التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 12:36 م , بتوقيت القاهرة

هل يكفى الاعتذار؟.. مجلس الجبلاية يحاول القفز من السفينة الغارقة واختفاء غامض لبركات وحازم

مجلس اتحاد الكرة
مجلس اتحاد الكرة
لم يُثلج بيان الاعتذار الذي أصدره اتحاد الكرة المصري بالأمس قلوب الجماهير المصرية الغاضبة من استمرار سياسة التخبط وإخفاقات المنتخبات الوطنية المتتالي في عهد مجلس الإدارة الحالي برئاسة جمال علام، بعدما اكتملت سلسلة الإخفاقات بخروج منتخب مصر المبكر من بطولة أمم إفريقيا عقب أدائه المخيب للآمال وخسارته من منتخب الكونغو، غير المصنف، في دور الـ16 للبطولة.
 
بيان اتحاد الكرة، لم يكن الغرض منه الاعتذار وامتصاص غضب الجماهير المصرية، قدر ما كان يرغب من خلاله مجلس علام في تحسين صورته وإخلاء مسئوليته عما حدث رغم أنه المتسبب والمسئول الأول عما يحدث ، حيث جاءت بداية البيان بالاعتذار للجماهير المصرية تلاها أن مجلس الإدارة قام بالدور المنوط به في تلبية جميع متطلبات المنتخب وكأنه يبرئ ساحته من المسئولية، رغم أنه المسئول الأول عن اختيار المدرب وتهيئة الأجواء المناسبة للجهاز الفني وجميع الظروف المحيطة بمعسكر المنتخب وما شهده من مواقف غريبة وغير مسبوقة!.
 
واكتفى البيان بالتنويه إلى أنه يشعر بالألم الذي يعاني منه الشارع المصري من خيبة الأمل التي تسبب فيها المنتخب، وأنه سيعقد اجتماعا لبحث مصير فيتوريا وكأنه يخلي مسئوليته ويحملها للمدرب فقط، مع العلم أنه المسئول الأول عن التعاقد مع المدرب البرتغالي، رغم علمه أنه مدرب بلا خبرات إفريقية أو خبرات في تدريب المنتخبات الوطنية ولم يكن له تجارب كثيرة ناجحة بخلاف تجربة في البرتغال وأخرى في السعودية لم تستمر أكثر من موسم واحد قبل أن يتم إقالته من تدريب النصر السعودي، أضف إلى ذلك أنه لا يملك سيرة ذاتية قوية.
 
وتطرق البيان للحديث عن التشاور مع وزير الرياضة بشأن وضع خطة لتطوير المنتخبات، فكيف نأمن أو نثق في أن يقوم نفس المجلس الذي أثبت فشله الذريع بوضع خطة جديدة علما بأن كل المنتخبات الوطنية في عهده تعيش إخفاقات وفشل يلو الآخر، سواء المنتخب الأول أو الشباب أو الناشئين أو حتى منتخب الكرة النسائية.
 
وعلق حلمي طولان نجم الزمالك السابق والمدير الفني السابق للبنك الأهلي، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" على بيان اعتذار اتحاد الكرة بالتأكيد على أنه اعتذار واجب إلى الشعب المصري الذي كان يأمل أن يخطو فريقه خطوات كبيرة في هذه البطولة وهو ما لم يحدث.
 
ويرى طولان أننا بحاجة إلى تخطيط بشكل احترافي واختيارات المنظومة الفنية لمدربي المنتخب القومية وتكون على مستوى أكثر من ذلك والتدقيق في اختيار المدربين وليس أسماء فقط والتدقيق أيضا في جوهر العملية التدريبية والشخصية والكفاءة العلمية والكفاءة التدريبية والتاريخ الشخصي النظيف للمدرب المختار.
 
تابع: "لدينا فرصة الصعود إلى كأس العالم ومن الوارد الصعود إلى كأس العالم ، وفيما يخص مستقبل روي فيتوريا، سننتظر حتى إعلان القرار النهائي وتحديد مصير المدرب البرتغالي متوقف على البديل وكنت مقتنع ببقاء كارلوس كيروش وناديت باستمراره، ومن الوارد أن تكون البدايات في غالبية نسخ أمم إفريقيا غير جيدة ولكن كنا نفوز على الأقل وهو ما لم يحدث في النسخة الحالية.
 
وعن الإخفاقات حدث ولا حرج، حيث أنه في عهد المجلس الحالي، فشل منتخب الشباب بقيادة محمود جابر في تحقيق أي فوز في بطولة أمم أفريقيا للشباب التي أقيمت في مصر، بعد التعادل في الجولة الأولى مع منتخب موزمبيق بنتيجة سلبية، والخسارة من نيجيريا بهدف دون رد، ثم الخسارة العريضة من منتخب السنغال بنتيجة 4-0، وأخفق شباب الفراعنة في حصد البطولة الأفريقية التي أقيمت على أرضهم وكانت مؤهلة لكأس العالم في إندونيسيا ثم فشل الصعود إلى كأس العالم.
 
كما فشل منتخب الناشئين مواليد 2006، ولم يستطع التأهل لبطولة أمم أفريقيا من الأساس وبالتالي كأس العالم، ولم يكن الفشل مسيطرا على منتخبات كرة القدم للرجال فقط، بل طال السيدات بعدما أخفق منتخب السيدات الأول في التأهل لأمم أفريقيا وخسر أمام السنغال، كما فشل منتخب الناشئات في التأهل لكأس العالم وخسر من الكاميرون.
 
