بالصور.. قصة تحول ماريا بوتينا من طالبة لمتهمة بالجاسوسية
من حوالي خمسة أعوام، تحولت ماريا بوتينا من طالبة روسية شابة إلى أحد نجوم مجتمع الحركات اليمينية في الولايات المتحدة.
ماريا بوتينا تبلغ من العمر 29 عاما، والتى تم القبض عليها من قبل السلطات الأمريكية بتهمة أنها "عميلة غير معلنة لحكومة أجنبية"، خاضت رحلة تحول سريعة بدأت في 2011 في روسيا وشهدت تقربها من سياسيين وقادة "الاتحاد الوطني للسلاح" NRA لتصل إلى مطالبة وزارة العدل الأميركية بإبقائها قيد الاحتجاز.
بوتينا معروفة ضمن اللوبي المحافظ بنشاطها في منظمة روسية مؤيدة لحمل الأسلحة تدعى "الحق في السلاح".
وتحظى بوتينا بحضور ملفت على مواقع التواصل الاجتماعي حيث تندد بقوانين حمل الأسلحة المتشددة في بلادها وكثيرا ما تظهر حاملة سلاحا شخصيا.
لكن المحققين مهتمون باتصالاتها المتعددة منذ 2015 بمسؤولين في "إن آر ايه" والذي يعد أكبر جماعات الضغط في مجال السلاح في أميركا ومن أهم الداعمين للحزب الجمهوري.
اتصالات بوتينا لم تكن خفية إذ نشرت صورا لها على منصات التواصل الاجتماعي تظهر فيها مع الرئيس السابق لـ "أن آر ايه" ديفيد كيين والرئيس الحالي وين لابيير والحاكم الجمهوري لولاية ويسكونسن سكوت والكر.
بوتينا كانت تظهر عادة رفقة مسؤول سابق في الحكومة الروسية وهو ألكسندر تورشين. وتورشين هو مسؤول سياسي ومصرفي مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خاضع لعقوبات أميركية منذ شهرأبريل.
تورشين عضو مدى الحياة في "أن آر ايه" وصاحب علاقات واسعة بسياسيين جمهوريين محافظين أميركيين، حسبما نقلت وسائل إعلام أميركية.
ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الثلاثاء تورشين بأنه "الضابط المسؤول" عن بوتينا المتهمة بـ "التآمر" للتسلل إلى منظمات سياسية أميركية.
وتعود علاقة بوتينا بتورشين، الذي كان نائبا للبنك المركزي الروسي، إلى عام 2011، عندما عينها الأخير مساعدة خاصة له، حسبما تقول الصحيفة.
وكمساعدة لتورشين، رتبت بوتينا مائدة مستديرة في 2013 حول الحق في حمل السلاح شهدت مشاركة مستشار الأمن القومي الحالي جون بولتون، حسب "نيويورك تايمز".
وخلال فترة نشاطها في العاصمة الأميركية واشنطن، كانت بوتينا تقدم نفسها بأكثر من صفة لكي تتمكن من التقرب من قادة المنظمات المحافظة، ومن بين تلك الصفات: مصرفية روسية وصحافية وممثلة للحكومة الروسية ومدافعة عن الحق في حمل السلاح، حسب صحيفة "ديلي بيست".
أصبحت بوتينا مقيمة في الولايات المتحدة في 2016 بتأشيرة طالبة للدراسة في الجامعة الأميركية بواشنطن. وهي منذ ذلك الوقت تحت مراقبة مكتب التحقيقات الفدرالي "أف بي آي"، وفق ما أفادت به صحيفة "واشنطن بوست" نقلا عن مصادر مقربة من التحقيق.
وحسب لائحة الاتهام، التي وجهت لها الاثنين، فإن ماريا بوتينا وألكسندر تورشين حاولا تطوير علاقات مع مسؤولين سياسيين أميركيين لإقامة "قنوات شبه رسمية" للاتصال يمكن "أن تستخدم من قبل روسيا" لاختراق مؤسسة صنع القرار الأميركي.
وتمثل الأمر في المشاركة في مؤتمرات "أن آر ايه" لإقامة علاقات مع مسؤولين جمهوريين أو تنظيم مآدب "صداقة وحوار" بهدف تشجيع قيام "دبلوماسية غير رسمية" لتحسين العلاقات المتوترة بين البلدين.
اتصالات بوتينا جعلتها تحضر اجتماعا سياسيا للمرشح الرئاسي المحتمل حينها دونالد ترامب سألته خلاله عن علاقاته بروسيا، ورد عليها قائلا "أعتقد أني سأتفاهم بشكل جيد مع بوتين".