علقت مجلة "فورتون" الأمريكية الاقتصادية، على قرار الشركة البريطانية للنفط "بريتش بتروليوم" "PB" باستثمار 12 مليار دولار في مصر في مشروع عملاق لاستخراج الغاز الطبيعي من أحد الحقول غرب الدلتا، بالقول، إن هذا التعاقد سوف يدر بالنفع على الحكومة المصرية وعلى الشركة البريطانية.

وأشارت المجلة، إلى أن هذا التعاقد مهم للشركة البريطانية التي تراجعت خلال العام الماضي بنسبة 1.63%، وكذلك مهمة لمصر لا سيما في ظل الاضطرابات السياسية منذ عام 2011، موضحة أن هذا الاتفاق مهم لمصر والشركة البريطانية، وكذلك لصناعة النفط والغاز الطبيعي لثلاث أسباب.

أولها، أن الشركة البريطانية أعلنت أن هذا التعاقد بمثابة إعطاء ثقة لمناخ الاستثمار في مصر وقوتها الاقتصادية، لا سيما في ظل غياب الاستثمارات عن مصر منذ ثورة 2011.

السبب الثاني، أن هذا التعاقد يظهر كيف تتعامل الأسواق مع الانهيار في أسعار البترول خلال العام الأخير، فبحسب المتحدث باسم الشركة البريطانية، "خلال الخمسة أعوام الأخيرة هناك ارتفاع مطرد في تكاليف صناعة النفط والغاز، لكن هذا الارتفاع قد انعكس خلال الفترة الأخيرة بعدما رفضت السعودية تخفيف إنتجاها للنفط أمام انخفاض أسعار البترول، ومن هنا، فإن انخفاض تكاليف استخراج البترول خلال الفترة الأخيرة يشكل أحد المكاسب التي ستحظى بها الشركة البريطانية".

أما السبب الثالث، فإن هذا التعاقد سوف يربط الشركة البريطانية مع شريكتها القديمة المزعجة في روسيا، إذ أن 33% من المشروع مملوك للشركة الألمانية "DEA"، ولكن هذه الشركة أصبحت مملوكة للمجموعة الروسية في لوكسمبورج "LetterOne".

وتشير المجلة إلى أن هذا المشروع يهدف إلى تغذية السوق المصري المحلية، ويتماشى مع أولوية الحكومة لتوفير طاقة رخيصة للمواطنين، لذا فإن الشركة لن تقوم بتصدير هذا الغاز إلى زبائنها الدوليين بأسعار أعلى، وبالتالي فإن هذا المشروع لن يكون ذي عائد اقتصادي كبير للشركة، إلا إذا لم تمارس مزيد من الضغوط على التكاليف المزعجة للاستخراج.