التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 04:18 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو| بين بورسعيد والدفاع الجوي دماء حائرة وكارثة واحدة

دخلت الملاعب المصرية إلى العالمية في السنوات الأخيرة، لكن من الباب المؤلم والموجع، والذي سيكلفها سنوات عديدة لإزالة اثار نتائجه، لكن لن يستطيع أحد محو سجلات التاريخ من الكوارث الجسام، التي تعرضت لها الملاعب المصرية.


فقبل 3 أعوام، وفي الول من فبراير 2012، شهد ملعب إستاد بورسعيد كارثة كروية هي الأبشع والأعنف في التاريخ الكروي المصري، والتي راح ضحيتها 27 شخصا من جماهير أولتراس أهلاوي، وضعتها في مقدمة كوارث كرة القدم في سجلات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".


وعاد المشهد ذاته للتكرار خارج أسوار إستاد دار الدفاع الجوي، أمس الأحد، في واقعة جديدة ضحيتها 22 شابا، زحفوا خلف فريقهم لمناصرته وتشجيعه بعد غياب طويل عن المدرجات، ليجدوا الموت مصيرا لهم.


وما بين بورسعيد والدفاع الجوي، هناك قواسم مشتركة عديدة، فعادة ما ترتبط الأحداث المؤلمة والكارثية بالشهور، فمازال شهر فبراير يحمل العديد من المآسي والأحزان، للوسط الكروي والرياضي المصري، وأصبح يمثل ذكرى لعينه في سجلات الكرة المصرية، لاسيما بعد أن ارتبط بشلالات مستمرة للدماء، وفقدان أرواح العديد من الجماهير، بسبب مباريات الكرة.


1 فبراير 2012 بات ذلك التاريخ رمزا للدماء في الكرة المصرية، بعد وفاة 72 مشجعا من أولتراس أهلاوي، في أحداث إستاد بورسعيد، والتي تعد الجريمة الأبشع في تاريخ الرياضة المصرية.


بالرغم من استمرار تبعات تلك الواقعة حتى بعد مرور 3 سنوات على تاريخ حدوثها، جاءت واقعة جديدة 8 فبراير، لتلقي بظلالها هى الأخرى على الرياضة المصرية، ولكن تلك المرة في ملعب الدفاع الجوي، بعد وفاة 22 شخصا من مجموعة وايت نايتس، على خلفية مباراة الزمالك وإنبي، ضمن منافسات الجولة الـ 20 لمسابقة الدوري الممتاز.


تقارب التاريخ بين موقعة إستاد بورسعيد ونظيرتها بملعب الدفاع الجوي، ما هو إلا تجسيد للتقارب بين الأحداث، والتي أحاطت بأبشع واقعتين في تاريخ الرياضة المصرية.


ويستعرض "دوت مصر" أبرز أوجه التشابه بين موقعتي إستاد بورسعيد في فبراير 2012، وإستاد الدفاع الجوي في فبراير 2015.


الاحتقان الجماهيري تجاه الداخلية


يظل احتقان جماهير الأهلي والزمالك، وتحديدا مجموعتي أولتراس أهلاوي ووايت نايتس، تجاه الداخلية، عنصرا مشتركا للأحداث التي سبقت الموقعتين، ففي واقعة بورسعيد وقفت الداخلية بغرابة شديدة في موقف المتفرج أثناء هجوم جماهير المصري الخارجة عن القانون ضد هجوم جمهور القلعة الحمراء، وهو ما وضع القيادات الأمنية في بور سعيد خلال تلك الفترة، تحت طائلة القانون، حتى وقتنا هذا.


وفي موقعة الدفاع الجوي رفضت الداخلية عدم السماح لأفراد "وايت نايتس" دخول مباراة إنبي، ما أدى لاشتعال الأحداث أمام بوابات الملعب.


"يوم ما أبطل أشجع ها أكون ميت أكيد"


هتاف شهير اعتادت عليه جماهير أولتراس أهلاوي، منذ تأسيس المجموعة في عام 2007، وهو "يوم ما أبطل أشجع ها أكون ميت أكيد"، ذلك الهتاف الذي تحول إلى حقيقة عقب أحداث موقعة إستاد بورسعيد، حيث توقف 72 فردا من المجموعة عن تشجيع المارد الأحمر، بعد أن لقوا مصرعهم.




 


"وايت نايتس" اعتادت على الهتافات الرنانة للفريق الأبيض، والتي تؤكد مساندتهم له طوال تواجدهم على قيد الحياة، وانفصل 22 فردا عن تشجيع المارد الأبيض، بعدما لقوا حتفهم أمام بوابات ملعب إستاد الدفاع الجوي.


 



 


استقبال جثث الضحايا


في موقعة إستاد بورسعيد، تواجد أهالي الضحايا في محطة مصر، لاستقبال جثث ذويهم، متجهين نحو مشرحة زينهم، لإنهاء إجراءات الحصول على تصاريح دفن الجثث.




 


المشهد عاد ليتكرر إلى حد كبير بمشرحة زينهم في فبراير 2015، ولكن باختلاف المسميات، وبدلا من تواجد جثث أفراد أولتراس أهلاوي، تواجدت تلك المرة جثث أفراد وايت نايتس..



التضامن بين أولتراس أهلاوي ووايت نايتس


بعد أحداث موقعة إستاد بورسعيد تضامنت مجموعة وايت نايتس مع أولتراس أهلاوي، حزنا على الضحايا، وبعد 3 سنوات عاد المشهد ليتكرر مجددا، ولكن تلك المرة تبدلت المسميات وتضامنت مجموعة أولتراس أهلاوي وأعلنت تعليق حضورها للمباريات تضامنا مع ضحايا وايت نايتس.


تعليق النشاط الكروي


بعد أحداث موقعة إستاد بورسعيد توقف النشاط الرياضي بمصر، بسبب هول الفاجعة، وعاد الأمر ليتكرر عقب أحداث موقعة إستاد الدفاع الجوي، وقرر مجلس الوزراء توقف مسابقة الدوري لأجل غير مسمى.


الاختناق والتدافع


الاختناق والتدافع، كانا السبب الرئيسي والقاسم المشترك، في أحداث موقعتي إستاد بورسعيد والدفاع الجوي، حيث لم يتخيل أفراد أولتراس أهلاوي أو وايت نايتس، فقدان حياتهم بسبب التواجد في مباراة كرة قدم.


كانت اشتباكات اندلعت، مساء الأحد، 8 فبراير، بين قوات الشرطة وأعضاء من أولتراس "وايت نايتس"، على إثر محاولة دخولهم إلى إستاد الدفاع الجوي لحضور لقاء بين فريقهم ونادي إنبي، في إطار منافسات الدوري الممتاز، وشهدت وقوع ضحيتها ما يزيد عن 30 فردا، والعديد من الإصابات التي تخطت الـ 70 حالة.