التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 12:07 م , بتوقيت القاهرة

رئيس الصين يعلن استضافة بلاده للقمة الصينية - العربية الثانية فى 2026

الرئيس الصينى شى جين بينج
الرئيس الصينى شى جين بينج
أعلن الرئيس الصينى شى جين بينج ،أن بلاده ستستضيف القمة العربية - الصينية الثانية فى عام 2026، والتى ستكون علامة فارقة أخرى فى العلاقات بين الجانبين العربى والصينى.
 
 
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس الصينى اليوم /الخميس/ فى افتتاح الاجتماع الوزارى العاشر لمنتدى التعاون العربي- الصينى ، وفقا لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا).
 
 
وقال "جين بينج":" إن الصداقة القائمة بين الصين والدول العربية والروابط القائمة بين الشعب الصينى والشعوب العربية، تنبع من التبادلات الودية عبر طريق الحرير القديم، والنضال المشترك من أجل نيل الاستقلال الوطني، ومن التعاون المبنى على الكسب المشترك فى عملية البناء الوطنى".
 
 
وأضاف إن العلاقات الصينية - العربية ترتقى إلى مستويات جديدة بشكل متواصل فى القرن الجديد، مشيرا إلى أنه حضر فى ديسمبر عام 2022، القمة الصينية-العربية الأولى فى الرياض بالمملكة العربية السعودية، حيث اتفق مع القادة العرب على العمل بكل الجهود على بناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية نحو العصر الجديد.
 
 
وأعرب الرئيس الصينى عن ارتياحه لمدى تنفيذ مخرجات القمة الصينية - العربية الأولى، واستعداده للعمل مع الجانب العربى على تفعيل الدور القيادى الاستراتيجى للقمة، بما يحقق طفرات متتالية للعلاقات بين الجانبين.
 
 
وأكد حرص بلاده على التضامن والتآزر مع الجانب العربى لبناء العلاقات الصينية - العربية كنموذج يحتذى به لصيانة السلام والاستقرار فى العالم المضطرب الذى نعيش فيه، مشددا على أن الاحترام المتبادل هو السبيل لتحقيق التعايش المتناغم، وأن الإنصاف والعدالة هما أسسا الأمن الدائم.
 
 
وتابع الرئيس الصيني:" نحن على استعداد للعمل مع الجانب العربى على إيجاد حلول للقضايا الساخنة بما يسهم فى الحفاظ على الإنصاف والعدالة وتحقيق الأمن والأمان الدائمين، وعلى أساس احترام مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والخيارات المستقلة لشعوب العالم" .
 
 
وأكد حرص الجانب الصينى على العمل مع الجانب العربي- انطلاقا من المساواة والمنفعة المتبادلة- على بناء العلاقات الصينية - العربية كنموذج يحتذى به للتعاون فى بناء مبادرة "الحزام والطريق" ، مشيرا إلى أن روح "طريق الحرير" التى تم توارثها جيلا بعد جيل ترشد التعاون الصيني-العربى ليواكب العصر، بما يعود بالخير على شعوب الجانبين على نطاق واسع.
 
 
وأضاف " نحن على استعداد للعمل مع الجانب العربى على مواصلة تعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية، ومواصلة ترسيخ أسس التعاون فى مجالات النفط والغاز والتجارة والبنية التحتية، والإسراع فى تكوين نقاط النمو الجديدة فى مجالات الذكاء الاصطناعى والاستثمار والتمويل والطاقة الجديدة، بهدف السير على طريق الابتكار والازدهار بشكل مشترك".
 
 
وقال "إن السلام والحق والمصداقية والتسامح يعد من المساعى المشتركة للشعب الصينى والشعوب العربية، ونحن على استعداد للعمل مع الجانب العربى على الدعوة إلى التواصل الشعبى والثقافي، وتكريس القيم المشتركة للبشرية جمعاء، وإقامة نموذج لتبادل التعلم والاستفادة بين مختلف الحضارات فى العصر الجديد".
 
 
وأضاف" نحن على استعداد للعمل مع الجانب العربى على الدعوة إلى تعددية الأقطاب العالمية المتسمة بالمساواة والنظام والعولمة الاقتصادية المتسمة بالشمول والمنفعة للجميع، وإقامة نموذج لتعاون الجنوب-الجنوب فى الحوكمة العالمية".
 
