التوقيت الأحد، 24 نوفمبر 2024
التوقيت 11:41 م , بتوقيت القاهرة

فيديو.. والدة ضحية "لقمة العيش" بحدائق حلوان: كان ابن موت

رفض ألا يخسر حظه فى الحياة العملية مثلما خسر حياته العلمية بعد رسوبه فى الصف الثانى الإعدادى أكثر من مرة، فقرر ترك التعليم وفضل دخول مجال العمل مبكرا فى سنه الصغيرة على المكوث فى المنزل واللهو مع أقرانه، فعمل سائق توك توك، لدى أكثر من شخص من أهالى المنطقة الذين كانوا يثقوا فيه لأمانته وحسن سمعته هو أهله، وما أن وجد فيه عمه الذى يعيش معه فى نفس المنزل همة لم يجدها في أى شاب، قرر شراء توك توك وإعطاؤه إياه ليعمل به بنطاق الحى والأحياء المجاورة ولسان حاله يقول"رزقى ورزقك على الله".

الطفل الذى تعد عمره الخامسة عشر، بأشهر قليلة، أصبح حديث أهالى المنطقة فى طيبته وحسن خلقه، فهو لا يختلط بأى شخص ولا يحتك بأصدقاء السوء من قريب أو من بعيد، كل ما يفعله هو قيادة التوك توك ظهر كل يوم والعودة بعد منتصف الليل، إلا أنه فى ليلة سوداء على سكان شارع حلمي العطفاوى، بحدائق حلوان، وخاصة أسرة الطفل، لم يعد إبراهيم إلى المنزل، هذه الليلة، وتحولت أسرته وأهالى المنطقة إلى فريق بحثى للعثور على الطفل، إلى أن تم العثور عليه ولكن جثة هامدة لتتحول الليلة السوداء إلى ظلام دامس يغدق المنطقة بالكامل ويكسى وجوه أهاليها حزنا على مقتل الطفل غدرا.

"قلبى كان مقبوضا".. بهذه الكلمات روت وداد عثمان، والدة الطفل إبراهيم محمد إبراهيم، تفاصيل الساعات القليلة التى اختفى فيها نجلها قبل العثور على جثته بمنطقة ركن فاروق، قائلة:" ابنى يستيقظ يوميا فى حوالى الثانية عشر صباحا أو الثانية ظهرا، ويستقل توك توك عمه طوال اليوم، يتخلله زيارات متقطعة للمنزل لتناول الغداء أو الاستراحة قليلا، ثم يعاود العمل، ويعود بعد الساعة الواحدة ليلا وأحيانا نكون أنا ووالده نيام فلا نشعر به، غير أنه لا يوقظنا ويدخل غرفته لينام، ولكن فى هذا اليوم استيقظت مبكرا ولم أجده فانقبض قلبى خاصة وأننا اتصلنا به كثيرا وكان هاتفه مغلقا، فذهب والده ببحث عنه فى المنطقة وذهبت أنا لقسم شرطة المعصرة وقسم حلوان، والمستشفيات، ولم أعثر عليه، وبعدما انتشر خبر تأخره خارج المنزل طمأننى أحد الجيران بأنه شاهده حوالى الساعة التاسعة صباحا فى المنطقة ".

تستطرد الأم حديثها لليوم السابع قائلة:" منذ أن ترك التعليم قبل عامين وهو يعمل سائق توك توك وأحيانا كان يعمل مع والده الذى يعمل سائق ميكروباص، ولم يكن له أى أعداء أو حتى أصدقاء رغم أن كل أهالى المنطقة يحبونه، ولم يكن هناك سوى بعض الصبية الذين يضايقونه فى عمله وشكا والده أهلهم فابتعدوا عنه"، مضيفة:"يعيش معى أنا ووالده بمفردنا بعد زواج أشقاؤه الخمس، وهو يعولنا بعد مرض والده الذى أقعده عن العمل قبل فترة قصيرة".

وتتذكر والدة الطفل إبراهيم، ذكريات حديث نجلها لها عما كان يحدث له مع ركاب التوك توك قائلة:" كان ابن موت، فذات مرة روى لى أن أحد الأشخاص طلب منه توصيله لمنطقة نائية وحينما وصلوا إلى هناك قال له انت لا تخف أن أسرق منك التوك توك فرد عليه لو هتسرقنى موتنى الأول فتركه وغادر، فقلت له يا ابنى لو حد هيسرق التوك توك سيبه وامشي المهم حياتك ولكنه كان يرفض ذلك"

وتابعت الأم المكلومة:" احتسبته شهيد لأنه مات وهو بيدافع عن ماله وعمله بس عشان يرتاح فى تربته وقلبى يرتاح، أتمنى القبض على المتهمين فى أسرع وقت وإعدامهم"

يلتقط طرف الحديث، أحد جيران الضحية قائلا:" إبراهيم فعلا كان ابن موت، لأنه كان محبوبا من جميع أهالى المنطقة صغيرا وكبيرا فقد كان لا يحتك بأحد سوى بالسلام والابتسامة تعلو وجهه".

يؤكد كلامه عاشور إبراهيم، عم الضحية، الذى يقيم معهم فى نفس المنزل، قائلا:"رغم صغر سنه كان رجلا يمكنك أن تعتمد عليه فى فتح منزل، وكان يأتى بمصاريفه ومصاريف والديه، ولا يؤذى أحدا ولو حتى بكلمة وكان كل غايته عمله فقط".

فيما تؤكد شقيقته أن والدها تعرف على جثة شقيقها، رغم أن ملامح وجهه كانت مطموسة بسبب الطعنات التى كانت به، ولكنه تأكد من أنها جثته من خلال ملابسه وسلسلة خرز سوداء كان يرتديها فى رقبته".

وكان بلاغ ورد لضباط مباحث قسم شرطة حلوان، يفيد العثور على جثة طفل يبلغ من العمر ١٥ عاما بها عدة طعنات بمنطقة ركن فاروق.

وبإجراء التحريات اللازمة تبين أن الجثة لطفل يدعى إبراهيم محمد إبراهيم ، ١٥ سنة مقيم بمنطقة حدائق حلوان دائرة قسم شرطة المعصرة، وتعرف عليه أهليته وأقروا بأنه كان يعمل سائق توك توك واختفى قبل يوم.

تحرر المحضر اللازم وأخطرت النيابة التى صرحت بدفن جثة الطفل، فيما تم تشكيل فريق بحث من رؤساء مباحث المعصرة وحلوان لكشف غموض الحادث والتوصل للجناة.