربين، وكذلك بمعاون وزير الخارجية للشؤون الإنسانية. كما التقى أعضاء الفريق بوزير العدل ومعاونة وزير العدل والنائب العام ورئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان. وتعرب المؤسسة المستقلة عن امتنانها لتعاونهم ومناقشاتهم الصريحة التي شملت ضرورة تنسيق الجهود بين الجهات الفاعلة ذات الصلة العاملة في هذه القضية ودور المؤسسة المستقبلي وعملها في سوريا.
 
وخلال هذه الزيارة الأولى، زارت المؤسسة المستقلة أيضًا كل من داريا وحي التضامن - وهي أماكن اتسمت بالخراب والدمار والمعاناة العميقة، حيث أدت الفظائع إلى نزوح قسري لعشرات الآلاف من العائلات. وتوجهت المؤسسة إلى سجن صيدنايا المعروف بفظائعه ضد المعتقلين كما زارت مقبرة جسر بغداد في ضواحي دمشق.
 
وأكدت المسؤولة الأممية، أنه من الضروري إدراك حجم المأساة بعد أكثر من خمسين عامًا من حكم النظام، بما في ذلك أربعة عشر عامًا من الحرب، وكلاهما أتسم بانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان. يجب أن تكون معرفة من هم المفقودون في هذا السياق الخطوة الأولى نحو الحقيقة والسلام الدائم. ولتحقيق هذه الغاية، فإن بناء الثقة أمر بالغ الأهمية حتى يتسنى للكثيرين التقدم لمشاركة قصصهم، كما فعلوا خلال هذه الزيارة.
 
خلال الاجتماعات، استمعت المؤسسة المستقلة إلى شهادات عشرات العائلات حول كفاحهم للعثور على أحبائهم ومخاوفهم. يجب الوفاء بحق العائلات في معرفة الحقيقة حول ما حدث لأحبائها.
 
ورحبت المؤسسة المستقلة بانفتاح السلطات الحالية تجاه قضية الأشخاص المفقودين والاعتراف بها. وبصفتها الكيان الوحيد الذي تم إنشاؤه خصيصًا لمعالجة قضية المفقودين في سوريا، وعرضت المؤسسة دعم هذه الجهود من خلال تقديم خبرة تقنية متخصصة في عدة مجالات للمساعدة في تحديد مصير ومكان جميع المفقودين.
 
وأكدت المؤسسة الأممية، أنه في الأسابيع القادمة، ستقدم المؤسسة المستقلة مشروعًا للسلطات لمناقشته مع كل من المسؤولين والعائلات، وذلك للمساعدة في الجهود الجماعية لمعرفة مصير المفقودين وأماكن وجودهم، والمساعدة في فتح طريق نحو الحقيقة.