التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 11:10 ص , بتوقيت القاهرة

بذور يوم القيامة..أن تُجمع كل حبوب كوكب الأرض فى "قبو" واحد

بذور يوم القيامة
بذور يوم القيامة

يبدو أن التقدم التكنولوجي، والعسكري الذى احرزته البشرية خلال العقود الأخيرة، سيلقى بظلاله السلبيه على المستقبل، إضافة لتأثيرات الطقس الملوث، وظاهرة الاحتباس الحراري، الأمور التى جعلت العلماء يفكرون في سؤال هام، ماذا سيحدث حال قيام حربا نووية، أو ذاب الجليد بشكل كلي جراء ظاهرة الاحتباس الحراري، للنباتات والبذور والحبوب؟ الأمر الذى جعلهم يفكرون بطريقة جديدة لحفظ أنواع البذور والحبوب على كوكب الأرض بمستودع "قبو"، بشكل لا يتأثر بالحروب النووية، أو ظاهرة الاحتباس الحراري.

بذور يوم القيامة 

"بذور يوم القيامة العالمي"، هى البذور والحبوب المخزنة في قبو "سفالبارد العالمي" للبذور فى أرخبيل سفالبارد بالنرويج ، و تم تصميمه، كي يضم معظم أنواع البذور والحبوب الموجودة على كوكب الأرض، لاستخدامه كموقع تخزين كملاذ أخير لمظاهر الحياة على سطح الكوكب لحمايته من أي تنوع بيولوجي نباتي عالمي، في حالة وقوع كارثة كوكبية أو حرب نووية تدمر الأرض، وتم تصميمه بحيث يمكن للبذور الصمود أمام شتاء نووي أسطوري.

قبو بذور يوم القيامة
قبو بذور يوم القيامة

ويمثل قبو البذور العالمية في أرخبيل سفالبارد النرويجي، مخزنا عميقا مجمدا طبيعيا، الهدف منه دعم البنوك الجينية في العالم في حالة وقوع كوارث تتراوح ما بين الحرب النووية والاحتباس الحراري العالمي. ويضم القبو نحو 900 ألف عينة من البذور.

قبو بذور يوم القيامة
قبو بذور يوم القيامة

وابدت الحكومة النرويجية مخاوفها من  ظاهرة الاحتباس الحراري، وارتفاع درجات حرارة القطب الشمالي، التى كادت أن تعصف بكل البذور والحبوب الموجودة في قبو "سفالبارد العالمي"، حيث أدى الذوبان غير المتوقع للجليد الدائم التجمد إلى تدفق بعض المياه إلى مدخل النفق المؤدي إلى القبو في أواخر عام 2016، وقالت النرويج قبل نحو عشر سنوات إنها أنفقت 9 ملايين دولار لبناء هذا المرفق، وأوضحت أن القبو غمر بالماء الذي ذاب في القطب الشمالي، وكاد أن يفسد جميع "بذور يوم القيامة العالمي"، بسبب دخول المياه الذائبة وتساقط الأمطار بدلا من الثلوج أمام مدخل منشأة التخزين.

قبو بذور يوم القيامة
قبو بذور يوم القيامة

عمليات التطوير

وتعتزم النرويج إنفاق 100 مليون كرونة نرويجية "13 مليون دولار" لتطوير "قبو بذور يوم القيامة" الذي بني على جزيرة في القطب الشمالي قبل 10 سنوات لحماية الإمدادات الغذائية في العالم، وقد قالت وزارة الزراعة في بيان إن التجديد سوف يشمل "بناء نفق وصول جديد مصنوع من الخرسانة وكذلك مبنى خدمات لإيواء وحدات للطاقة والتبريد الطارئة وغيرها من المعدات الكهربائية التي تنبعث منها الحرارة عبر النفق".

من جهته قال هيج نجا آشيم مسؤول حكومي بالنرويج: "دخلت الكثير من المياه إىل النفق، وكادت أن تفسد جميع البذور، لكنها تجمدت قبل أن تصل إلى داخل القبو، لقد كانت مثل النهر السائل تسير بسرعة كبير، لكن الأقدار حولته إلى نهر جليدي متصلب".

وتابع، عقب الحادثة الكارثية، و تكسير الجليد الذي تكون أمام مدخل القبو وإزالته من قبل العاملين، أثار الأمر مخاوف بشأن تأمين "مخزن يوم القيامة العالمي"، خاصة مع ارتفاع درجات حرارة الأرض، لذا من المفترض أنه تم تصميم القبو للعمل من دون مساعدة البشر، لكننا أصبحنا نراقب القبو حاليا 24 ساعة في اليوم، وينبغي أن نعمل ما يلزم للحد من كافة المخاطر المحدقة ببنك البذور، الذي قد يكون الملجأ الآمن لحياتنا على الكوكب".

قبو بذور يوم القيامة
قبو بذور يوم القيامة

من جهته قال، كيتيل إيساكسن، من معهد الأرصاد الجوية في النرويج: "القطب الشمالي، وخاصة سفالبارد، يسخن بشكل أسرع من بقية العالم، ويتغير المناخ فيه بشكل كبير، ونحن جميعا مندهشون من السرعة التي تتغير درجات الحرارة فيه، إن الأمر قد يؤدي إلى كارثة"، مضيفا:"إدارة القبو أن تجد حلولا سريعة لحماية بذور يوم القيام، فهي مسؤولية كبيرة ينبغي أن يأخذوها محمل الجد، فهم مسؤولون عن حماية مظاهر الحياة في العالم كله".

سوريا تحصل على بعض البذور

ولأول مرة فى عام 2015، سحب باحثون من القبو بذورا، ووضعوها فى سوريا، بعد أن دمرت الحرب الأهلية في سوريا بنكا للبذور، بالقرب من مدينة حلب السورية. وتمت زراعة البذور وإعادة إيداعها في قبو سفالبارد العام الماضي، وتعقيبا على تلك الواقعة، قال وزير الزراعة النرويجي، جون جورج ديل في بيان "هذا يدل على أن قبو البذور هو تأمين عالمي لتوفير الإمدادات الغذائية للأجيال القادمة".