أهلاوي ولا زملكاوي .. تعددت المشاهد والموت واحد
ما أشبه الليلة بالبارحة، منذ 3 سنوات فقط وأسبوع ، وتحديدا في الأول من فبراير عام 2012، استفاقت مصر بأكملها على أبشع مجزرة في تاريخ كرة القدم، بمقتل 72 مشجع أهلاوي في مجزرة ستاد بورسعيد، ونعت جماهير الزمالك رفقائها من جمهور الأهلي معلنين الحداد وتنكيس الأعلام وإشعال النيران في مدرجات ستاد القاهرة ، وعلى إثرها ألغي لقاء الزمالك والإسماعيلي الذي انطلق بعد دقائق من انتهاء مباراة الأهلي والمصري وارتكاب المجزرة المشؤومة.
ومنذ 7 أيام فقط، أحيا الجميع ذكرى هؤلاء المشجعين الذين راحوا غدرا في سبيل إخلاصهم وانتمائهم للنادي الأهلي، وظن الجميع أنها المأساة الأولى والأخيرة في تاريخ الكرة المصرية، وأن الجميع تعلم الدرس، ولكن تكررت المأساه، وتبادل جماهير الناديين الأدوار، فلقي 22 مشجعا من جماهير الزمالك حتفهم أمام بوابات ستاد الدفاع الجوي، ونعت جماهير الأهلي نظرائهم، معلنين رفضهم التام لحضور المباريات في الدوري.
الإخلاص والانتماء هما القاسم المشترك بين جماهير قطبي الكرة المصرية، فأصحاب الرداء الأحمر لطالما غنوا " ويوم ابطل اشجع .. هاكون ميت أكيد" ويبدو أنها لم تكن أغنية بقدر ما هي وصية لهم ، فلم يتوقفوا عن التشجيع إلا بوفاتهم عقابا لهم على حبهم لناديهم.
"آه يا تيشرت العمر يا أبيض" هي أيضا ليست أغنية فحسب لعشاق نادي الزمالك، إنما كانت رسالة حياة لهم ، فصار "تيشرت العمر" الأبيض هو من غرق بدمائهم الطاهرة ، وكأنه تحول إلى "كفن" أبيض صعدت منه أوراحهم إلى بارئها.
الدافع من وفاة هؤلاء وأولئك كان واحدا .. عشقهم لناديهم وحرصهم المستميت على مؤازرته، طريقة الوفاة تكاد تكون واحدة، التدافع نتيجة تلقي هجوم من جبهة أخرى، سواء كانت جماهير بورسعيد مع الأهلي، أو الداخلية مع جماهير الزمالك، حتى توقيت الوفاة يكاد يكون واحدا، الأسبوع الأول من فبراير.. ومن ثم .. تعددت المشاهد ، والموت واحد.