التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 04:56 ص , بتوقيت القاهرة

اليونان تعاني أزمة اقتصادية طاحنة.. والرئيس في وادٍ آخر

تكافح الحكومة اليسارية في اليونان للاتفاق مع المانحين الدوليين بشأن الإصلاحات التي يتعين على أثينا القيام بها للحصول على حزمة مساعدات بقيمة 7.2 مليار يورو (7.8مليار دولار)، ورغم اللغة الحادة التي وجهت لوزير المالية اليوناني خلال اجتماع دول منطقة "اليورو" الجمعة الماضية، إلا أنَّ تلك الدول بدأت صراحة في مناقشة خطة بديلة في حال عجزت اليونان عن سداد الديون؛ ورغم كل ذلك فإن الرئيس اليوناني صرّح أمس لقناة "الحياة" المصرية عقب لقائه الرئيس المصري بأنَّ بلاده لديها خطط لمساعدة الدول التي تواجه أزمات اقتصادية من أجل القضاء على الهجرة غير الشرعية.


التمسك باليونان


وزير المالية السلوفيني، دوسان مرامور، أكّد في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي في العاصمة اللاتفية ريجا، أنَّ بعض مسؤولي مجموعة اليورو يناقشون "خطة ب" لحل الأزمة إن عجزت اليونان عن سداد التزاماتها وتحسين سيولتها. في المقابل، نفى مرامور أنَّ فشل المجموعة في التوصل إلى اتفاق سيؤدي مباشرة إلى خروج اليونان من منطقة اليورو.


أمَّا وزير المالية الألماني، فولفجانج شويبله، فرفض التكهنات حول خروج اليونان من الاتحاد الأوروبي ونفى دراسة بلده لخطة بديلة، معلّقًا أنَّ "الوضع في اليونان باق على ما هو عليه.. وأنه بطبيعة الحال سيتم القيام بكل ما من شأنه الحيلولة دون عجز اليونان عن سداد التزاماتها"، وفقًا لما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية.


وقالت مصادر مطّلعة للصحيفة، إنَّه يستحيل التوصُّل إلى حل لأزمة الديون اليونانية وفقًا للجدول الزمني المتفق عليه ما دام الطرفان يختلفان حول قضايا جوهرية كتلك المتعلّقة بتخفيض المعاشات والسماح للدول الدائنة بإرسال بعثات تقصّي الحقائق في الوزارات اليونانية بهدف التحقق من الوضع المالي والاقتصادي. كما حذّرت من أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى تدهور سيولة البنوك اليونانية وقدرتها على تقديم ضمانات مناسبة للبنك المركزي الأوروبي الذي قرر رفع حجم برنامج الإقراض الطارئ من 74 مليار يورو إلى 75.5 مليار يورو الأربعاء مع استمرار الأزمة.


إسقاط ديون ولهجة حادة


وفي ظل هذه الأزمة، أعلن بنك بيريوس اليونانى، الجمعة، عن قرارات إنسانية تخص أفقر العملاء لديه، حيث قرّر البنك، إسقاط ديون أفقر العملاء لديه، كمبادرة لرفع العبء عن كاهلهم، إثر الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.


وبحسب ما ذكر موقع "سكاى نيوز"، فإن بنك بيريوس، الذي يعتبر أحد أكبر البنوك في اليونان،  أسقط الديون المتراكمة على عملاء القروض وبطاقات الائتمان التي لا تزيد عن 20 ألف يورو، سيتم إسقاطها، وبالنسبة لقروض الرهن العقاري فسيتم تجميدها وإلغاء أي فوائد متعلقة بها، وذلك كاستجابة لما وصفه بيان البنك بـ"الأزمة الإنسانية" التي يعاني منها العملاء في معيشتهم.


من ناحية أخرى، ارتفعت العملة الأوروبية الموحدة اليورو لأعلى مستوياتها في أسبوعين خلال تعاملات اليوم الجمعة، بدعم بيانات اقتصادية ألمانية، وتفاؤل حذر بشأن اجتماع أوروبي عقد الجمعة الماضية حول أزمة ديون اليونان.


ورغم عدم تخلي دول "اليورو" عن اليونان إلا أنَّ  وزراء مالية "اليورو" عبروا عقب اجماع عقد الجمعة الماضية عن شعورهم بخيبة الأمل حيال بطء وتيرة المفاوضات بين اليونان ودائنيها الدوليين فى ظل تضاؤل الآمال بشأن فرص أثينا فى الحصول على حزمة مساعدات مالية تحتاجها بصورة ماسة. وشدد الوزراء ضغطهم على اليونان لكى تقدم الإصلاحات المطلوبة حتى يمكن منحها الأموال التى تحتاجها من قروض الإنقاذ حيث استخدم الوزراء لغة "حادة" خلال اجتماعهم مع نظيرهم اليونانى يانيس فاروفاكيس.


الرئيس اليوناني في وادٍ آخر


ورغم الأزمة الاقتصادية الأسوأ في تاريخ اليونان، تحدث الرئيس اليوناني  بروكوبيس بافلوبولوس، في لقاء على قناة "الحياة" المصرية، قائلًا: "لدينا خطط لمساعدة الدول التي تواجه أزمات اقتصادية من أجل القضاء على الهجرة غير الشرعية". وتابع بافلوبولوس "نبذل قصارى جهدنا من أجل أن يعم السلام منطقة الشرق الأوسط".


ورغم التسهيلات والمرونة التي تقدمها منظمة "اليورو" لليونان من أجل حل أزمتها الاقتصادية، ذهب الرئيس اليوناني بعيدًَا ليطالب أوروبا بأن "تختار الدول التي من الممكن أن تتحالف معها لمحاربة الإرهاب والحد من الهجرة غير الشرعية".


وفي سياق آخر، قال بافلوبولوس إنَّ الهجرة غير الشرعية لا يمكن أن تتوقف إلا إذا واجهت الدول مشاكلها وعلى رأسهم الأزمات الاقتصادية، وأنَّ مصر من أكثر دول المنطقة استقرارًا وأفضل شريك لأوربا، مضيفًا "لابد أن نعطي أهمية خاصة لتحقيق الأمن وحماية حقوق الإنسان". وذلك في الوقت الذي يعاني فيه المواطن اليوناني غلاء الأسعار بسبب الأزمة حتى أسقط بنك بيريوس ديون عملائه بسبب الأزمة.