صور.. مخاطر تهدد شبكة الإنترنت جرّاء ارتفاع منسوب مياه البحار
ليس ابتداءً بالفيضانات الساحلية ولا انتهاءً بالأعاصير المدمّرة، يرتبط ارتفاع منسوب مياه البحار بتغييرات في المناخ تجلت على أرض الواقع في شكل كوارث بيئية خطيرة، يضاف إليها خطر من نوع آخر يحذر منه العلماء وهو إمكانية تلف الكابلات الإنترنت ما من شأنه أن يسبب أضراراً كارثية للشبكة العنكبوتية.
يقول باحثون في جامعة ويسكونسن ماديسون وجامعة أوريجون في تقرير قُدّم لمؤتمر الإنترنت في مونتريال الكندية: إن ارتفاع منسوب مياه البحر من المرجح أن يغمر أكثر من 4000 ميل من كابلات الإنترنت في الولايات المتحدة ويغمر أكثر من ألف مركز بيانات يحتوي على خوادم وأجهزة توجيه ومواد أخرى.
وحدد الباحثون نيويورك وميامي وسياتل كمناطق معرضة لمخاطر تطال فيها البنى التحتية للإنترنت، وتم تحديد ثلاث شركات ناقلة معرّضة للخطر الناجم عن ارتفاع منسوب مياه البحر؛ والشركات هي: مونرو سنتشري لينك في لوزيانا (CenturyLink of Monroe)، إنتل لينكوينت في شيكاغو (liquent ) و AT & T ، في دلاس.
وأعرب العلماء في ختام تقريرهم المقدم للمؤتمر عن اعتقادهم أن تلك "النتائج تسلط الضوء على مخاطر حقيقية تتهدد إدارة وتشغيل أنظمة الاتصالات، وبالتالي يتوجب اتخاذ خطوات على وجه السرعة لمواجهة تلك المخاطر".
ووسط تكهنات بأن ينال ارتفاع منسوب البحر من شبكات الانترنت في غضون 15 عاماً، أكد أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة ويسكونسن والباحث المشارك في المؤتمر بول بارفورد أن هذا الأمر لا يمكن استبعاده.
وتضمنت التقرير المقدم إلى المؤتمر مجموعة من التوصيات للتخفيف من حدة التهديدات، بما في ذلك تقييم تأثير بناء جدران البحر، وإعادة توجيه حركة المرور على الإنترنت عند ظهور التهديدات وعزل الأسلاك والكابلات والبنية التحتية ذات الصلة ؛ وعلى عكس الكابلات البحرية التي تحمل الصوت والبيانات تحت المحيطات، فإن كابلات الإنترنت التي تعمل تحت الأرض مقاومة للماء ولكنها غير مصممة لتحمل الغرق، وفقا التقرير المذكور.
وقال بارفورد أن الأمر متروك للشركات المخدّمة والسلطات المحلية لوضع وتنفيذ خطط التخفيف من حدة المخاطر التي تهدد الإنترنت جراء ارتفاع منسوب مياه البحر.
ومن جهته قال متحدث باسم AT & T لـ MACH في بريد إلكتروني إن شركته تأخذ الأمر في عين الاعتبار وتدرس سبل مواجهة تلك المخاطر على المديين القريب والبعيد، في حين قال متحدث باسم CenturyLink أن شركته "ستدرس جميع المخاطر المحتملة، مثل تأثيرات تغير المناخ، وتضمين مخططاتها المستقبلية سبل مواجهة تلك المخاطر، فيما أحجمت شركة Inteliquent عن التعليق.
وقال بارفورد إنه هو وزملاؤه يعتزمون النظر في مخاطر أخرى على البنية التحتية للإنترنت المرتبطة بتغير المناخ "للحفاظ على إمكانية استمرار التواصل عبر الإنترنت".