يقف عملاق السينما المصرية الملقب بالنمر الأسود بالجانب الأخر وهو ينظر إلى عالمنا مبتسمًا، وتعبر ملامح وجهه عن فخر لما يراه من دموع تتقطر أمام كل صورة يرسمها عشاقه من الملايين إحياءً لذكراه، ثم يلوح بيده إلى جماهيره ناطقًا بعبارته الشهيرة التي أطلقها في عمل سينمائي ليقول:"وتدريجيا اكتشفت أنني أحن إلى حياتي في أرض الخوف بلا قدرة على العودة إليها".

مشهد قد يكون من خيال مؤلف أو خواطر عاشق للراحل، لكنه معبرًا عن أفكار متشابهة تخطر بعقول الملايين من محب الفنان الراحل أحمد زكي، الذين يبدون إعجابهم، وتنفرط مشاعرهم كلما شاهدوا عملًا له عبر شاشات التلفاز، أو صورة تعيد ذكراه إلى بالنا وتجعل حياته ومسيرته مضمون حديثنا.

الفنان الراحل لم يكن جزء من عمل فني إلا وحقق الصدارة، ولم يقدم دورًا إلا وحاز على الإعجاب رجوعًا لأداء محنك وإتقان ليس له مثيل، ولم يعجز أبدًا عن إتقان أي شخصية، فهو الوحيد الذي برع في أدوار "الهارب، واللاعب، والبواب، والمسؤول، والضابط، والوزير، والفقير، والأناني، والشرير، والكفيف، ومئات الأدوار التي لا يمكن للسان أن يحصيها".

كل هذا من نجاح وصدارة، لم يكف  لاعب البيضة والحجر حتى بعد وفاته عام 2005، بل يبقى النجاح مستمرًا ويستكمل بأخر، ليكون أحمد زكي كلمة سر تزيد من قيمة أي عمل، إن تم استخدامها، ولعل خير دليل الأعمال التي نالت النجاح والإعجاب لمجرد الاعتماد على ذكراه، وكان أخرها إعلان خيري خاص بأحد المستشفيات لعلاج الأورام، الذي تضمنت بطولته إحياء ذكرى الراحل من قبل زملاؤه بالوسط الفني.

الإعلان الأخير الذي أثار الضجة، منذ عرضه الأول أمي، وأشاد به ملايين رواد منصات التواصل الاجتماعي حول العالم، وحصل على إعجاب كافة النقاد، وأثار تعاطف الجماهير المتابعة للأعمال الإعلامية والفنية، لم يكن العمل الأول الذي حرص منتجوه ومطلقوه لاستخدام ذكرى أحمد زكي من أجل الوصول للنجاح والصدارة، ففي عام 2015 سبقت شركة عالمية لإنتاج المشروبات الغازية، بإنتاج إعلان يتضمن صورة مجسمة للفنان الراحل، وهو ما أثار الضجة وقتها أيضًا، وعبر الملايين عن إعجابهم بالعمل.

تلك الأمور، ترسخ قاعدة واحدة، ألا وهي أن الفنان أحمد زكي سر لنجاح أي عمل قبل وفاته وبعدها، رجوعًا لما قدمه من أعمال أسعدت الناس خلال مسيرته، وهو ما يجعله أسطورة مصرية حقيقية لا تقل شأنًا عن حكايات لكبار قدمها في أفلامه كمثل شخصيات: "عبد الناصر، والسادات، وحليم".

كبار قدمهم أحمد زكي.. عبد الناصر، السادات، حليم