فيديو.. لماذا يستقطب "الشطرنج" المثقفين والمفكرين؟
جلس ممسكا بقطعة الشطرنج لبرهة من الوقت، فى أحدى زاويات مقهى بمدينة العاشر من رمضان، يفكر سريعا، ثم يأخذ قراره ليحدد موقع القطعة وخطة تحركها، وفجأة يقولها " كش ملك"
هذا المشهد دوما ما نراه فى الدراما التليفزيونية مشهد عابرا، لكن حين يتثنى لك الفرصة أن تكون جالسا ومتابعا له فى الحقيقة، وقتها ربما يدفعك فضولك للقرب من هذا اللاعب، الذى ربما يكون له سمات خاصة ومختلفة.
"فيديو 7" التقى مديرا عاما بهيئة الطاقة الذرية، الذي صنف كأحد اللاعبين الدوليين، وحصد كأس مصر من أحد نوادى قاهرة المعز، وهو نادى الشرقية للدخان. المهندس حسام محمد زيان.
للوهلة الأولى تجده بشوش الوجه، وحين تحدثه ترى فيه طيبة أبناء الجنوب وذكائهم الفطري، ولكنته وبشرته السمراء، وحين تتبادل الحديث معه ستعرف، "أن لعبة الشطرنج له كانت هواية ثم تحولت لمهنة يعشقها".
فى البداية حدثنا اللاعب الدولى عن سر ارتباطه بلعبة الشطرنج، وماهى العلاقة التى جمعت بينه وبينها وهو مديرا عاما فى هيئة الطاقة الذرية، فيقول كابتن حسام" أنا لاعب دولى ومدرب، والشطرنج بصفة عامة يبدأ كهواية ويجعل الابداع جزء من تركيبة من يهواه، ويبنى القدرة على التفكير السليم واتخاذ القرار فى الوقت المناسب، ولعبة الشطرنج من اللعب التى تختار صاحبها، فتجدها تستقطب الأطباء والمهندسين، وصفوة المجتمع من المثقفين والمفكرين فتجد فيها استاذ دكتور، و مهندس، وطبيب وكلاء وزارة ومستشارين، حيث أنها ترتقى بالمستوى الفكرى والمعنوى.
وأضاف كابتن حسام، أن عادة يكون لاعب الشطرنج مستواه عالى جدا، والدليل على ذلك، انه يحصد مراكز عالية على مستوى الدولة داخليا وخارجيا، مضيفا أنه للأسف اللعبة لم تأخذ حقها فى مصر، وهذا يعد تقصير من الشباب والرياضة والقائمين على لعبة الشطرنج، ولابد من وجود راعى للعبة، فممكن تكون أحد الالعاب التى يدعمها قانون الرياضة الجديد".
وأوضح كابتن حسام، أن قانون الرياضة الجديد، سيكون مفيد لمثل هذه الألعاب المنسية فى ماراثون الرياضة، والتى تفتح أفق جديدة للعبة الشطرنج، وتغير مفهوم الرياضة، فكرة القدم ليست هى الرياضة الوحيدة فى مصر، وإعادة النظر فى الرياضات الأخرى مثل الشطرنج، سيفتح الباب للاستثمار الرياضى فيها، من خلال طرح موارد جديدة، ويباع فيها اللاعبون، وممكن رعاه يتبنون اللاعيبة، فاللعبة على مستوى العالم بتحصد جوائز ومبالغ مالية.
ورصد كابتن حسام احتكار الصين والهند للعبة الشطرنج على مستوى العالم، ، حيث تهتم بالناشئين فى اللعبة، قائلا:" فى الهند يجلسون على الحصر ويهتمون بوجود الكمبيوتر للناشئ، ويقدسون عالم الشطرنج، لكن فى مصر الوضع مختلف فكل التركيز على كرة القدم فقط، رغم وجود دور للاتحاد المصرى للشطرنج، حيث يقدم مساعدات فنية من التحكيم والمتابعة، وتسجيل اللاعبين فى الاتحاد الدولي، ويحصل اللاعب على شهادات موثقة من الاتحاد، واعتماد نتائجها بعد المباراة فى الاتحاد الدولى للعبة".
يذكر أن كابتن حسام وكابتن اشرف نبيل، وكابتن صلاح محمد الذين حصدوا كأس مصر لعام 2018 فى البطولة الدولية للشطرنج، جاءوا من القاهرة لمشاركة ناشئين وشباب العاشر فى أول بطولة ودية أطلقتها أحد لكافيهات بالمدينة، لتغيير مفهوم المقهى والكافية عند أبناء وشباب المدينة الصناعية، والتدريب على لعبة الشطرنج.