التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 07:58 ص , بتوقيت القاهرة

عمرة رمضان بين قرارات "السياحة" وضوابط السلطات السعودية

كتب- أكرم مدحت:

     يشهد موسم عمرة رمضان من العام الجاري حالة من التخبط النسبي في القرارات بين السلطات السعودية، ووزارة السياحة المصرية، وذلك بعد إعلان الثانية السماح لشركات السياحة بتنظيم برامج العمرة لمدة شهر والموافقة على برامج الشهر في الفترة من 5 رمضان إلى 10 شوال، بعد أن أصدرت تعليمات شديدة اللهجة في بداية الموسم بعدم تجاوز مدة برنامج العمرة خلال شهري شعبان ورمضان 15 يوما، من أجل فتح المجال لفرصة سفر المزيد من المعتمرين.

ولكن على الجانب الآخر أعلنت السلطات السعودية عن قصر مدة صلاحية تأشيرة العمرة على 15 يوما فقط، ما ينذر ببوادر أزمة جديدة سيشهدها موسم عمرة رمضان، حيث يترتب على القرار أن تعدل شركات السياحة المصرية برامجها ومواعيد سفر رحلاتها عند استخراج التأشيرة، إلى جانب تعديل حجوزات السكن والفنادق بمكة المكرمة والمدينة المنورة.

وعلى الرغم من أن وزارة السياحة أعلنت أن السلطات السعودية أضافت حصة ليبيا من تأشيرات العمرة خلال شهر رمضان إلى حصة مصر لتصل إلى 170 ألف تأشيرة، بدلا من 100 ألف، فإن بعض شركات السياحة كان لديهم رأي آخر، حيث أكدت أنه لا توجد زيادة على أرض الواقع، فيما أرجع وآخرون الزيادة في التأشيرات إلى التزام الشركات بالضوابط موضحين أن الأمر لا يتعلق بحصة ليبيا.

عضو لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة علاء الغمري قال لـ"دوت مصر" إن السلطات السعودية أعلنت بالفعل زيادة حصة مصر من إجمالي الموجودين في أراضي المملكة خلال موسم عمرة شهر رمضان إلى 170 ألفا بداية من يونيو الجاري، ولكن هذه الزيادة لا تتعلق بحصول مصر على حصة ليبيا.

وأكد الغمري أن التزام شركات السياحة المصرية ببرامج العمرة لمدة 15 يوما، أعطاها الفرصة للحصول على عدد تأشيرات أكبر، موضحا أن الأسعار لن تتأثر بزيادة التأشيرات حيث إن الطلب على العمرة كبير، وبالتالي زيادة التأشيرات حلت الأزمة، مشيرا إلى أن سعر برامج العمرة خلال شهر رمضان يبدأ من 8 آلاف جنيه.

وأشار الغمري إلى أن "الإعلان عن السماح لتنظيم الشركات لبرامج عمرة لمدة شهر طبيعي، بعد أن كانت مقصورة على 15 يوما فقط، في الفترة من 5 رمضان إلى 10 شوال، لعدم وجود استعاضة للعائدين قبل هذا التاريخ"، لافتا إلى أن ذلك يتيح الفرصة لفتح الطاقة الاستيعابية لشركات الطيران، قبل حدوث أي أزمة نتيجة كثافة الرحلات خلال النصف الثاني من شهر رمضان، وبخاصة في ظل التأشيرات الإضافية.

من جانبه أوضح رئيس شركة الهانوف للسياحة أشرف شيحة، أن اللغط والتخبط في القرارات بين السلطات السعودية ووزارة السياحة المصرية بشأن فتح المجال لبرامج العمرة لشهر، وفي نفس الوقت قصر صلاحية التأشيرة على 15 يوما فقط، يرجع إلى أن هناك شركة استغلت أن التأشيرة مدتها شهر، وطلبت من الوزارة تعديل مدة البرامج لتستغل الفترة بكاملها، ما يجعل المعتمر لا يخرج من الأراضي السعودية إلا في نهاية رمضان، أو الأسبوع الأول من شوال.

وأضاف شيحة: "مدة صلاحية التأشيرة 15 يوما، وعند فتح المجال للتأشيرة لمدة شهر، جاءت تعليمات للشركات بألا تزيد مدة برنامج العمرة عن 15 يوما".

وانتقد موافقة الوزارة على السماح لبرنامج عمرة لمدة شهر، لأنه يضر الشركات التي التزمت من البداية بالضوابط، وقال إن "من سمح لهم بالتعديل هو صاحب المصلحة الوحيد".

وفي السياق نفسه قال مندوب غرفة الشركات في الجمعية العمومية لاتحاد الغرف السياحية علاء حنفي، إن "وزارة السياحة فتحت المجال لبرامج العمرة لشهر، نتيجة التزام شركات السياحة ببرامج الـ15 يوما، ما يسبب ضغطا على شركات الطيران وتكدسا في رحلات العودة، ولكن الإعلان عن هذه التسهيلات قبل شهر رمضان بفترة قليلة يجعل تعديل حجوزات تذاكر الطيران، أو التعاقدات المبرمة مع الفنادق والوكلاء السعوديين، صعبة".

وأوضح حنفي أن برنامج العمرة لمدة شهر تمثل فئة البرامج الشعبية، لأنها تكون في سكن منخفض التكلفة، حيث يتراوح سعر البرنامج من 8 آلاف إلى 11 ألف جنيه فقط، مقارنة بسعر البرنامج 5 نجوم في العشرة الأواخر من رمضان فقط يتراوح بين 16 ألفا و19 ألف جنيه.

وفي ما يتعلق بقطاع الطيران الذراع الرئيسية لموسم العمرة، قال رئيس شركة النيل للطيران، يسري عبدالوهاب، إن "شركات الطيران المصرية تواجه مشكلة بشأن انخفاض عدد الرحلات المسموح بها، والتي لا تتناسب مع كثافة الطلب وبخاصة في رحلات العودة، وهو ما يسبب الأزمة، حيث يتم تشغيل 7 رحلات يومية خلال عمرة شهر رمضان، منها 3 رحلات فقط من القاهرة، و4 رحلات من الإسكندرية، في حين أنه تم منح 7 رحلات يومية من القاهرة لشركة طيران سعودية".

وتابع عبدالوهاب: "لكي توافق سلطة الطيران المدني السعودي بالتنسيق مع نظيرتها المصرية على تسيير الشركة 3 رحلات من القاهرة، أجبرت الشركة أن تتنازل عن 3 رحلات مثلها من الإسكندرية، وبالتالي فإن المحصلة صفر في مواجهة التكدس وبخاصة في رحلات العودة، ما يؤثر في تشغيل الشركة مع ارتفاع الطلب على موسم العمرة في رمضان، وهو ما يجعل الشركات السعودية تستفيد أكثر من المصرية".

وبشأن تغير صلاحية التأشيرات ومدة برامج العمرة، أكد عبدالوهاب أنه "يجري التعامل مع الأمر بكل مرونة، من خلال تغيير المواعيد بالتنسيق مع شركات السياحة من دون فرض غرامات، لأنها ظروف وضوابط خارجة عن إرادتهم".

وقال رئيس شركة مصر للطيران للخطوط الجوية هشام النحاس: "إن عدد الرحلات اليومية التي تسيرها الشركة خلال شهر رمضان إلى الأراضي السعودية لموسم العمرة تصل إلى 30 رحلة، وذلك من المطارات المختلفة أبرزها القاهرة وبرج العرب وأسيوط".