قصة جندى يابانى ظل يحارب لمدة 30 عامًا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية
وحرص ضابط المخابرات الشاب على الوفاء بوعده، على الرغم من إسقاط طائرات منشورات تخبره بأن الحرب انتهت، لكنه قرر الالتزام بتلك الأوامر، وشن حملة حرب عصابات فى الفلبين، لمدة 30 عاما بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وفقا لموقع "سكاى نيوز" عربية.
القصة المذهلة برزت مرة أخرى فى شهر أغسطس الجارى مع ذكرى إلقاء الولايات المتحدة قنابل ذرية على هيروشما وناجازاكى، لإجبار اليابان على الاستسلام من الحرب العالمية الثانية.
الأحداث المرعبة كانت بعيدة عن أونودا الذي كان في أعماق غابة فلبينية في جزيرة لوبانج، وغير مدرك للأحداث الرهيبة التي تتكشف في وطنه، و" أونودا" كشف فى عام 2010، أن "كل جندي يابانى كان مستعدا للموت، لكن بصفتى ضابط مخابرات، أُُمرت بشن حرب عصابات وألا أموت، أصبحت ضابطا وتلقيت أمرا، وإذا لم أتمكن من تنفيذه سأشعر بالعار".
وفى فبراير 1945 اقتحمت القوات الأمريكية والفلبينية جزيرة لوبانج، وقُتل أو استسلم جميع الجنود اليابانيين تقريبًا، إلا أن أونودا، وهو مدرب تدريبا عاليا للنجاة، قاد رفاقه الباقين على قيد الحياة إلى غابة جبلية داخل الجزيرة، وشن حملة حرب عصابات.
وعلى الرغم من خسارة اليابان للحرب، إلا أن أونودا كان هو ورفاقه مقتنعين بأن وثيقة أمر الاستسلام التي أسقطتها الطائرات "مزيفة"، وهو ما دفعهم للاستمرار فى حربهم حيث ظلوا على قيد الحياة بتناول فاكهة الغابة وحيوانات المزارع المسروقة، بينما كانوا يقتلون أحيانا "جنديا معاديا" اعتقدوا أنه كان متنكرا في زي "مزارع أو شرطى".
ورفض أونودا علما يابانيا مزروعا في الغابة، يحمل توقيعات عائلته، باعتباره خدعة، بالرغم من وجود تسجيل لوالدته العجوز، البالغة من العمر الآن 86 عاما، وهي تتوسل: "أرجوك أن تعود إلى المنزل بينما أنا على قيد الحياة".
لكن استسلم أونودا، أخيرا عام 1974، بعد أن عثر عليه مسافر يابانى يدعى نوريو سوزوكي، وفي البداية فاز سوزوكي بثقة الجندي العنيد، لكنه رفض المغادرة ما لم يتم إلغاء أوامره.
لذلك تم نقل قائد أونودا، الذي أصبح بائع كتب متقاعد من الجيش، ليأمره رسميا بالتنحى، وتخلى أونودا عن سيفه، وبندقية أريساكا التي لا تزال تعمل، و500 طلقة من الذخيرة، وعدة قنابل يدوية، وخنجر من والدته للانتحار إذا تم أسره.