التوقيت الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024
التوقيت 12:56 ص , بتوقيت القاهرة

"هم المعاقون ليس أنت".. العم رءوف: قتلوني بنظراتهم ولم أنحني لإعاقتي

تصوير / أحمد هندي


"لم انحني لإعاقتي.. تقدمت للزواج بجرأة.. وقتلتني نظرات من حولي عندما أنجبت باحثين عن إعاقة ابنتي مثلي".. هكذا تحدث رءوف حلمي فني الأجهزة التعويضية بالهيئة القبطية الإنجيلية، واحدًا من أصحاب ذوي الإعاقة، تملأ ملامحه الرضا والقضاء بأمر الله، لم تؤثر عليه إعاقته أو تنتصر عليه في يوم من الأيام، فكان أقوى منها دائمًا.


يجلس رءوف على مقعد متحرك، فهو عكازه وسنده، هو من يحمله لعمله في الصباح إلى مركز تصنيع الأدوات التعويضية، منذ الساعة 8 صباحًا وحتى انتهاء دوامه بالساعة 4 عصرًا.


نظرة الرضا لا تفارقه، لا يتخلى عن الابتسامته، فهو رجل مر عليه الكثير، تزوج وأنجب ولا ينتظر سوى عيشة كريمة لأسرته.


العم رءوف مع محررة دوت مصر  - تصوير / أحمد هندي


"شغلوني سد خانة والمركز كان طوق نجاة ليا"


هكذا استنكر رءوف في بداية حديثه الحالة التي تعرض لها بعدما تقدم لوظيفة بأحد الشركات في التسعينات، قائلًا "وافقوا عليا وقبضوني 193 جنيه، ولما طلبت زيادة عشان أفتح بيت زيي زي أي بني آدم، اتقالي متشيلناش  همك شغلناك عشان القانون جابرنا نشغل 5% معوقين".


كانت تلك الكلمات أشبه برصاصة قتلته، فهو غير قادر على السير على قدميه، ولكن عقله يسير، يده تعمل، يشعر ويُفكر ويُنتج، فما كان له سوى اختيار كرامته على حساب لقمة عيشه وتركه للوظيفة.


واستكمل العم رءوف حكايته قائلًا "مركز التصنيع كان شعاع أمل بالنسبة لي، تقدمت للعمل فيه منذ 9 سنوات، لم ينظروا لقدمي العاجزة، ولكنهم نظروا لعقلي فكنت من أوائل العاملين فيه من البداية، وبعدما كنت أحتاج لعون الوظيفة لي، أصبحت أنا من أشارك في تشكيل المعادن وتصنيع الكراسي المتحركة والأطراف الصناعية، لأكون أنا في عون من هم بحاجتي".


العم رءوف - تصوير / أحمد هندي


"تقدمت للزواج بجرأة ونظرات الناس قتلتني عند الإنجاب"


بعيون مُغرغرة بالدموع انتقل بنا العم رءوف إلى حياته الشخصية رافضًا الحديث عن زوجته الحالية، مُركزًا على إصراره في بناء أسرة كريمة، فلم يكسره رفضه عندما تقدم لخطبة أحد فتيات عائلته، ولكنه حاول مرارًا وتكرارًا، حتى رزقه الله بزوجته الحالية، من تقلبته دون أن تنظر هي أيضًا لإعاقته، ولكنها نظرت لقلبه.


وكأن القدر أصر معاندته فلم يُرزق رءوف في بداية زواجه بنعمة الإنجاب، ولكن الإلحاح في الدعاء كان حليفه حتى رُزق بمولودته الأولى بعد مرور 12 عامًا على زواجه، قائًلا "لم تتوقف نظرات الناس عن مطاردتي حتى عقب الزواج، فأثار تأخر إنجابي فضولهم وهم يتساءلون، هل عاجزًا عن الخلفة أيضًا؟"، ليستكمل حديثه "قتلوني بنظراتهم وتصرفاتهم وهم يفندون ابنتي الرضيعة وهي في عمر يوم ليتأكدوا إنها سليمة ولم ترث إعاقتي".


 


اقرأ أيضًا


بعد إعلان 2018 عامًا للمعاقين.. قانون ذوي الإعاقة أمام البرلمان غدًا


العم طه الجنايني.. جزء من اللوحة التي وضعها الله بيده