124 سنة كوكاكولا.. تعرف على الخلطة السحرية وحكايات إدمان المشروب
"الحفاظ على سرية التركيبة، عبر اضفاء الألغاز والغموض عليها، يهدف جزئياً إلى زيادة الأرباح والاحتماء من المنافسة، ولكن الأهم من ذلك، أنه يمنع الناس من معرفة الحقيقة بأنّ المكونات رخيصة جداً والأرباح كبيرة "
إعلانات كوكا كولا
هكذا يصف مارك بيندر غراست، مؤلف كتاب " الله والوطن وكوكاكولا"، وهو يعرض الأسباب التي قادت صناعها إلى التحفظ على خلطتها السرية لمدة امتدت منذ عام 1894، والتي ترافق اليوم ذكرى تعبئتها لأول مرة وبيعها في فيكسبيرغ، ميسيسيبي، من قبل المشغل المحلي صودا جوزيف بيدينهارن.
الخلطة السرية لكوكاكولا ظلت مثل شفرة دافنشى لم يجرؤ أحدا عن الكشف عنها، لتظل سنوات طويلة تحفظ وتنقل شفهيا على مدى أكثرمن نصف قرن من اختراعها، ولم تكتب إلا في العام 1919، عندما اشترتها مجموعة ايرنست وودراف، ليتم بناء على ذلك تسليمها للمُلاك الجدد، الذين أغلقوا عليها قبو أحد بنوك آتلانتا في العام 1920
وبعد 86 عاماً من ذلك التاريخ، وتحديداً في العام 2006، تقرر نقلها إلى متحف الشركة، التي حرصت على مدار عمرها، وفي جميع مراحل تغيير مجلس إدارتها، على أن تُبقي العلم بالتركيبة وتفاصيلها، مُقتصراً على اثنين فقط من مديريها الكبار، يسافران على متن نفس الطائرة، دون أن تكشف عن اسميهما ووظيفتهما
سر الصندوق الحديد
وزيادة في أجواء الغموض، وضعت كوكاكولا تركيبتها داخل علبة حديدية، في خزينة هي أشبه بقلعة كبيرة مُحاطة بغابة من الأسوار الحديدية المؤمنة بالرنين المغناطيسي، ولا تفتح إلا بمجموعة من الرموز، التي تجعل من المستحيل تقريباً الوصول إليها
اعلانات كوكا كولا
ولكن التكتم على الخلطة السحرية لكوكا كولا لم يمنع عددا كبيرا من الصحف من الكشف عن السر، بدأتها صحيفة محلية في آتلانتا في العام 1979، ادعت خلاله أنها نبات تعود تركيبته الأصلية على أوراق الكوكا، والكافيين، والكثير من السكر، وعصير الليمون، والفانيليا والكراميل، بالإضافة إلى خليط من زيوت البرتقال وجوزة الطيب والقرفة،ولكن صناعها سرعان ما قاموا بنفي تلك الخلطة، دون أن تبادر بالكشف عن تفاصيلها.
إدمان رافق صناعة "الكولا"
وفى بدايتها كانت "الكولا" مجرد مشروب يعبرعن الإدمان لتواجد الكافيين به، ففي عام 1886 كان الصيدلانى جون بمبرتن، والضابط في الجيش الكونفدرالى الأمريكي هو من قام بصنع اختراع لأول مرة وصفة بالكولا، وكان مدمنا للمورفين، وبدأ فى صناعة زجاجات الكولا أمام صيدليته "جاكوبس" وهو يحمل ابريقا يعبئ منه زجاجات سعر الواحدة 5 سنتات.
ماكينات كوكا كولا
وكان الشراب عبارة عن إضافة ثاني أكسيد الكربون إلى الماء والسكر وحمض الفوسفوريك، والكراميل لإضفاء اللون، المُستخرجة من مادة الـ" الكولا" التي تحتوى على الكوكايين وتقود للإدمان، ثم سرعان ما تحولت إلى دواء لعلاج الصداع وعسر الهضم وتقوية الأعصاب، والمساعدة في علاج الإدمان على المورفين
في ظل الإعتقاد السائد في أميركا حينها، بأن المياه الفوارة مُفيدة للصحة، حقق اختراع بيمبرتون انتشاراً واسعاً باعتباره مشروباً مُنعشاً ولذيذاً، وذلك قبل أن يبدأ الناس في العام 1904 القلق من الآثار المحتملة للإدمان، بتأثير أوراق نبات الكوكا الذي يدخل في تركيبه، فاتخذت السلطات المحلية فى أتلانتا إجراءات للبدء في حظره
تغيرات على مكونات "الكولا"
اضطر"بيمبرتون" أن يُجري تغييراً على مكونات اختراعه، ويُطلق عليه اسم "كوكاكولا"، ويبيع حقوق إنتاجه إلى رجل أعمال يُدعى ايسا غريغز، وهو الرجل الذي كان أشد قلقاً من احتمال وقوع "قدس الأقداس" في الأيدي الخطأ، من بيمبرتون نفسه.
كوكا كولا تعرض صندوق وصفتها السحرية
أقدم جريجز على إزالة كافة التسميات المُدونة على علب المُكونات، كي لا يُمكن التعرف عليها من العاملين إلا بواسطة النظر والشم فقط، وأودع النسخة الوحيدة المكتوبة على الفور في أحد بنوك جورجيا، ووضع لها رمز 7
تحولت كوكاكولا إلى المشروب المُرطب الأكثر شهرة في العالم، بعد أن رفعت معنويات الجيوش الأمريكي في الحرب العالمية الثانية، ووقع في غرامها بعض قادة الاتحاد السوفياتي السابق، في الوقت الذي كانوا يُحرّمونها على شعوبهم باعتبارها رمزاً للامبريالية
بعد ذلك، سرعان ما تحولت "الكولا" لمشروب قوى التأثيرعلى عوالم الموضة والرياضة والفن والموسيقى، حتى غزت أغاني فريق البيتلز في العام 1969، واصطحبها رواد الفضاء على متن مكوك الفضاء تشالنجر العام 1985، ورعت دورات الألعاب الأولمبية، بدءاً من دورة أمستردام في العام 1928، إلى دورة بكين في العام 2008.
إقرا ايضا
داعش يحنّ إلى خراسان.. وخبراء: محاولة لترتيب البيت من منبعه