التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:01 م , بتوقيت القاهرة

فضيحة سويس ليكس تكشف ممارسات بنك HSBC

كشفت صحيفة لوموند الفرنسية وعدد من وسائل الاعلام الدولية،أمس الاحد، خفايا السرية المصرفية في سويسرا بعد وصولها الى معلومات سربها خبير المعلوماتية ارفيه فالشياني، الذي كان موظفًا في مصرف اتش اس بي سي في جنيف.


الفضيحة التي تعرف بـ"سويس ليكس" تلقي الضوء على ممارسات التهرب الضريبي، فتكشف تفاصيل الآلية التي اعتمدها مصرف اتش اس بي سي في سويسرا لمساعدة عدد من عملائه على اخفاء اموال غير مصرح بها.


وعلى مدى سنوات عديدة بقيت المعلومات التي نسخها ارفيه فالشياني، المهندس المعلوماتي، الذي كان يعمل في الفرع السويسري للمصرف البريطاني، حكرًا على القضاء وعلى بعض المصالح الضريبية، ولو ان بعض العناصر تسربت الى الصحافة.


وحصلت صحيفة لوموند على المعطيات المصرفية لاكثر من مئة الف من عملاء المصرف، ووضعت المعلومات في تصرف الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين في واشنطن، الذي تقاسمهم بدوره مع وسائل اعلام دولية اخرى. واوضحت الصحيفة أن عددًا من الشخصيات الفرنسية والاجنبية استخدمت هذه الآلية للتهرب الضريبي.


من ابرز الاسماء التي وردت في مختلف وسائل الاعلام، ملكان عربيان، فضلًا عن شخصيات من عالم الازياء والاستعراض والرياضة.


كما نشرت صحيفة لو تان السويسرية اسماء شخصيات سياسية أو على علاقة بالاوساط السياسية، مثل رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الاسد والوزير المصري السابق للتجارة والصناعة رشيد محمد رشيد، الذي حكم عليه في حزيران/يونيو 2011 بالسجن خمس سنوات بتهمة اهدار المال العام لاختلاسه اموالاً مخصصة للتنمية في مصر.


من جهتها، ذكرت صحيفة لوموند، جاك ديسانج مؤسس شبكة صالونات تصفيف الشعر، والذي كان يملك بحسب البيانات التي اطلعت عليها لوموند، حساباً في الفرع السويسري لمصرف اتش اس بي سي بقيمة وصلت الى 1,6 مليون يورو بين 2006 و2007. واشارت لوموند الى انه من العملاء الذين عمدوا بعد ذلك الى تسوية اوضاعهم بدفع غرامة.


كما ذكرت الصحيفة الفكاهي الفرنسي جاد المالح، الذي كان يملك بحسب الصحيفة، حسابًا صغيرًا في جنيف كانت المبالغ المودعة فيه تتجاوز بقليل 80 الف يورو بين 2006 و2007. ولم يكن من الممكن الاتصال بالمصرف في الوقت الحاضر.


غير أن لوموند نشرت على موقعها ردًا من اتش اس بي سي افاد فيه المصرف انه يقر بـ"مخالفات ماضية"، لكنه يؤكد انه قام منذ سنوات بمبادرات كثيرة لمنع اللجوء الى خدماته للتهرب الضريبي أو لتبييض اموال.


اكد الفرع السويسري لمصرف اتش اس بي سي، الذي بحسب وثائق مسربة ساعد عملاء اثرياء على التهرب من دفع ضرائب بالملايين في الماضي، انه اجرى منذ ذلك الحين "تغييرات جذرية".


وقال فرنكو مورا، رئيس الفرع السويسري لمصرف اتش اس بي سي في بيان ارسل بالبريد الالكتروني لوكالة فرانس برس ان "بنك سويس برايفت التابع لاتش اس بي سي بدأ بادخال تغييرات جذرية في 2008 لمنع استخدام خدماته للتهرب من الضرائب او لغسل الاموال". واضاف "قامت ادارة عليا جديدة باجراء تعديل شامل بما في ذلك اغلاق حسابات لعملاء لا يلبّون معاييرنا العالية، مع ضمان تطبيق ضوابط التزام شديدة".


تأتي تعليقاته بعد الكشف عن تسريبات مصرفية سرية تعود الى الفترة بين 2005 و2007 اظهرت ان العملاق المصرفي البريطاني اتش اس بي سي، فتح حسابات لمجرمين دوليين ورجال اعمال وسياسيين ومشاهير فاسدين.


وتتضمن التسريبات اسماء سياسيين سابقين وحاليين من بريطانيا وروسيا والهند ومن عدد من الدول الافريقية اضافة الى اسماء من اسر حاكمة عربية، وقطب الصحافة الاسترالية الراحل كيري باكر.


وقال مورا "ليست لدينا رغبة في العمل مع عملاء او عملاء محتملين لا يلبون معاييرنا المتعلقة بـ(منع) الجرائم المالية". واضاف "ان الكشف عن السجلات السابقة هو تذكير بان النموذج القديم للعمل في القطاع المصرفي السويسري الخاص لم يعد مقبولا".