"مرأة و72 رجلًا".. أرادت فضح البشر فكان الجسد والكرامة أضحية
"البشري عدواني الطبع"، نظرية اعتقدها البعض، واختلف عليها الأغلبية، فنتفق جميعًا أن بيننا يعيش الطالح والصالح، ولكن يزعم الكثيرون أن ليس البشر جميعًا فاسدون مخربون.
علماء نفس واجتماع، أكدوا أن الإنسان يولد مخربًا، مستدلين بهذا الأمر على تدمير الطفل لألعابه التي يمتلكها، ولكن سرعان ما تحملوا هجوم وانتقادات لاذعة من بعض الخبراء الذين أشاروا إلى أنهم لا يمكن الحكم على سلوك البشر في مرحلة الطفولة.
"مارينا أبراموفيتش" ممثلة صربية تدور أعمالها حول العلاقة بين الأداء والجمهور، في عام 1974 قررت أن تحسم الأمر بشكل نهائي لإثبات أن البشر جميعًا بداخلهم الفساد حتى وإن تظاهروا بالامتناع عنه، لذا دفعت دون خوف أو تردد بجسدها ليكون حقلًا للتجارب وكرامتها مقصدًا للإهانات والتعديات.
غرفة واسعة حوائطها بيضاء بلاطها أسود كئيب، يتوسطها 72 شخصًا من أعمار مختلفة ولديهم أيدولوجيات متباينة وأمامهم منضدة أعلاها مختلف أدوات التعذيب، تدخل عليهم الممثلة الصربية معلنةً أنها ستقف ساكنة كالتماثيل لمدة 6 ساعات مبرزة تحديًا لهم بأن لا يستطيعوا تحريك لها ساكن.
في الساعة الأولى بقيت أبراموفيتش ساكنة دون أن يهتز لها جفن، وهكذا كان الجمهور الحضور لم يحركوا أيدي، بل اكتفوا بالنظر إليها والضحك أمامها، ولكنها لم تستجيب إطلاقًا لتلك الأفعال بل ظلت هادئة ساكنة ثابتة.
في الساعة الثانية، شعر الحضور بالاستفزاز لسكونها فقرروا أن يكونوا أكثر عدوانية فبدأوا بمداعبتها والتحرش بها جسديًا بشكل طفيف، ومع سكونها واستجابتها بدأ الشر يزداد حتى وصل الأمر للعبث بملابسها وخلعها.
في الساعات الأخرى، ظهر الحاضرين بكامل شرهم فاتجهوا جميعًا ناحية المنضدة الموضوعة ليتناول كل شخص أداة للتعذيب، واستخدموها على جسدها واحدًا تلو الأخر.
وفور انتهاء وقت التجربة ومع دقة الدقيقة الأخيرة من الساعة السادسة، وقف المتواجدين بالغرفة منتظرين حراك مارينا، فوقفت وهي عارية مشوهة، لم يكن لها ردة فعل سوى النظرات المؤلمة، ومست ناحيتهم بخطوات بطيئة وهم يتراجعون خوفًا من سهام أعينها، حتى انفضوا من الغرفة عدوا وهم حاملين الخزي ليؤكدوا أن البشر جميعًا فاسدين.