كتبت - أميرة فتحي

نجح مسلسل "سابع جار" الذي يعرض حاليًا، في أن يحقق نسب مشاهدة عالية ويثير الجدل على "السوشيال ميديا"، لرصده حياة بعض الأسر التي تعيش داخل عمارة واحدة، فأحسه المشاهدين قريبًا لواقعهم الاجتماعي، وبدأت الأسر المصرية تجتمع يوميا لمتابعته، وبدأت الأحداث توضح مجموعة من الشخصيات التي رسمتها مؤلفة المسلسل لتوضح بعض النماذج السلبية في المجتمع.




ومع تطور أحداث المسلسل، وعرض أحداث جريئة، مثل الخيانة، والانفلات الأخلاقي، بدأت حملة الهجوم على المسلسل على مواقع "السوشيال ميديا"، ومن جانب آخر بدأ الشباب في الدفاع عن المسلسل، ورفض غض الناس أبصارهم عن الواقع الموجود في بيوت المصريين، والذي يرصده المسلسل بكل أمانة ودقة.




انتقادات للشخصيات

من أكثر الانتقادات التي وجهت لـ"سابع جار" هو رفضهم لشخصية هالة وتفكيرها تجاه الزواج، وأنها تريد الزواج من أجل الإنجاب فقط، واعتبر البعض أن المسلسل يدعو إلى الانفلات الأخلاقي والديني، والدعوة للتحرر والتخلي عن القيم المجتمعية المتوارثة، متغاضين عن السبب الذي دفع شخصية "هالة" لهذا القرار، وهي أفعال والدها "مجدي"، و أنها لا تريد أن تفضح بأن أبوها مطلوب للمحاكمة في قضايا شيكات وأعمال نصب، كما أنها تعاني من عقدة نفسية من زواج أمها وشقيقتها الفاشل، ولا تريد أن تصبح مثلهم.





الأمهات يهاجمن "مي" و"هبة"

انتقد الجمهور وخاصة الأمهات شخصية "مي"، التي تعيش بمفردها ويأتيها أصدقائها الشباب، وتربطها علاقة حب بجارها "أحمد" الذي تركها وتزوج من أخرى، وسافر ثم عاد ليقضي إجازته، واستقبلته بعاطفة وحدثت بينهم علاقة جنسية نتج عنها حمل، فقررت التخلص منه بمساعدة صديقها، واعتبرها الجمهور مثال للفتاة سيئة السمعة.

وأصبحت شخصية "هبة" محل جدل كبير بين الرفض لتفكيرها وأسلوبها من تدخين السجائر والحشيش، وإقامة علاقات صداقة مع شباب، وهي عكس أختها "دعاء" الملتزمة دينيا، ومتشددة في أفكارها، وكان عرض مثل تلك الشخصيات في مسلسل اجتماعي يتابعه أفراد الأسرة المصرية مرفوضا بشدة من قبل الآباء والأمهات المتابعين للمسلسل، وفي المقابل كان دفاع الشباب عن شخصيات المسلسل مؤكدين أنهم يعبرون عنهم بشكل كبير.





ورغم الانتقادات التي تعرض لها "سابع جار"، قدم المسلسل مجموعة من الأحداث التي تدور في مجتمعنا المصري من حيث البطالة، وتخبط الشباب في حياتهم، واتجاه البعض للعمل بمهن ليس لهم علاقة بها، مثل شخصية "هند" التي قررت أن تواري فشلها، وتصبح مدربة تنمية بشرية.

واقعية بسيطة

إلى جانب مهاجمة البعض للمسلسل، وما يعرضه من أحداث، إلا أن التفاعل ما بين الجمهور والمسلسل قوي لدرجة ملحوظة، حيث شعر الجمهور أن حياتهم تعرض على شاشات التلفزيون، وربما يعود ذلك لأسلوب المخرجات الثلاث في تقديم الشخصيات بشكل طبيعي بدون ماكياج، وبملابس بسيطة، وبأسلوب حوار بسيط يعبر عن الطبقة الوسطى.

ومع تزايد النقد والهجوم على المسلسل زادت أيضا نسب مشاهدته، وزاد التساؤل حول سبب نجاح المسلسل، هل لعرضه الواقع بشكل جرئ وجديد؟، أم لكونه دراما اجتماعية افتقدها الجمهور الفترة الماضية لتركيز صناع الدراما على دراما العنف والقتل والإرهاب؟

اقرأ أيضًا ..

 إيثار ونورينا يحييان حفلا غنائيا في "بني سويف "