 
وأشار إلى أنه خلال القمة الصينية-العربية الأولى، طرحتُ "الأعمال الثمانية المشتركة" لتدعيم التعاون العملى الصيني-العربي. على مدى أكثر من عام وبفضل الجهود المشتركة من الجانبين، وقعت الصين مع جميع الدول العربية على وثائق تعاون بشأن بناء "الحزام والطريق"، وأحرز التعاون فى مجال البحث والتطوير التكنولوجى ونقل التقنية تقدما ، كما ارتفع التعاون الاقتصادى والتجارى وفى مجالات الطاقة إلى مستوى جديد، وتقدمت المشاريع النموذجية الرائدة والمشاريع الصغيرة بخطوات متوازية، منوها إلى تطور التعاون بين الجانبين فى مجالات الأمن الغذائى والابتكار والصحة على نحو أعمق وأكثر عملية، كما تطورت منصات التعاون والتواصل الثقافى والشعبى بجودة عالية.
 
 
وأعلن أن الصين ستتعاون مع الجانب العربى فى بناء 10 مختبرات مشتركة فى مجالات تشمل الحياة والصحة والذكاء الاصطناعى والتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون والزراعة الحديثة والمعلومات الفضائية ، مشيرا إلى أنه فى إطار التعاون الاستثمارى والمالى يحرص الجانب الصينى على إنشاء منتدى للتعاون الصناعى والاستثمارى مع الجانب العربي، ومواصلة دفع توسيع رابطة المصارف الصينية - العربية، وتسريع وتيرة تنفيذ مشاريع التعاون فى إطار "القروض الخاصة لدفع العملية الصناعية فى الشرق الأوسط" و"القروض الخاصة لدفع التعاون المالى بين الصين والدول العربية".
 
 
وشدد على دعم الجانب الصينى لتعزيز التعاون بين المؤسسات المالية للجانبين، وترحيبه بالدول العربية لإصدار "سندات الباندا" فى الصين، وبالمؤسسات المصرفية العربية للانضمام إلى نظام المدفوعات بين البنوك عبر الحدود (CIPS)، مؤكدا الحرص على تعميق التواصل والتعاون مع الجانب العربى فى مجال العملات الرقمية للبنوك المركزية.
 
 
ولفت إلى أن الجانب الصينى سيواصل تعزيز التعاون الاستراتيجى مع الجانب العربى فى مجال النفط والغاز، والعمل على ربط أمن الإمدادات بأمن السوق ، ودعم شركات الطاقة والمؤسسات المالية الصينية للمشاركة فى مشاريع الدول العربية للطاقة المتجددة التى تتجاوز إجمالى قدرتها المركبة (3000) ميجاوات.
 
 
وأكد أن الجانب الصينى سيواصل العمل بنشاط على تنفيذ مشاريع التعاون الإنمائى التى تبلغ قيمتها 3 مليارات يوان (حوالى 420 مليون دولار أمريكي) والعمل على تسريع وتيرة المفاوضات مع الجانب العربى حول اتفاقيات التجارة الحرة الثنائية والإقليمية، وتعزيز بناء آلية الحوار للتعاون فى التجارة الإلكترونية.
 
 
وأشار إلى أنه فى إطار أوسع للتواصل الثقافى والشعبي، يحرص الجانب الصينى على إنشاء "المركز الصيني-العربى لمبادرة الحضارة العالمية"، وزيادة الحجم والتأثير لمركز الدراسات الصيني-العربى للإصلاح والتنمية، وتسريع وتيرة بناء منصات مثل "الرابطة الصينية-العربية للمؤسسات الفكرية" و"منتدى تنمية الشباب الصيني-العربي" و"الرابطة الصينية-العربية للجامعات" و"مركز الدراسات الصيني-العربى للتعاون الثقافى والسياحي".
 
 
وقال الرئيس الصينى "إن الشرق الأوسط أرض خصبة للتنمية، إلا أن نيران الحرب لا تزال تشتعل فيها" ، مشيرا إلى أن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلى شهد تصعيدا حادا منذ شهر أكتوبر الماضي، مشددا على أنه لا يجب استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى، وغياب العدالة إلى الأبد، وتأرجح حل الدولتين حسب الأهواء.
 
 
وأكد دعم الصين الثبات لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية،ودعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة.
 
 
وأشار إلى دعم الصين لعقد مؤتمر سلام دولى بمشاركة أوسع ومصداقية أكثر وفاعلية أكبر، لافتا إلى أن الجانب الصينى سيقدم مساعدة إضافية بقيمة 500 مليون يوان (حوالى 70 مليون دولار أمريكي)، إضافة إلى المساعدات الإنسانية العاجلة التى تم الإعلان عنها سابقا بقيمة 100 مليون يوان (حوالى 14 مليون دولار)، بهدف دعم تخفيف الأزمة الإنسانية وإعادة الإعمار فى قطاع غزة؛ وسيتبرع بـ3 ملايين دولار أمريكى لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فى الشرق الأدنى (أونروا)، بهدف دعم الوكالة لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة.