من لا يحب التكنولوجيا؟ سؤال يجب أن تطرحه على نفسك قبل أن تندهش من رؤيتك لطفل رضيع يمسك بهاتف ذكي يلعب أحد الألعاب الذي تسحر حواسه بشكل مثير قبل أن يتعلم نطق اسمه، أو أن ترى طفلا آخر يتعامل مع أجهزة الكمبيوتر بشكل احترافي أكثر من ربطه لحذائه، فأي سحر هذا الذي يجذب إليه الصغار قبل الكبار، إنه سحر التكنولوجيا والذي اجتاح جميع العوالم والأدمغة، وأولهم عوالم الصغار.

تعدد الاختيارات وجذب الانتباه
السبب الرئيسي الذي استطاعت به التكنولوجيا دخول عالم الأطفال هو التعدد، فالأطفال دائمون التذمر والشعور بالملل، فعالم التكنولوجيا الآن ممتلئ بالاختيارات المتعددة من ألعاب الفيديو والتطبيقات، وكذلك الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وهذا ما يدفع الأطفال إلى ترك اللعب التقليدية والسعي وراء اكتشاف تلك الصور التي تتحرك والأضواء التي تنطفي وتضيء.

العالم الافتراضي
العوالم الافتراضية، هي من أبرز ما قدمته التكنولوجيا ووقع الصغار في غرامه، فقط ضع حياتك الواقعية على عتبة تلك الأجهزة، وحضر نفسك لمغامرة داخل حياة لم ترها عيناك من قبل، فألعاب الواقع الافتراضي هي تجربة فريدة من نوعها جذبت إليها العديد من الأطفال قبل الكبار.

المواقع الاجتماعية
حتى الأطفال، لم تدعهم وسائل التواصل الاجتماعي وشأنهم، حيث ظهرت مؤخرا العديد من مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالأطفال، فموقع فيس بوك لا يقبل من هم أدنى من 13 عامًا، حيث يمكنهم التعرض من خلالها إلى محتويات لا يجب أن يتعرضوا لها.

فيس بوك الصغار
عندما نهراه والداه بعد أن علما أنه يمتلك حساب فيس بوك بسن أكبر من سنه، قرر "زاك ماركس" ذو 11 ربيعا أن يصنع فيس بوك خاصا بالأطفال فقط وأطلق عليه "Grom Social".

أجهزة خاصة 
لم تغفل شركات التكنولوجيا عن العمل على أجهزة تساعد الأطفال على التسلية ومواكبة هذا التطور التكنولوجي الكبير، فقامت شركة سامسونج بصناعة جهاز لوحي للأطفال يدعى "Galaxy Tab3 Kids"، والذي يقدم الألعاب والتطبيقات المفيدة للأطفال، وأيضا تمكن الآباء والأمهات من مراقبتهم. 

آثار سلبية
التكنولوجيا بالرغم من إنجازاتها العظيمة إلا أنها تسبب آثارا سلبية على كل من الصغار والكبار، فالكسل هو النتيجة الطبيعية لتعدد وسائل التواصل بين البشر، فنادرا ما تجد مع هذا التعدد زيارات للأقارب أو الاستمتاع بالحياة الطبيعية، بالإضافة إلى صعوبة الانتباه والتركيز، وأمراض كالسمنة والعزلة الاجتماعية.

تطور عقلي
أما بالنسبة لأولائك الذين يجدون استخدام التكنولوجيا بشكل صحيح، فستجد أنهم أكثر الناس استفادة على المدى القريب والبعيد، فالتعرض للتكنولوجيا في مثل هذه السن الصغير من شأنه أن يبني عقولهم، ويزيد من تطورها لصناعة المستقبل.