بخلاف ذلك فرغم أن البعض كان يستبشر خيرا في الثنائي حازم إمام ومحمد بركات عضوي المجلس باعتبارهما نجوم سابقين وأصحاب خبرات فنية وسيكون لهما دورا في تصحيح مسار الكرة المصرية، ولكن حدث العكس حيث زاد التخبط والفشل تحت قيادتهما، في ظل انشغال كل منهما بالتواجد في أكثر من منصة إعلامية، كما غابا تماما عن المشهد منذ الإخفاق الأفريقي ولم يصدر من أى منهما تصريح أو حديث عن الأخطاء الكروية التى وقع فيها المنتخب وكيفية إصلاحها باعتبارهما رموز كرة القدم فى مجلس الاتحاد ويتحمل الثعلب الصغير المسئولية الكاملة عن التعاقد مع فيتوريا رغم أنه مدرب بلا خبرات مع المنتخبات وسيرته الذاتيه مرتبطة بالأندية فقط وبالتالى لم تظهر لها أى بصمات مع المنتخب وتسبب في إفساد فرحة المصريين وودع البطولة الأفريقية مبكرا والخروج بدون تحقيق أي انتصار.
 
فيما أبدى فاروق جعفر نجم الزمالك السابق، حزنه الشديد على خروج المنتخب الوطني بهذه الطريقة، مؤكدًا أن فيتوريا يجب أن يرحل فورًا، مؤكدا أنه في حال إصرار اتحاد الكرة على بقاء فيتوريا، فعليه أن يرحل هو الآخر، مشددًا على أن مَنْ تعاقد مع المدرب البرتغالي عليه الظهور وتقبُّل الانتقاد والحساب من الجمهور قبل المسئولين، وفيتوريا ضم لاعبين للمنتخب لا تشارك مع أنديتها في الدوري، وهو ما ظهر على مستوى بعض اللاعبين".
 
كما أكد وائل جمعة نجم المنتخب الوطني السابق إنه يريد رئيس اتحاد كرة يليق بالمنظومة الكروية في مصر، تكون لديه رؤية واضحة".، موضحا: "فقدنا الثقة في اتحاد الكرة الحالي ، وفقدت الثقة في التعامل معه، لم يُقدم أي شيء ولم يُساعد في أي شيء، القضية الوحيدة كانت اختيار المدرب ولم ينجح في ذلك، فأنا أرى أن الاتحاد بالكامل لا بد أن يتغير".
 
شدد: "اتحاد الكرة جاء بمدرب يتقاضى 200 ألف دولار، أي ما يُعادل 13 مليون جنيه شهريًا، من أجل هذا الأداء؟! كان من الأفضل منح المسئولية لشخص مثل محمد شوقي أو سيد معوض، وسيقدمان أداء أفضل من ذلك، من خلال معرفتهما بالكرة الأفريقية، أو محمود فتح الله، هؤلاء لعبوا لمنتخب مصر".
 
وتابع: "لو تتحدث عن مدرب وطني، حسام حسن اسم كبير وموجود، هناك كثيرون لعبوا لمنتخب مصر موجودون، طالما لا يفرق معك الأداء ولا النتائج هؤلاء الأشخاص سيكونون أفيد وأوفر ماديًا، ومن الآخر اتحاد الكرة لا بد أن يرحل، ويأتي أشخاص عندهم رؤية والتعامل الجيد مع أمور الكرة في مصر"، المدرب أخرج أسوأ ما فيهم ولم يساعدهم على تقديم ما لديهم، وللأسف المنتخب قدم أسوأ صورة خلال مشاركته في أمم أفريقيا، حيث خرج من البطولة بعد 4 تعادلات منذ بداية البطولة".
 
ويعد البيان الذي أصدره اتحاد الكرة، مجرد محاولة بائسة وفاشلة لإبراء ذمة مجلس الإخفاقات، والهروب من المسئولية التي تم انتخابه من أجلها وحيلة للقفز من المركب الغارق، بعدما قادوا سفينة الكرة إلى نفق مظلم لا يعلم أحد متى سنخرج منه ومتي سينصلح حال الكرة المصرية وتعود إلى مسارها الصحيح وتتواجد في صدارة الكرة الإفريقية كما كان من قبل.
 
وجاء بيان اتحاد الكرة كالتالي:
 
يتقدم الاتحاد المصري لكرة القدم بالاعتذار إلى الجماهير المصرية العظيمة ، علي ما قدمه المنتخب الوطني لكرة القدم من نتائج خلال مشاركته في بطولة كأس الأمم الإفريقية 2023 المقامة بدولة كوت ديفوار وعدم تحقيق طموح الجماهير المصرية وأهداف مجلس ادارة الاتحاد المصري لكرة القدم الذي قام بالدور المنوط به من تلبية جميع المتطلبات وتوفير كل السبل الخاصة لإعداد المنتخب قبل وأثناء البطولة .
 
كما يتقدم المجلس بالشكر والتقدير للدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة ممثلا عن الدولة والقيادة السياسية المصرية لدعم مسيرة المنتخبات الوطنية من خلال التشاور والاتفاق في الرؤى لوضع خطة للنهوض بالمنتخبات الوطنية منذ قدوم المجلس الحالي .
 
وإذ يؤكد مجلس ادارة الاتحاد المصري لكرة القدم علي أنه جزء من نسيج الشعب المصري ويشعرون بما تشعر به الجماهير المصرية، فإن المجلس بصدد عقد اجتماع يوم الأحد الموافق 4 / 2 / 2024 لدراسة التقارير الفنية والطبية والإدارية وتقرير رئيس البعثة والمشرف على المنتخب لاتخاذ القرارات المناسبة ولن يدخر الاتحاد أي جهد أو فكر لاتخاذ كل ما هو ممكن ومناسب لمصلحة المنتخبات الوطنية في الفترة المقبلة.