اللى استشهد ماماتش.. زوجة العقيد مدحت حسين شهيد غدر الإرهاب تزرع بطولاته فى أبنائه
"اللى استشهد ما ماتش" فمن يموت شهيدا للدفاع عن وطنه يكون أبناؤه هم الذخيرة الحية التى تمشى على الأرض لأخذ ثأره، فلذات أكباده يعون معنى البطولة والموت فداءً للوطن، فالشجاعة جين ينمو فى الشرايين والقلب والعقل .
فى محافظة القليوبية وبالتحديد فى مدينة بنها يمكنك أن ترى وتقرأ أينما خطت قدميك اسما لشهيد، فالمدينة خرج منها الكثير من الأبطال، بينهم الشهيد العقيد أركان حرب مدحت طلعت حسين الذى استشهد يوم 7 سبتمبر 2013 دفاعا عن زملائه من إحدى الهجمات الإرهابية بكمين الشيخ زويد .
بمنطقة المنشية والأهرام وكفر مناقر يمكنك أن تمر على شارعين يحملان اسم الشهيد طلعت حسين ولا تمر دقيقة إلا وتسمع صوت تحية العلم العسكرية فى مدرسة بنها الثانوية العسكرية بنين بمنطقة المدارس التى رفعت اسم الشهيد على إحدى قاعتها التعليمية.
وبعد خطوات فى منطقة السوق يمكنك أيضًا أن تقرأ بوضوح لافتة إحدى مدارس اللغات التى سميت على اسمه، ولن تغادر مدينة بنها قبل ان يأخذك كوبرى رئيسى يحمل اسم الشهيد مدحت عليه، وستخبرك زوجته عن حكاية المسجد الذى بنته وجهزته على نفقتها الخاصة من أموال الشهيد وورثها ليتحول لقبلة للمصلين فى كفر مناقر يذكر فيه اسم الشهيد الذى سمى ايضا باسمه.
من قلب منزل الشهيد فى مدينة بنها التقى "دوت مصر" أسرته، المهندسة منى حسين السيد بدوى زوجة الشهيد العقيد أركان حرب مدحت طلعت حسين، تحكى لك كيف استقبلت خبر استشهاده بعد دقائق من آخر مكالمة معه، وكيف ترك لها قطعتان منه يحملان نفس خصاله هما محمد وأحمد وكان عمرهما 5 و7سنوات آنذاك.
وطوال السبع سنوات الماضية كانت لهما الأب والأم والذاكرة التى تحمل الكثير من الحكايات عن الشهيد تثابر وتستمر دوما تحكيها لهما، حتى زرعت فى نفس الابن الأكبر معنى أن الشهادة فى سبيل الوطن واجب وحب وحياة لبعد الممات، الابن الأكبر حاليا فى الصف الأول الثانوى، يحلم بأن يكمل الثانوية العامة ويلتحق بالكلية الحربية فى نفس سلاح والده، ليأخذ بثأره من أعداء الوطن، أما الصغير فأرسل له رسالة مفادها، سنكون خير خلف تتشرف به كما تشرفنا باسمك واقسم على التفوق ليكون مثل جيد من أبناء الشهداء.