السيسي.. ابن الجمالية "بيعرف يفاصل"
لغة جديدة تحدث بها رئيس مصر، عبدالفتاح السيسي، للشعب المصري، خلال كلمته في ختام أعمال المؤتمر الاقتصادي المنعقد بشرم الشيخ، اليوم الأحد، خارجا عن النص، محاولا الوصول لجميع المواطنين، وكشف عن التفاصيل التي دارت خلال الاجتماعات المغلقة والمناقشات التي دارت بينه وبين المستثمرين والمنفذين للمشروعات الاقتصادية في مصر.
ولأنه ابن منطقة "الجمالية"، المعروفة بأنها من أشهر المناطق السياحية في القاهرة، وتمتاز بالطابع التجاري، عبر السيسي عن تلك السمة أثناء عملية التفاوض، بقدرته على تقليل هامش الربح، وتحديد موعد أسرع لانتهاء المشروعات المبرمة، وتقليل التكلفة المالية، مع زيادة قيمة الاستثمار في بعض المشروعات.
وعرض الرئيس عبدالفتاح السيسي، طريقة تفاوضه مع الشركات الكبرى، قائلا: "إن كلمته في بداية أي صفقة تكون "أنا مستعجل.. إحنا متأخرين أوي.. الجري لن يكفي"، موضحا أنه قال لشركة "سيمنز" العالمية: "راعونا بجد"، لكي يسرعوا فترة إنشاء محطة كهرباء من 36 شهر إلى 18 شهرا فقط..
وأضاف السيسي، أنه ذكر للمستثمرين "قللوا هامش الربح، محتاج دة منكم دلوقتي"، وأوضح أن وزير الكهرباء محمد شاكر، لم يصدق رقم التكلفة الذي طرحته "سيمنز"، وقال له: "خلاص هجيب كل الناس عندك"، قبل أن يعلق السيسي بقوله: "سيمنز عملت خاطر لمصر، لأن الشعب المصري لن يظل يعاني من نقص الكهرباء".
وشكر الرئيس، خلال كلمته الختامية بالمؤتمر الاقتصادي، اليوم الأحد، شركة "جينرال إليكتريك"، التي ترفع كفاءة المحطات الكهربائية المصرية، لتزويدها 750 ميجاوات، موضحا أنه طالب "جنرال إلكتريك" بتخفيض المدة لـ8 شهور، ووافقوا وقالوا "ممكن"، موضحا أن رئيس شركة "جنرال إليكتريك"، قال له "لن ننام"، قبل أن يرد الرئيس "معلش"، وطلب منه أن تكون التكلفة المالية قليلة "عشان خاطر ربنا"، على حد تعبيره، فقوافق رئيس الشركة على إنه "يشيل 100 مليون من التكلفة وشالهم"، وفقا لما قاله الرئيس.
إلا أن أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، الدكتور سعيد صادق، قال إن الرئيس السيسي تعمد التحدث بتلك اللغة لتصدير صورة مغايرة للخارج عن الوضع في مصر، واكساب مزيد من الشعبية لدي المواطنين.
وأضاف صادق لـ"دوت مصر"، أن السيسي يحاول أن يصل للجمهور المصري صورة بأنه مثلهم، ويتحدث لغتهم البسيطة، لا سيما في أمور البيع والشراء، في ظل الدعاية الإعلامية التى قامت بها المواقع الإخوانية بأن المؤتمر الاقتصادي بهدف بيع مصر، مشيرا إلى أنه استطاع أن يوضح كيف كان يتناقش مع الشركات الكبري العالمية، لتنفيذ مشروعات قومية لمصر بأسرع وقت وأقل تكلفة.
وأشار إلى أن لغة التفاوض بين المؤسسات تختلف عن اللغة التي يتحدث بها رجل الشارع قائلا "لكل مقام مقال، ولكل حادث حديث"، لكنه أراد أن يرد على ما أدعته بعض وسائل الإعلام المعادية بالوقيعه بين مصر والخليج، بأن هناك تفاوض مستمر بينه وبين دول الخليج، مؤكدا على حسن العلاقات المصرية الخليجية.
لهجة شعبية
وأوضح أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن اللهجة الجديدة التي تكلم بها السيسي خلال المؤتمر لأول مرة للشعب المصري، لمحاولة كسب شعبية جدية له، كما كان يفعل عبدالناصر والسادات، لا سيما بالتحدث باللغة العامية والشعبية التي يفهمها رجل الشارع البسيط.
ولفت إلى أن حرصه على تكريم الشباب وتجمعهم حوله والتقاط الصور التكارية، محاولة أخرى منه لتوصيل رسالة للخارج بأن هولاء هم مستقبل مصر، وليس صحيحا ما يتم تصديره عن أن مصر مليئة بالانفجارات والحرب الأهلية، وفساد، ولكن البلد مستقرة ولا يوجد فوضى.
وأيده الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الدكتور يسري العزباوي، بأن هذه اللغة الشعبوية التي عادة ما يسخدمها الرؤساء المصريين لكسب رضاء الشارع المصري، والتي كان يحرص عليها السادات وعبد الناصر.
وأضاف لـ"دوت مصر" أن الخلفية البييئة التي نشأ بها السيسي، لابد وأن تلقي بظلالها على طريقة تفاوضه، لا سيما أنه نشأ في منطقة تجاريه معروفة كمنطقة الجمالية، إذ أستخدم لغة التاجر في التفاض للوصول لأعلى نتائج ممكنه.
وأوضح أن هذه الطريقة ظهرت في وقت سابق أيضا عند عرض مشروع محور قناة السويس الجديد، ومطالبته لمسؤولي المشروع بسرعة الانتهاء من المشروع.
وأكد العزباوي، أن السيسي كان حريصا على أن يقدم نموذجا للمسؤولين والوزراء بضرورة الحفاظ على الانضباط، وتنفيذ المشروعات بأقل تكلفة وفوائد وسرعة في التنفيذ وأطول فترة سداد.
واختتم اليوم الأحد، مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري "مصر المستقبل" بمدينة شرم الشيخ فاعلياته، بمشاركة نحو 120 دولة ومنظمة دولية، و20 رئيس دولة، وعدد من الملوك والأمراء.