ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن السياح من مختلف أنحاء العالم يتقاطرون على مصر من أجل رؤية المعابد والمقابر والأماكن الأثرية من جديد، وذلك بعد فترة ركود استمرت أكثر من أربعة أعوام بسبب الأحداث السياسية.

ونشرت الصحيفة أن المصريين تغمرهم سعادة بالغة حينما يروا السياح الأجانب، حيث يقوموا بتوجيه التحيات لهؤلاء السياح أينما وجدوا، سواء في الممرات المؤدية للحي الإسلامي القديم بالقاهرة، أو داخل المعابد الفرعونية والمقابر في القرية النوبية في أسوان أو حتى على الرمال الشاطئية للبحر الأحمر، فهذه التحيات والمجاملات تأتيك من رجال الشرطة الذين يمتطون الخيل والبائعين الذين يدفعون العربات الثقيلة للفول السوداني، وكذلك من الرجال الذين يدخنون الشيشة في المقاهي في الهواء الطلق.

وتابعت الصحيفة في تقريرها صباح اليوم الجمعة، أنه نتيجة للتقلبات السياسية بدءا من سقوط مبارك عقب ثورة يناير 2011، ثم وصول الإخوان للحكم وسقوطهم في يوليو 2013، وأخيرا تولي المشير عبد الفتاح السيسي للحكم، واجه قطاع السياحة الكثير من الأزمات لكن الكثير يحمل على الرئيس الحالي إعادة انعاش هذا القطاع.

تنقل الصحفية لـ"الواشنطن بوست" أندريا ساش، عن المرشد الخاص لها في القاهرة، خلال رحلتها، ويدعى محمد: "نحن سعيدون مع هذا الرجل (السيسي)، فمع العديد من المشاكل التي تحيط بنا، نحن في حاجة لمثل هذا الرجل"، لافتة إلى أن قطاع السياح تأثر بشدة خلال الأعوام الماضية، فبعد أن وصل عدد السياح في مصر إلى 14.7 مليون زائر في عام 2010، سقط هذا الرقم تماما في الأسابيع الأولى للعام الجديد، حيث أوقفت السفن السياحية دعوتها لزيارة الشواطئ المصرية، كما حول منظمي الرحلات السياحية عملائهم إلى نقاط أخرى على الخريطة، يضاف إلى ذلك تحذير الحكومات الغربية لمواطنيها من السفر في مصر، لكن مع صعود الرئيس السيسي يعمل السياح والمسافرون على تقديم صورة جيدة عن مصر خاصة في ظل القلاقل التي تشهدها الأراضي المجاورة، مثلما حدث مؤخرا في تونس مع الهجوم على متحف باردو، لكن على الرغم من التقدمات بشأن دعوة شركات السياحة للمواطنين بزيارة مصر وعودة الخطوط البحرية ورحلات المجموعات إلى الأماكن المصرية، هل عادت مصر آمنة في الوقت الحالي؟
توضح الصحيفة أن العديد من الخبراء الأمنين والمحللين المختصين بإدارة المخاطر الدولية وكذلك متخصصين عن الوضع في مصر، أكدوا أن مصر أصبحت آمنة ومستقرة وأن الهدوء قد عاد مجددا، مشيرين إلى أنه الوقت قد حان لعودة الأمريكيين لزيارة هذه البلد.

سياح العالم يتقاطرون على مصر من جديد
وأشارت الصحيفة إلى أن رياح السفر تهب بانتظام في نفس الاتجاه، فالسياح يمكنهم التوجه من الشمال إلى الجنوب حيث صعيد مصر، كما أن غالبية السياح يتبعون خط النيل من القاهرة إلى الأقصر ثم أسوان لرؤية الأماكن السياحية قبل أن يعودوا في نفس الاتجاه، لافتة إلى أن هناك أسباب كثيرة تدفعك لزيارة مصر أولها زيارة الأماكن الأثرية العجيبة، بدءا من المقابر التي تتخذ أشكالا غريبة من أهرامات مدرجة ثم أهرامات عملاقة، بالإضافة إلى تماثيل رائعة تعكس عظمة الحضارة المصرية.

يمكن للسياح مشاهدة أعظم المباني الأثرية القديمة وأن يتجولوا بحرية في البلاد

وتتطرق "ساش" إلى تجربتها في مصر بالقول إنه يمكنها الانتقال بحرية ووحيدة في مصر بين المدن والشوارع وأن ترتدي بحرية "لكن ليس بحرية بالغة مثل كيم كارديشيان على سبيل المثال"، كما يمكنني تبادل أطراف الحديث حول العديد من الموضوعات مع المصريين  في الدين والسياسة، وبعد كل هذا أشعر بأن المصريين متحمسين لنشر أرائهم وتجاربهم الأخيرة.

يمكن للسياح تناول الأطباق المصرية بل وتعلم طهوها أيضا

كما يمكن للسياح تناول الأطعمة المصرية بل وأن يتعلمون أيضا طريقة طهوها فهناك بعض مدارس الطبخ التي تعلم الأجانب طهو الأطعمة المصرية، وفي سياق متصل يمكنك أن ترى مدى الترابط بين الشعب المصري سواء مسلمين ومسيحيين أو مواطنون من مختلف الطبقات.

وعرضت الصحيفة عددا من وكالات السياحة الأمريكية التي تقدم رحلات سفر إلى مصر، وكذلك عدد من العروض للرحلات المتوجهة إلى مصر قريبا، بالإضافة إلى عدد من الفنادق في أنحاء مصر وثمن الحجز.