يبدو أننا سنتخلص من شكل طوابير "الكاشير" في القريب العاجل، ولكن بعيدا عن فكرة بطاقات "الكريدت"، فقد أعلنت شركة "أبل" الأمريكية أن عدد مستخدمي خدمتها للدفع Apple Pay عبر هواتفها الأحدث "آيفون 6" و"آيفون 6 بلس" وصل إلى مليون مستخدم، وذلك بعد أن أطلقتها في أكتوبر من العام الماضي، معلنة بذلك أن سوق الدفع الإلكتروني في طريقه نحو تعديل ملامحه.

بعد شهر تقريبا، بدأت فكرة تطوير خدمة جديدة تأتي إلى أذهان مجموعة من المتاجر الكبرى في الولايات المتحدة، وهي CurrentC، في الخروج إلى النور ليكون منافسا جديدا لـ"آبل باي" وخدمة جوجل Google Wallet، التي سبقت إلى الدفع الإلكتروني، ليتضاعف عدد مستخدمي وسائط الدفع عبر الأجهزة الذكية، وذلك بنهاية نوفمبر من العام الماضي.

%45 من الأفعال اليومية التي يقوم بها الإنسان عادات تلقائية في مقابل الأشياء الجديدة التي يتعرف عليها لأول مرة، لذلك على جميع اللاعبين في عالم الدفع عبر الأجهزة الذكية، أن يجعلوا هذا المبدأ عادة في سلوكيات المستخدمين، وبمجرد وصولهم إلى "الكاشير" في أي متجر أو سوبرماركت تتوجه أيديهم لا إراديا إلى أجهزتهم الذكية سواء كانت أجهزة لوحية أو هواتف محمولة لاستخدامها في الدفع، بدلا من فتح حافظات نقودهم الجلدية، ومن هنا لابد أن يعمل مقدمو الخدمات الإلكترونية على جعل مبدأهم الجديد عادة يعتاد المستخدم القيام بها تلقائيا.

ولكن أهم ما يهدد طريق الدفع الإلكتروني هو الجانب الأمني، لأن جميع الأنظمة المتصلة بشبكة الإنترنت مهما بلغ مستوى تحصينها فهي عرضة للاختراق، فقد تطور مستوى الهجمات الإلكترونية في السنوات الأخيرة بحيث أصبح من الصعب التنبؤ بنتائجها، لذلك في المقام الأول لابد أن يشعر المستخدمون بالأمان تجاه إتمام عمليات الدفع الإلكتروني، كي تكون لديهم الشجاعة الكافية لتداول بياناتهم الرقمية الخاصة ببطاقاتهم الائتمانية عبر الشراء من خلال هواتفهم الذكية على متاجر الإنترنت.