وصفه البعض بالحل السحري لمواجهة البرد القارس، في حين مازال البعض يرتديه سرا باعتباره عادة قديمة مرتبطة بالفلاحين والصعايدة، ولكن الجميع اتفق على أهميته في مواجهة برودة الطقس، إنه "الكلسون" الذي يعد ملجأ الفقراء والأغنياء معا للتحصن ضد قسوة الطقس.

وما بين سخرية البعض والعادات والتقاليد، يظل الكلسون حصن المصريين ضد هجوم البرد، ورغم ذلك يتناول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الموضوع بشئ من السخرية والفكاهة، معبرين عن معاناة المصريين من موجة البرد التي تضرب مصر في الوقت الحالي.

وتداول النشطاء عبارة "اللي عنده كلسون أحسن من اللي عنده آي فون"، تعبيرا عن أهمية الكلسون في الوقت الحالي، ولم يتخل الشباب عن الكلسون في الوقت الذي انتشرت فيه "الموضة" في الملابس الداخلية، وتمكن الكلسون من التفوق على ملابس أكثر حداثة لعل أبرزها سلسلة ملابس نجم ريال مدريد كريستيانوا رونالدو للملابس الداخلية.

في العتبة يجلس عم محمد عطية وحفيده على فرشة أمام المحلات وينادي "يا أرخص من الفيزون ومدفي الجسم يا "كلسون"، في محاولة منه لجذب المارة من أجل شراء بضاعته من أنواع "الكلسون" مختلفة الأسعار، فيبيع عم محمد الطقم الكلسون بـ19 جنيه وحتى 21 جنيه، أما الكالسون الأطفالي فيبدأ من 7.5 جنيه وحتى 20 جنيه.

وعبر عم محمد عن حالة الركود التي تضرب الأسواق بقوله: " الجو تعبان وإحنا في عز الموسم.. المفروض يكون فيه إقبال شديد الناس مش لاقيه تاكل هتجيب هدوم منين".

ويضيف أنه في الوقت الذي يباع فيه طقم الكلسون في المحلات بـ70 جنيه، فإنه يقوم ببيعه ب35 جنيه وأقل من ذلك، وبالرغم من هذا فإن الإقبال ضعيف، والسوق تشهد حالة من الركود بسبب الظروف التي تشهدها البلاد من توتر أمني، بحسب قوله.

وتبدأ أسعار الكلسون في قوطونيل (بنطلون فقط) من 45 جنيه للمقاس الأول، وكل مقاس زيادة يزيد 1.50 جنيه، وتتوفر ألوان الأبيض والأسود والكحلي، وتكون خامتها من القطن، أما في أسواق التوحيد والنور فتتفاوت الأسعار ما بين الكلسون القطن والصوف، فالقطن أسعاره تبدأ من 38 جنيه وحتى 50 جنيه، أما في الصوف فالقطعة يبلغ سعرها 30 جنيه وحتى 80 جنيه، وتختلف الأسعار حسب الخامات.

من جهته، قال رئيس جمعية منتجي الملابس الجاهزة ورئيس لجنة الجمارك بإتحاد الغرف، يحيى زنانيري لـ"دوت مصر"، إن 70% من الملابس الداخلية ومنها الكلسون إنتاج مصري بالأساس، مضيفا أن موسم الشتاء هذا العام يشهد حالة من الركود وتراجع حجم المبيعات، إذ سجلت نسبة المبيعات من 10-12% من حجم المعروض، مشيرا أن هناك أوكازيون للملابس سيتم إقامته الأسبوع القادم، وسيتم تخفيض أسعار الملابس فيه، متوقعا أن يزيد حجم المبيعات بنسبة 50%.