هل تنقذنا من كورونا.. سر شجرة سينشونا أوفيسيناليس منقذة البشرية من الملاريا
استخرج أول عقار للملاريا في العالم من لحاء هذه الشجرة
تقول العالمة البيولوجية بالمتحف الوطني بالدنمارك ناتالي كانالز، إن ما يتم استخراجه من هذه الشجرة أنقذ حياة الملايين على مر التاريخ، حيث تم استخرج منها مادة الكينين، التي تعد أول عقار لعلاج الملاريا في العالم.
في الأسابيع الماضية أصبحت هذه المادة الطبية محل جدل، بل إن البعض روج لها بإعتبارها علاج محتمل لفيروس كورونا المستجد، وبحسب موقع bbc travel، فإن كونتيسة تشينتشون الإسبانية، زوجة حاكم بيرو، أصيبت بحمى وكانت ترتجف ارتجافا شديدا، وهما عرضان رئيسيان للملاريا، فأعطاها زوجها توليفة أعدها الكهنة من لحاء شجرة في جبال الإنديز مع قرنفل وبعض النباتات المجففة، على أمل أن تعالجها من مرضها، وسرعان ما استردت عافيتها، وأصبحت هذه الشجرة شعارا وطنيا لبيرو والإكوادور.
السكان الأصليين
السكان الأصليون لهذه الدول الأمريكية الجنوبية مثل بيرو، قدموا اللحاء للكهنة الذين طحنوه وحولوه إلى مسحوق مرّ المذاق سرعان ما انتشر في أوروبا، وكتب الأوروبيون عن العلاج السحرى للملاريا.
فى فرنسا، استخدمت مادة الكينين لعلاج الملك لويس الرابع عشر من نوبات الحمى، وأجرى طبيب البابا في روما تجارب عن مسحوق الكينين ووزعة الكهنة على الجمهور مجانا، لكن العقار لم يلق ترحيبا في إنجلترا البروتستانتية، بل وأدرجت كلية الأطباء الملكية لحاء الكينا فى دستور الأدوية البريطاني كعقار رسمى فى عام 1677.
ولتلبية الطلب المتزايد على مادة الكينين، استعان الأوروبيون بالسكان المحليين للبحث عن شجرة سينشونا أوفيسيناليس، فى الغابات المطيرة للحصول على لحائها وتحميلها في سفن نقل البضائع.
غابات بيرو
الحكومة البريطانية أنفقت ما يعادل 6.4 مليون جنيه إسترلينى سنويا فى الفترة ما بين عامى 1841 و1861، على استيراد لحاء الكينا لتخزينه لجنودها فى المستعمرات، وهو ما جعل كثير من المؤرخين يرون أن هذه المادة كانت من أهم الأدوات التي مكنت بريطانيا من تحقيق توسعاتها.
النفسنه بين الدول الأوروبية لم تقتصر على مادة الكينين بل وصلت إلى بذور شجرة الكينا، حيث أرادت كل من حكومتى بريطانيا وهولندا زراعة أشجار الكينا في مستعمراتهما بدلا من استيرادها من أمريكا الجنوبية.
ورغم ظهور عقار "أرتيميسينين"، فى السبعينيات كعقار بديل لعلاج الملاريا، إلا أن الطلب على مادة الكينين ترك إرثا لا يزال واضحا في مختلف دول العالم.
المفارقة أن مادة الكينين لعبت دورا كبيرا فى انتشار اللغة الإنجليزية فى الهند وهونج كونج وسيراليون وكينيا وسريلانكا، واللغة الفرنسية في المغرب وتونس والجزائر.