ما أعظم الانتصار عندما يولد من رحم الانكسار، وما أجمل الفرحة عندما تشق سماء الحزن، وتبدل الحال، هذا ما حدث مع الشعب المصري الذي انفرجت أساريره وتحقق حلمه الغائب وهدفه المنشود بعد الوصول إلى مونديال كأس العالم 2018 بروسيا، وذلك بعد غياب دام 28 عاما، منذ أخر مشاركة في مونديال إيطاليا عام 1990.

ونجح المنتخب المصري بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر في الوصول إلى كأس العالم بروسيا، بعد أن قدم الفراعنة عرضا قويا أمام منتخب الكونغو، وحققوا فوزا تاريخيا، في المباراة التي أقيمت بينهما اليوم، الأحد، على ملعب برج العرب بالأسكندرية، في الجولة الخامسة من التصفيات المؤهلة للمونديال.

الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتاج جهد وعرق كبيرين، على مدار سنوات طويلة، وتضاعف المجهود في العام الذي أقيمت فيه الانتخابات، وبذل فيه الجهاز الفني بقيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر وكذلك اللاعبين، مجهود كبار من أجل تحقيق الهدف المنشود.

ما فعله محمد صلاح مع المنتخب المصري ومساهمته القوية في التأهل إلى كأس العالم 2018، بعدما سجل أكثر من هدف وصنع العديد من الأهداف المؤثرة والفاصلة في مشوار المنتخب على مدار الفترة الماضية، سوف يساعده بشكل كبير على الحصول على جائزة تاريخية يحلم بها منذ زمن قريب.

بعد أن حصل محمد صلاح على لقب أفضل لاعب صاعد في إفريقيا عام 2012، وضع نصب عينيه هدفا أخر، وهو الفوز بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا، وهي الجائزة التي لم يحصل عليها أي لاعب مصري سوى محمود الخطيب نجم النادي الأهلي عام 1983.

وصول محمد صلاح مع منتخب مصر إلى نهائي أمم إفريقيا 2017، والحصول على المركز الثاني بالإضافة، إلى قيادة منتخب بلاده بتصدر مجموعته في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، والتأهل إلى العرس العالمي، سوف تساعده كثيرا على الفوز بهذه الجائزة، التي حٌرم من الترشح لها على مدار السنوات الماضية.

محمد صلاح هو واحد من أفضل اللاعبين في القارة السمراء، ويلعب في أحد أكبر الأندية الأوروبية، ليفربول، وكذلك أفضل دوري في العالم وهو الدوري الإنجليزي، ويسير بخطى ثابته مع الريدز، وكل ذلك سوف يساعده على تحقيق الحلم الكبيرة، والجائزة التاريخية أفضل لاعب في إفريقيا.