التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 01:15 ص , بتوقيت القاهرة

السعودية وأمريكا = مصالح يقرأها الاقتصاد

زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، للمملكة العربية السعودية، لتقديم العزاء في وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتهنئة خليفته الملك سلمان بن عبدالعزيز، جاءت في توقيت في غاية الحساسية، في ظل تزايد الحديث عن توتر العلاقات بين البلدين على خلفية التطورات الكبيرة التي تشهدها المنطقة، سواء في سوريا أو العراق أو اليمن، بالإضافة إلى الملف النووي الإيراني.


إلا أن العلاقات الأمريكية السعودية لها جذور كبيرة، ففي الوقت الذي تنظر فيه الولايات المتحدة للمملكة باعتبارها حليف قوي لحماية المصالح الأمريكية في المنطقة، فإن المملكة من جانبها لها مصالح عديدة في الولايات المتحدة، لا تقتصر فقط على الدور الأمريكي في الشرق الأوسط، لا سيما وأن العديد من السعوديين لديهم استثمارات كبيرة في الأراضي الأمريكية.


مصفاة تكساس النفطية


وتعد مصفاة "موتيفا" النفطية الأمريكية، الكائنة بولاية "تكساس" الأمريكية، أحد أهم الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة، إذ تمتلكها شركة "أرامكو" التابعة للحكومة السعودية بالشراكة مع شركة "رويال داتش شيل"، وتعد المصفاة هي أكبر معالج للبنزين والديزل والمنتجات النفطية الأخرى، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"


توسيع مصفاة بورت أرثر


فيما شاركت المملكة العربية السعودية في توسيع مصفاة "بورت أرثر"، في عام 2013، هكذا تقول الصحيفة الأمريكية البارزة، رغم التوتر الذي كانت تشهده العلاقات الأمريكية السعودية في ذلك الوقت، وهو الأمر الذي رآه قطاع كبير من المحللين سابقا، أنه محاولة من جانب السعودية للاحتفاظ بالولايات المتحدة كسوق هام للنفط الخام، في ظل دعوات ظهرت للجوء إلى النفط الصخري الكندي كبديل للنفط السعودي.


مصنع الهندسة الكيميائية بـ"تكساس"


وهو المصنع الذي أطلقت عليه صحيفة "نيويورك تايمز" الأعجوبة، إذ أنه يعد بمثابة دليلا دامغا على وجود المملكة المؤثر، والواضح في الاقتصاد الأمريكي،  وتوجد به العديد من الصور لمسؤولي شركة "أرامكو" في أثناء زيارتهم للمصنع، ويوجد به حوالي ألفي موظف، بالإضافة إلى عدد من المقاولين والمتدربين.


الاستثمارات العقارية


المستثمرون السعوديون يمتلكون أمبراطورية من العقارات في العديد من الولايات الأمريكية، وتتعدى قيمتها حوالي مليار دولار، وقالت صحيفة "اندبندنت" البريطانية، أن العديد من الشركات العالمية قامت باستئجار العديد من العقارات من المستثمرين السعوديين، حتى يجعلوا منها مقرا لهم، ومن بينهم شركة "بريتيش بتروليم"، وهو ما يثير علامات الاستفهام بشأن علاقة مالكي تلك الشركات بأصحاب تلك العقارات من السعوديين.


استثمارات تعليمية وثقافية


وذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، أن استثمارات المملكة لم تقتصر على قطاعي النفط والعقارات، ولكنها امتدت إلى العقول، إذ قام عدد من الأثرياء بالمملكة بتمويل بعض المؤسسات التعليمية، ولعل أبرزها جامعتي هارفارد وجورج تاون، كما أن المملكة تقوم بتوريد بعض الكتب التي تقدم الصورة الصحيحة للإسلام لبعض المكتبات العامة في الولايات المتحدة.


قنوات الإعلام


وأصبحت القنوات الإعلامية والصحف الأمريكية هدفا للعديد من رجال الأعمال السعوديين، إذ قام الأمير السعودي الوليد بن طلال بشراء 5.7 من أسهم مؤسسة "نيوز كورب" الأمريكية، بحسب "واشنطن تايمز".