في الوقت الذي انتشرت فيه التكنولوجيا المتقدمة، وفتح الأسواق وإسقاط الحواجز أمام السلع والبضائع ورؤوس الأموال، أصبح نظام الفرنشايز أساسيا في جميع دول العالم، لما يوفره من أحدث نظم التسويق والإدارة وخلق فرص عمل في معظم القطاعات الانتاجية والخدمية.

وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لتنميه الفرنشايز، طارق توفيق، إن نظام الامتياز التجاري أو "الفرنشايز" يعد من أنجح الأنظمه عالميا لأنه يتيح استنساخ تجربه ناجحه لأحد الشركات، بمنح علامتها التجارية إلى مستثمر أو أكثر للقيام بنفس المشروع والنشاط، على أن تقوم أيضا الشركة بمنح هذا المستثمر جميع أنظمة التشغيل الخاصة بها سواء نظم الجودة والتسويق وغيرها.

وأوضح توفيق خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الثالث عشر للفرنشايز، أن توجه الدوله كان ومازال مع تشجيع الشباب على العمل الحر، وإنشاء المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وإيجاد فرص عمل بعيدة عن العمل الحكومي وهو ما يحققه نظام الفرنشايز والصناعات المغذيه له. 

وأشار توفيق إلى أن العلامات التجارية المحلية في مصر، تمثل حوالي  42% من مجموع العلامات التجارية، بينما 58% منها علامات أجنبية، مضيفا أن معظمها كانت من الولايات المتحدة الأمريكية، وتطور الأمر بعد ذلك وأصبح ما يعادل 90% من العلامات التجارية الأجنبية في مصر من أوروبا، لا سيما إسبانيا وفرنسا واليونان وإيطاليا ومن الشرق الأوسط.

حجم الفرنشايز في مصر

ويصل إجمالي  الاستثمارات بمجال الفرنشايز في مصر لنحو 60 مليار جنيه خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى أن عدد أنظمة الفرنشايز القائمة بمصر تتجاوز 600  نظام، بين أنظمه عالمية ومحلية، تتنافس معا على مبيعات سنوية تقدر بحوالي 12مليار جنيه، بحسب رئيس الجمعية المصرية لتنمية الفرنشايز.

وأضاف توفيق أن مجال الفرنشايز في مصر يوفر حوالي 800  ألف فرصة عمل، و1.5 مليون فرصة عمل غير مباشرة من الصناعات المغذية، التي قامت خصيصا لخدمة هذه الأنشطة.  

ولفت إلى أن العلامات التجارية الأجنبية، تتوسع  في  مجال المطاعم والأزياء عن طريق الماستر فرنشايز الممنوح للمستثمرين، إذ يمثل قطاع التجزئة 49% من إجمالي أنظمة الفرنشايز في مصر والتي تتمثل في الأزياء والموضة والهايبر ماركت والمنتجات المنزلية والأثاث.

وأوضح توفيق أن نظام الفرنشايز شهد  نموا كبيرا في مجالات الموضة والاكسسوار ومستحضرات التجميل والمنتجات المنزلية والأغذية والمشروبات، إضافه إلى التوسع في شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية الحديثة مثل الهواتف، والهواتف النقالة، وسرعة الإنترنت، وخدمات البريد السريع كما يتطرق حاليا إلى جميع المجالات الاستهلاكية.

الحكومة تدعم الفرنشايز

من جانبه قال وزير الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، منير فخري عبد النور، إن مشروعات الفرنشايز تعتبر من المشروعات الجيدة، ومضمونة النجاح لكثير من الشباب الراغبين في دخول سوق العمل، وإنشاء مشروعات صغيرة.

وأضاف عبدالنور خلال مشاركته في المعرض، أن مشروعات الفرنشايز تعتمد على نجاح وخبرة تلك المشاريع عالميا، موضحا أن هذه المشروعات لاسيما التي تدخل السوق أول مرة تعتبر حلقة وصل جيدة بين المشاريع الكبيرة والصغيرة والمتوسطة. 

ودعا عبد النور الشباب المصري إلى الدخول في مشروعات الفرنشايز وبدء مشروعاتهم الخاصة، مؤكدا على الدعم الكامل للشباب من رواد الأعمال.

وأشار إلى أن الصندوق الاجتماعي للتنمية يقدم برامج تمويلية مخصصة لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة القائمة على أساس الفرنشايز من خلال تقديم قروض بشروط مميزة وميسرة للشباب من خلال 30 فرعا بالصندوق، منتشرة في مختلف المحافظات.

وأكد الوزير حرص الحكومة على تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وزيادة قدرتها التنافسية باعتبارها قاطرة لتنمية الاقتصاد المصري، وتتيح الآلاف من فرص العمل أمام الشباب، لافتا إلى أن هناك منظومة متكاملة تنفذها الوزارة لمساندة تلك المشروعات من خلال برامج الدعم الفني والتدريب التي يقدمها الصندوق الاجتماعي للتنمية، ومركز تحديث الصناعة ومجلس التدريب الصناعي.

من جانبها، قالت الأمين العام للصندوق الاجتماعي للتنمية، سها سليمان، على هامش المعرض الدولي الثالث عشر للفرنشايز، إن الصندوق يقدم منح جديدة لراغبي الحصول على حق الامتياز التجاري، مشيرة إلى أن الصندوق يقوم بتمويل حتى 20% من قيمة العلامة التجارية.

وأشارت سليمان، في تصريح خاص لـ"دوت مصر"، إلى أن الصندوق يقوم بتمويلات أخرى أيضا، وهي تمويلات الآلات والمعدات والتجهيزات الأخرى، مضيفة أن الصندوق عمل على تزويد حصة التمويل للفرنشايز لـ5 مليون جنيه، حتى تستطيع المشروعات الأكبر الدخول ضمن تغطية الصندوق.

ولفتت سليمان إلى أن "الفرنشايز"، يمنح الشباب فرص للتوظيف وإقامة مشاريعهم الخاصة بهم، مشددة على ضرورة نجاح المشروع منذ البداية، لحصوله على حق امتياز علامة تجارية مشهورة، ويستطيع الاستفادة من المزايا التي تقدمها الشركة من إدارة وتسويق ومنتجات أيضا.              

وأشارت إلى أنه يتم حاليا تنفيذ خطة مالية لتمويل مشروعات الفرنشايز المحلية من بنك التنمية الإفريقي "AfDB" بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية "SFD "، مضيفة أن إجمالي قيمة التمويل بلغ 40 مليون دولار، وذلك بشروط مبسطة تصل قيمة القرض إلى خمسة مليون جنيه بمعدل فائدة بسيطة وإعفاء ضريبي لنوعيات معينة من المشروعات مع ضمانات مناسبة.