علماء ينجحون فى إخراج صوت من مومياء مصرية عمرها 3000 عام
قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن العلماء توصلوا إلى تقنية يمكن من خلالها أخيرًا سماع صوت مومياء مصرية عمرها 3000 عام، بعد أن طبع المهندسون نسخة ثلاثية الأبعاد من القناة الصوتية.
وأوضحت الصحيفة أن الصوت أشبه بالضجيج - صوت قصير يشبه حرف العلة - يعطى إشارة إلى ما بدا عليه الفرد المحنط القديم. لكنها ليست سوى تلميح ، لأن العلماء غير قادرين على إنتاج أى شيء مثل الكلام.
وأشارت إلى أنهم اعتمدوا على مجموعة من التقنيات، بما فى ذلك فحوصات الأشعة المقطعية الدقيقة التى أعطت صورة للمسالك الصوتية التى يمكن طباعتها واستخدامها لتوليف الصوت.
مثل هذا الاختراق مستحيل بالنسبة لمعظم البقايا، لأنه يعتمد على المحافظة الكاملة على الأنسجة الرخوة للجسم، وفى معظم الحالات يتم ترك الهيكل العظمي فقط، لكن الجسم المحنط للكاهن المصرى القديم نسيامون كان محفوظًا بشكل جيد بحيث تمكن الباحثون من بناء تصور دقيق للأصوات الصوتية الفريدة.
لاحظ العلماء الذين يقفون وراء البحث أن صوت نسيامون كان جزءًا لا يتجزأ من حياته: حيث عاش فى عهد الفرعون رمسيس الحادى عشر، حوالى عام 1100 قبل الميلاد ، وعمل ككاتب وكاهن كان يستخدم صوته فى التحدث والغناء خلال الطقوس.
وكانت مومياء نيسيامون موضع تدقيق كبير، فقد تم تفكيك الأقمشة الكتانية التى كانت تغطيها، والكشف عن المومياء في العام 1824، وفقا لما ذكرته صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وبعد الاختبارات والفحوص المختلفة، تبين أن الكاهن نيسيامون كان فى الخمسينيات من عمره عندما توفى، وقد يكون مات اختناقا، بسبب رد فعل تحسسى ناجم عن لسعة حشرة فى لسانه.
ويعود سبب هذا الاعتقاد، بحسب أحد الخبراء، إلى بروز لسانه خارج فمه من دون وجود أي ضرر في العظام حول فمه وعنقه.
ورغم أن موت نيسيامون كان مؤسفا، إلا أنه كان محظوظا بعد ذلك، إذ تم نقل مومياءه قبل فترة قصيرة من غارة جوية ألمانية على ليدز فى العام 1941 أدت إلى تدمير المتحف الذى كانت فيه والعديد من آثاره.