أبدى قطاع كبير من المستثمرين الأجانب اهتماما كبيرا للعودة إلى الاستثمار في مصر، ولعل الدليل على ذلك الحرب الراهنة بين المستثمرين الأوروبيين والإقليميين للفوز بصفقتي شركة الأغذية "بسكو مصر" والشركة "العربية لمنتجات الألبان"، بحسب ما ذكرته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، وهو ما يمنح الحكومة -برأيها- جرعة تفاؤل قبل انطلاق المؤتمر الاقتصادي الجمعة القادمة.

وأضافت  الصحيفة، في تقريرها المنشور اليوم الأربعاء، أن مثل هذا الصراع ربما يبعث الأمل في قلوب المسؤولين المصريين، والذين يسعون إلى إعادة الأوضاع الاقتصادية إلى مسارها السليم، بعد سنوات من الاضطراب، منذ اندلاع ثورة يناير 2011، والتي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك قبل أربع سنوات.

ونقلت الصحيفة، عن العضو المنتدب لمجموعة "أكانار بارتنرز" الاستشارية للتمويل، أحمد أوزلاب، قوله "إن الصفقتين يعكسان الاهتمام الكبير بالاستثمار في مصر، وهو الأمر الذي يعكس اعترافا ضمنيا بأن الأوضاع في مصر تبدو أكثر استقرارا، على الرغم من أنها مازالت تعاني، وأن هناك مازال الكثير ينبغي فعله، مضيفا أن الصناعات الاستهلاكية هي محل إقبال قطاع كبير من المستثمرين.

وأضاف الخبير الاقتصادي، أن هناك قطاعات في مصر تستحوذ على اهتمام جانب كبير من المستثمرين، من بينها قطاع الصحة والقطاع العقاري، لا سيما خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما لم تشهده مصر منذ عام 2011.

وتابعت الصحيفة: "التحدي الرئيسي الذي يواجه الحكومة المصرية، قبل انطلاق مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، هو كيفية إقناع المستثمرين الدوليين برؤيتهم الاقتصادية، وكذلك بأن لديهم إرادة حقيقية لتحقيق إصلاحات".

ويذكر الخبير بمجموعة "هيرميس" المالية، سيمون كيتشين، أن التردد لدى بعض المستثمرين، يأتي نتيجة بعض المشكلات الاقتصادية، من بينها نقص العملة الأجنبية ونقص الطاقة، أكثر منه نتيجة القلق الأمني من جراء الأحداث الراهنة التي تشهدها مصر.

واختتمت الصحيفة تقريرها بأن الحكومة المصرية اتخذت إجراءات قبل انطلاق المؤتمر الاقتصادي، من أجل التغلب أو التخفيف من بعض هذه المشكلات، من بينها تمرير قانون الاستثمار الجديد، والذي من شأنه تسهيل مختلف الإجراءات بالنسبة للمستثمرين، بالإضافة إلى استيراد الغاز والسماح باستخدام الفحم لتوليد الكهرباء.