كتب- أحمد عزمي:

ليواجه أعدائه، يلجأ إلى علبة السبانخ التي تضخم عضلاته وتساعده على التغلب عليهم، هو البحار الشهير "باباي"، الشخصية الكرتونية التي ولدت على الشاشة منذ عام 1927، بطريقتها المميزة في الحديث وغليونها الشهير، بينما السبانخ وحدها ليست قادرة على توفير القيمة الغذائية اللازمة لبنيان عضلي قوي، وإن كان ذلك الاعتقاد يحظى بشعبية كبيرة حتى بات يعرف بتأثير بوباي Popeye Effect.

وترجع شائعة السبانخ وقدرتها على بناء العضلات إلي أكثر من 100 عام مضت، ففي عام 1870 سجل أحد العلماء المحتوي الغذائي للخضروات، وبسبب خطأ ما في وضع إحدى العلامات العشرية، ظهرت السبانخ محتوية على عشرة أضعاف نسبة الحديد عنها في أي من الخضروات الأخرى، وقد احتاج الأمر لنحو 67 عاما أخرى كي نتحقق من ذلك الخطأ ونصححه، لكن البحار "باباي" كان يعيش بيننا وقتها واكتسب شعبية طاغية يصعب على صناعه تغيير هيئته، ما ساهم في ترسيخ الشائعة المسماة بـ"تأثير باباي".

ورغم أن السبانخ غنية بعناصر الحديد والماغنسيوم التي تساعد على توفير الأكسجين من الرئتين إلى العضلات، التي تحتاج الكثير من الأكسجين لنموها وقوتها، إلا أن نمو العضلات يحتاج إلى مجموعة متنوعة من الغذاء والأطعمة، بالإضافة إلى ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام، وينصح خبراء التغذية بتناول السبانخ جنبا إلى جنب مع منتجات الألبان كالحليب والجبن والزبادي للحصول على أقصى فائدة من العناصر الغذائية في السبانخ، فالمحتوى العالي من الكالسيوم في الألبان يساعد الجسم على تكسير وامتصاص الحديد والاستفادة منه.

مع ذلك، لا ينفي العلماء أهمية السبانخ، ففي دراسة أجريت في معهد كارولينسكا في استوكهولم بالسويد، كانت إضافة النيترات Nitrates إلى غذاء فئران التجارب لمدة أسبوع قد أكسبها عضلات أكثر قوة مقارنة بغيرها، وقد كانت كمية النيترات التي أعطيت لفئران التجارب تعادل كمية النيترات في حوالي 250 جرام من السبانخ.

كان سبب ذلك أن النيترات تعمل على اثنين من البروتينات التي ترتبط بتنظيم الكالسيوم داخل الجسم، وعندما يزداد مستوى النيترات في الحدود الآمنة له فإن ذلك يؤدي إلي زيادة مستوى تلك البروتينات ليتم إنتاج كمية أكبر من الكالسيوم داخل الجسم، ويزيد ذلك بدوره من انقباض العضلات، وهي الطريقة التي يراها الباحثون مبشرة في التعامل مع مرضى ضعف العضلات وكبار السن فيما يخص تقوية عضلاتهم، وبالإضافة إلى النيترات، فإن السبانخ تحتوي على المواد الكيميائية النباتية Phytochemicals التي تستطيع منع أو على أقل تقدير تأخير التراجع الإدراكي والمعرفي لدى البشر.