****

نقلنا السؤال إلى الدكتورة ريهام عبد الرحمن الاستشاري الأسري والباحثة في الصحة النفسية، فقالت: لا يوجد مبرر للخيانة الزوجية بكل تأكيد، فحديث الرجل مع النساء الأجنبيات عنه والتودد لهن يعد نوعًا من أنواع الخيانة وإهمال المرأة لمشاعر زوجها أيضًا يؤدي للخيانة ولذلك فإن هذه المشكلة يتحمل فيها الطرفان المسئولية سواء الزوج أو الزوجية.

 

مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي ازدادت معدلات الخيانة الزوجية لأسباب متعددة أبرزها انعدام الحوار داخل الأسرة، فضلاً عن تراكم الأعباء والضغوط وعدم قدرة الزوجة على إدارة أولوياتها، الأمر الذي أفقد الزوجة القدرة على الاهتمام بنفسها واحتواء زوجها وبالتالي أصبح الباب مواربا لدخول الفتيات ممن يجيدون التظاهر بذلك.

 

 

لا شك عزيزتي أن رؤيتك لهذه الرسائل جعلك تفقدين صورة الأب المثالي القدوة لك، ولكن من رسالتك لمست فيكِ المسئولية في اتخاذ القرار وحرصك على الطرفين وبالتالي فيجب أن تعلمي أن الإنسان خلق ليصيب ويخطىء ومهما كانت صورة الأب في نظرك فهو إنسان قد يقع فريسة لنزواته في بعض الأحيان وعليكِ أن تغفري له ذلاته.

 

أيضا علمت من رسالتك أنك رأيتي محادثات والدك دون علمه، وهنا وجب علي تحذيرك أنه وبغض النظر عما قرأتِ فذلك بالطبع يعد تجسس على الآخرين نهى الله عز وجل عنه في قوله تعالى-:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا". سورة الحجرات، وذلك ليس فقط للحفاظ على خصوصيته، وحفظا لخفايا الآخرين والتي لا ينبغي الإطلاع عليها دون علمهم، ولكن أيضًا حفاظا على صحتك النفسية.

 

أرجو منك عدم إبلاغ والدتك بما رأيتِ لأنه بالطبع سيتسبب في حدوث مشكلة، كما أنه ليس كل ما نعرفه ينبغي قوله، فقط كوني جسر للإصلاح بينهما ولا تهدمي سنوات من المودة والرحمة.

 

توجهي لوالدك بالنصيحة غير المباشرة كأنك تتحدثين معه بشأن صديقة وجدت رسائل لأبيها وكيف أن ذلك أثر على نفسيتها، وتسبب في دمار أسرة بأكملها وإن لم يقلع عن هذا فعليك بالنصيحة المباشرة لوالدك ولكن تحلى بأسلوب يتسم بالأدب والطاعة.

 

عليك أيضا لفت انتباه الأم بشكل غير مباشر للاهتمام بالأب وعدم تركه أمام مواقع التواصل الاجتماعي لساعات طويلة ولكن بطريقة لا تزرع في نفسها الشك.