كان عاشقا للزمالك حتى النخاع، بل إنه تقريبا لا يحيا لشيء أخر غير ناديه الذي يشجعه، ظل يحلم طويلا ويناضل مع زملائه من أجل عودة المدرجات للجماهير، وكأنه كان يناضل نحو موعد لقائه بربه.

فما أن قرر الأمن عودة الجماهير مع الدور الثاني للدوري، حتى كان موعد أول مباراة للزمالك مع إنبي، هو تسجيلا لموعد 22 قتيلا في ضحايا أحداث إستاد الدفاع الجوي، كان محمد كوبرا واحدا منهم.

محمد كوبرا، البالغ من العمر 18 عاما، يسكن رفقة أسرته في مصر الجديدة، وكان أحد أفراد رابطة أولتراس وايت نايتس، والذي عانى على مدار سنوات من غياب الجماهير عن المدرجات.

كانت صفحتة كوبرا، الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"ن عبارة عن رسائل حب لنادي الزمالك، يؤازر فريقه حتى رغم منع الجماهير من المدرجات، ورغم غياب البطولات عن الفارس الأبيض، إلا أنه كان يرى في عشقه للزمالك معنى الصبر الحقيقي.

كوبرا "الشاب الثائر"، عقليته كأحد أفراد أولتراس وايت نايتس، دفعته أيضا للتأكيد على أن الثورة مستمرة، وكان أحد الداعمين للنزول ضد نظام الإخوان وإسقاط حكم الرئيس الأسبق، محمد مرسي.

لم ينس كوبرا الزملكاوي، شهيد الزمالك عمرو حسين، والذي لقى حتفه في أحداث نادي الزمالك سبتمبر 2013، فنعى صديقه على صفحته الشخصية.

كما لم يمنعه عشقه للزمالك أن ينعي شهداء النادي الأهلي في مجزرة بورسعيد، مطالبا الجميع بالكف عن الاحتفال بعيد الحب احتراما وحداد على أرواحهم، ولم يكن يعلم أنه سيلقى نفس مصيرهم وفي توقيت مقارب لذكراهم الثالثة.