دراسة: الكنجر القديم كان يتحرك مثل البشر وليس بالقفز
واشنطن- رويترز:
قال علماء إنهم استعانوا بعلوم الاحصاء والميكانيكا الحيوية لتحليل عظام حفريات تخص مجموعة من حيوانات الكنجر kangaroo الضخمة المنقرضة؛ ليكتشفوا أنها ربما لم تكن قادرة على الحركة عن طريق القفز، مثلما تفعل أقاربها الآن في العصر الحديث. ويعتقد العلماء أن هذه الحيوانات تتحرك منتصبة القامة وعلى قدمين على الأرجح، بحيث تقدّم رجلا ثم تعقبها بالأخرى مثلما يفعل الإنسان الآن، على نحو يعجز الكنجر الحالي عن القيام به.
وركزت الدراسة على مجموعة من حيوانات الكنجر التي تتميز بضخامة الجثة وقصر الوجه، والتي كانت تعيش في أستراليا منذ نحو 13 مليون سنة إلى نحو 30 ألف سنة، واندثرت بعد وصول الإنسان إلى القارة الأسترالية. وكانت لهذه الحيوانات وجوه تشبه الأرانب إلى حد كبير. وكان أضخم هذه الحيوانات، ويسمى بروكوبتودون جوليا، يزن نحو 240 كيلوجراما وارتفاعه متران وطوله ثلاثة أمتار.
وعاش "بروكوبتودون"، وهو أكبر كنغر معروف، منذ نحو 125 ألف عام إلى 30 ألف عام. ويقول العلماء إن هذا الحيوان وأشباهه ربما يكون قد انقرض بسبب أنشطة الصيد التي قام بها الإنسان الأول عند وصوله إلى أستراليا منذ نحو 50 الف عام ونظرا للتغييرات البيئية التي تسبب فيها الإنسان أو تغير المناخ.
ووجدت الدراسة اختلافات تشريحية كبيرة في عظام الأطراف للكنجر القديم مقارنة بحيوانات الكنجر الأخرى، إذ كانت فقرات عموده الفقري التي تفتقر للمرونة لا تسمح له بحركات القفز والوثب بدرجة كافية. كما أن كبر حجم عظام الفخذ والركبة مع ثبات مفاصل العقبين، يجعل الكنجر القديم من الحيوانات التي تمشي أو تجري، على عكس كناجر اليوم.
وقالت خبيرة الأحياء القديمة بجامعة براون الأسترالية، كريستين جانيس، والتي أشرفت على البحث المنشور في الدورية العلمية "بلوس وان"، إن "معظم كناجر اليوم تستعين بالقفز في مشيتها السريعة. لكن بالنسبة إلى السرعة البطيئة فإنها تستخدم نظاما للسير على خمسٍ؛ أي الاستعانة بالأرجل الأربعة علاوة على الذيل". ويرى الباحثون أنه نظرا لثبات حركة الظهر وتخصص اليدين في الكناجر القديمة، فإن السير على خمسٍ كان صعبا بالنسبة لها.
وتشتهر أستراليا بالحيوانات الجرابية، وهي كائنات ثديية حيث تحمل الأنثى صغارها في جراب أو كيس على البطن، ومنها حيوانات الكنجر والكوالا والومبت الشبيه بالدب.